ويسكن النجار في كرفان حديدي في منطقة خزاعة، شرق مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، ويصف مسكنه مع استمرار العاصفة الرملية وارتفاع الحرارة والرطوبة بـ"كومة من الصفيح الساخن".
وفاقمت العاصفة الرملية من معاناة الغزيين الذين يعيشون داخل كرفانات حديدية، بديلة عن منازلهم التي دمرتها الحرب الإسرائيلية الأخيرة في 7 يوليو/ تموز 2014.
ويقول المسن الفلسطيني: "جراء ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، وهبوب رياح محملّة بغبار حربي سورية والعراق، أصيبت عيناي بـ حساسية شديدة، حولت لونهما إلى الأحمر وصاحب ذلك حكة مؤلمة". ويشكو من إصابة الأطفال الذين يعيشون في الكرفانات بأمراض جلدية مختلفة، مع انتشار أنواع غير مألوفة من الحشرات. ويذكر أن "سكان الكرفانات، خاصة في منطقة خزاعة يجهلون طرق التعامل مع الأمراض التي تصيب الأطفال"، مرجعاً ذلك لقلة الوعي الصحي عند الأهالي.
وبحسب وزارة الأشغال الفلسطينية، فإن نحو 100 منزل متنقل "كرفانات" موجود في بلدة خزاعة لإيواء أصحاب المنازل المدمرة، بعد أن تعرض ما يزيد على 1300 بيت للتدمير والأضرار.
اقرأ أيضاً:عاصفة رملية تضرب سورية ولبنان
وأما المسنة فضّة حمدان (65 عاماً)، التي تسكن أحد تلك الكرفانات، فقد حوّلت وعاء بلاستيكياً مسطحاً إلى وسيلة لتبريد جسد حفيدتها، الذي أصيب بحساسية شديدة. وتقول "غبار العاصفة محمل بالجراثيم والميكروبات والمواد الكيماوية "، معربة عن تخوفاتها من الإصابة بأمراض نتيجة نقل العاصفة لغبار حربي سورية والعراق إلى غزة.
وتشير حمدان إلى أنها أصيبت بارتفاع في ضغط الدم بسبب درجة الحرارة العالية، واصفة الجو داخل الكرفان بـ"الخالي من الأوكسجين"، إذ يعيش داخله 5 أشخاص.
وفي محيط منطقة "الكرفانات" جنوب القطاع، كانت الفلسطينية رندة محمد (51 عاماً) تبحث عن مكان مفتوح بالقرب من الكرفان الذي تعيش فيه مع 8 آخرين من أفراد أسرتها، بعد أن أصابها جو الكرفان بـ"ضيق حاد في الَنفَس"، إذ تصف رندة، الحياة داخل "الكرفانات" في هذه الظروف بأنها "قاسية ولا تصلح للعيش الآدمي".
وتضيف "لا زلنا نعاني من نقص في المياه، ويتعذر علينا غسل الأطفال لإزالة الأتربة والغبار عنهم". وتشير إلى أن الصناعة غير المحكمة للكرفانات تمكّن ذرات الغبار والأتربة من التسلل إلى الداخل بسهولة فتلوث الطعام والفراش.
اقرأ أيضاً:العاصفة الرملية تعصف بسكان الأغوار