نفذ الطيران العراقي، اليوم الجمعة، ضربات جوية مكثّفة استهدفت مواقع تابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي في عدد من المحافظات، ضمن استراتيجية جديدة أشرف على وضعها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي للحد من تحركات التنظيم.
ونشطت بقايا "التنظيم"، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، بتنفيذ أعمال العنف في عدد من المحافظات المحررة، ومنها كركوك وديالى ونينوى وصلاح الدين والأنبار، على الرغم من تنفيذ القوات العراقية خططاً ميدانية لإنهاء تلك التحركات.
وكشفت مواقع رصد زيادة نسبة هجمات التنظيم في العراق خلال الشهر الأخير، وسجل"اتحاد أبحاث وتحليل الإرهاب" (TRAC) تبني التنظيم "تنفيذ 100 هجوم في عموم العراق، خلال أغسطس/ آب المنصرم، بزيادة بنسبة 20% عن الشهر الذي سبقه"، مؤكداً أنّ "الهجمات تركزت في المقام الأول في المناطق المحررة".
مقابل ذلك، أعلنت خلية الإعلام الأمني الحكومية تنفيذ عدة ضربات جوية على مواقع للتنظيم، وقالت الخلية، في بيان لها، إنّ "طائرات أف 16 نفذت ضربات استهدفت كهوفا لداعش في جبال حمرين، بمحافظة كركوك".
كما أعلنت، في بيان ثانٍ، "تنفيذ طائرات السوخوي العراقية ضربتين على هدفين للتنظيم في محافظة صلاح الدين"، وفي بيان ثالث، ذكرت أنّ "طيران الجيش خلال تقديمه الدعم للقوات الأمنية في منطقة الحويجات، الواقعة على نهر دجلة ضمن قاطع عمليات سامراء بمحافظة صلاح الدين، تمكنت من تدمير وكر لداعش بضربة جوية".
يأتي ذلك بعد زيارة أجراها الكاظمي، أمس الخميس، إلى قيادة العمليات المشتركة، عقد خلالها اجتماعاً مع القيادات الأمنية والعسكرية، استمع فيه إلى عرض مفصّل عن الأوضاع الأمنية في عموم مناطق البلاد والقدرات العسكرية المتاحة لحماية الحدود، وأصدر مجموعة من التوجيهات.
مسؤول أمني رفيع أكد لـ"العربي الجديد" أنّ "الكاظمي تابع وضع استراتيجية جديدة للتعامل مع تحركات التنظيم المتطرف"، مبيناً أنه "وجّه بأن يكون التركيز خلال المرحلة المقبلة على تكثيف الضربات الجوية على مواقع التنظيم، وفقاً للمعلومات الاستخبارية التي سترصد تحركاته".
وأضاف المسؤول، الذي فضّل عد الكشف عن هويته، أنّ "الكاظمي شدد على أهمية أن تكون الضربات متلاحقة، ولا تعطي التنظيم فرصة للتجمع وتنفيذ أي هجمات".
قيادة العمليات المشتركة، من جهتها، أكدت أنّ زيارة الكاظمي أعطت زخماً لتنفيذ الخطط العسكرية لإنهاء تحركات التنظيم.
وقال المتحدث الرسمي باسم القيادة اللواء تحسين الخفاجي، لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع )، إنّ "الكاظمي، خلال زيارته قيادة العمليات، استمع إلى إيجاز مفصل من نائب قائد العمليات المشتركة، الذي وضح فيه إمكانيات القوات الأمنية، والموقف العام بالنسبة إلى القوات الأمنية، وأماكن وجود الإرهاب ومطادرته وملاحقته".
وأوضح أنّ "الكاظمي وجه بتكثيف الجهد الاستخباري والأمني، وأن يستمر الضغط على التنظيمات الإرهابية وملاحقتها ومطاردتها، كما أكد ضرورة حصر السلاح بيد الدولة، وأن تتم مطاردة الإرهابيين الذين يحاولون التجاوز على القانون"، مشيراً إلى أنّ "الزيارة أعطت زخماً ودفعاً إيجابياً مهماً لقيادة العمليات المشتركة، وقد اطلع خلالها على مجمل العمليات ضد التنظيمات الإرهابية".