قررت الفتاة العشرينية، إسلام الريفي، قبل عام ونصف التغلب على إعاقتها السمعية، عبر تعلم فنون الحياكة والتطريز، كي تتمكن بأناملها الذهبية من إثبات ذاتها، وترجمة قدراتها الفنية على القماش، وبألوان تراثية فلسطينية.
والدة إسلام تقول إن ابنتها كانت عصبية جداً قبل تعلم فنون التطريز، والاندماج مع زميلاتها في هذا المجال، الذي ساهم بتحسين حالتها النفسية، خاصة بعد أن شعرت بأنها عنصر مفيد، وفاعل داخل المجتمع، وأنها ليست عبئاً أو "عالة" عليه.
وتقول إسلام بلغة الإشارة لـ"العربي الجديد" إنها أحبت هذا المجال الجميل الذي مكنها من تفريغ قدراتها المكبوتة على القماش. وتضيف: "شعرت بالفخر عندما أعجبت منتوجاتي الجميع، وأصبحوا يطلبون مني المزيد من القطع القماشية المطرزة".
لم تكن إسلام وحيدة في العمل الذي رافقها به مجموعة من الزملاء والزميلات الصُم، ضمن "البرنامج المهني" التابع لبرامج جمعية الصم للكبار في مدينة غزة، والذي يعنى بتعليم ذوي الإعاقة السمعية مختلف الحرف المهنية، التي تساعدهم في حياتهم العملية.
هذا الخيار لم يكن مفتوحاً أمام مجموعة من الأشخاص الصُم قبل عشر سنوات، والذين عانوا من عدم وجود جمعيات خاصة تعنى بأصحاب الإعاقات السمعية "كبار السن"، فقررت مجموعة منهم إنشاء "جمعية الصم للكبار"، ورفدها بعدد من الأقسام التي تلبي احتياجاتهم.
مديرة برامج الجمعية أسماء عبيد تقول إن الجمعية "تأسست عام 2006 بمبادرة شبابية لأشخاص ذوي إعاقة سمعية، موضحة أنها تحتوي على برنامج طبي لتقديم الفحوص اللازمة، وبرنامج تعليمي لمحو أمية الأشخاص الصُم، إضافة إلى برنامج التوعية النفسية، الذي يعنى بـ"السيكودراما" والتفريغ النفسي.
أما فيما يتعلق بـ"البرنامج المهني" فتقول عبيد لـ"العربي الجديد" إنه بدأ العمل فيه منذ تأسيس الجمعية، من أجل تأهيل الأشخاص "سواء أكانوا إناثاً أم ذكوراً" ومساعدتهم على الانخراط في سوق العمل، وفق التخصصات المهنية والحرفية الموجودة داخل معمل الجمعية.
وتوضح أن العمل مقسم داخل الورشة والمعمل إلى عدة أقسام، حيث يعمل الشباب الصم في النجارة وصنع الخشبيات الفنية المنحوتة يدوياً، كذلك إنتاج البُسط والسجاد المحاك على "النول"، فيما تعمل الفتيات في التطريز، وفي مخبز لصنع المعجنات ومختلف أنواع المخبوزات، لكنه توقف بسبب سوء الأحوال الاقتصادية".
وتضيف عبيد: "يتم تسويق مختلف أنواع المنتوجات اليدوية الصنع التي ينتجها العاملون عبر معرض خاص لتلك المنتوجات تم افتتاحه وسط مدينة غزة، كذلك تم افتتاح صالون تجميل تعمل به فتيات من ذوات الإعاقة السمعية، وقد شعرن بالفرق الكبير، قبل وبعد العمل".
وتشير مديرة برامج الجمعية إلى أن المشروع الدائم حقق نتائج إيجابية فيما يتعلق بدمج الأشخاص الصُم في المجتمع، وتوفير فرص عمل تمكنهم من تحسين حالتهم النفسية وتشعرهم بأهميتهم في المجتمع، وتقول: "أصبحنا نورد أيدي عاملة من الأشخاص ذوي الاعاقة السمعية لوزارة العمل والعديد من المؤسسات".
عبد الله أبو هين، أحد الأشخاص ذوي الاعاقة السمعية الذين ساهموا بتأسيس الجمعية، أصبح مشرفاً على تدريب الكادر العامل داخل المنجرة الخاصة بتصنيع الأعمال اليدوية والحرفية، ويقول إنه لا يواجه أي إشكالية في التعامل مع زملائه الصُم.
ويضيف بلغة الإشارة لـ"العربي الجديد": واجهتني الكثير من الصعوبات في التعامل مع أصحاب العمل قبل تأسيس الجمعية، وكنت أعاني من عدم فهمهم لي، أو فهمي لهم، ما تسبب بعدم مقدرتي على الاستمرار في أي من الأعمال السابقة.
ويشير إلى أنه الآن أصبح يتعامل بسلاسة وسهولة مع الأشخاص ذوي الاعاقة السمعية، ويقول: "الأشخاص الصُم أذكياء ويمكنهم تَعَلُم الحرفة بسرعة واتقانها فيما بعد"، متمنياً أن يتم توسيع المعمل كي يستوعب أكبر قدر ممكن من العمال والأشخاص أصحاب الاعاقة السمعية.
ووافقه زميله الخمسيني الأًصم باسم جنينة والذي يعيل أحد عشر فرداً، حين قال: "كنت أعمل داخل الأراضي المحتلة عام 1948، في مصنع للبلاط، لكن العمل كان مرهقاً للغاية، أما الآن فأنا سعيد بهذا العمل، خصوصا وأننا متفاهمون ولا نواجه أي إشكالات". ويختتم: "عملنا هنا متكامل كخلية نحل، هناك من يقطع الأخشاب الكبيرة، ويجهزها لزملائه الذين يفرغون منها أشكالاً زخرفية وهندسية جميلة، يتم تجميعها فيما بعد، وتزيينها بقطع القماش المطرزة، التي قامت بصنعها زميلاتنا الفتيات".
والدة إسلام تقول إن ابنتها كانت عصبية جداً قبل تعلم فنون التطريز، والاندماج مع زميلاتها في هذا المجال، الذي ساهم بتحسين حالتها النفسية، خاصة بعد أن شعرت بأنها عنصر مفيد، وفاعل داخل المجتمع، وأنها ليست عبئاً أو "عالة" عليه.
وتقول إسلام بلغة الإشارة لـ"العربي الجديد" إنها أحبت هذا المجال الجميل الذي مكنها من تفريغ قدراتها المكبوتة على القماش. وتضيف: "شعرت بالفخر عندما أعجبت منتوجاتي الجميع، وأصبحوا يطلبون مني المزيد من القطع القماشية المطرزة".
لم تكن إسلام وحيدة في العمل الذي رافقها به مجموعة من الزملاء والزميلات الصُم، ضمن "البرنامج المهني" التابع لبرامج جمعية الصم للكبار في مدينة غزة، والذي يعنى بتعليم ذوي الإعاقة السمعية مختلف الحرف المهنية، التي تساعدهم في حياتهم العملية.
هذا الخيار لم يكن مفتوحاً أمام مجموعة من الأشخاص الصُم قبل عشر سنوات، والذين عانوا من عدم وجود جمعيات خاصة تعنى بأصحاب الإعاقات السمعية "كبار السن"، فقررت مجموعة منهم إنشاء "جمعية الصم للكبار"، ورفدها بعدد من الأقسام التي تلبي احتياجاتهم.
مديرة برامج الجمعية أسماء عبيد تقول إن الجمعية "تأسست عام 2006 بمبادرة شبابية لأشخاص ذوي إعاقة سمعية، موضحة أنها تحتوي على برنامج طبي لتقديم الفحوص اللازمة، وبرنامج تعليمي لمحو أمية الأشخاص الصُم، إضافة إلى برنامج التوعية النفسية، الذي يعنى بـ"السيكودراما" والتفريغ النفسي.
أما فيما يتعلق بـ"البرنامج المهني" فتقول عبيد لـ"العربي الجديد" إنه بدأ العمل فيه منذ تأسيس الجمعية، من أجل تأهيل الأشخاص "سواء أكانوا إناثاً أم ذكوراً" ومساعدتهم على الانخراط في سوق العمل، وفق التخصصات المهنية والحرفية الموجودة داخل معمل الجمعية.
وتوضح أن العمل مقسم داخل الورشة والمعمل إلى عدة أقسام، حيث يعمل الشباب الصم في النجارة وصنع الخشبيات الفنية المنحوتة يدوياً، كذلك إنتاج البُسط والسجاد المحاك على "النول"، فيما تعمل الفتيات في التطريز، وفي مخبز لصنع المعجنات ومختلف أنواع المخبوزات، لكنه توقف بسبب سوء الأحوال الاقتصادية".
وتضيف عبيد: "يتم تسويق مختلف أنواع المنتوجات اليدوية الصنع التي ينتجها العاملون عبر معرض خاص لتلك المنتوجات تم افتتاحه وسط مدينة غزة، كذلك تم افتتاح صالون تجميل تعمل به فتيات من ذوات الإعاقة السمعية، وقد شعرن بالفرق الكبير، قبل وبعد العمل".
وتشير مديرة برامج الجمعية إلى أن المشروع الدائم حقق نتائج إيجابية فيما يتعلق بدمج الأشخاص الصُم في المجتمع، وتوفير فرص عمل تمكنهم من تحسين حالتهم النفسية وتشعرهم بأهميتهم في المجتمع، وتقول: "أصبحنا نورد أيدي عاملة من الأشخاص ذوي الاعاقة السمعية لوزارة العمل والعديد من المؤسسات".
عبد الله أبو هين، أحد الأشخاص ذوي الاعاقة السمعية الذين ساهموا بتأسيس الجمعية، أصبح مشرفاً على تدريب الكادر العامل داخل المنجرة الخاصة بتصنيع الأعمال اليدوية والحرفية، ويقول إنه لا يواجه أي إشكالية في التعامل مع زملائه الصُم.
ويضيف بلغة الإشارة لـ"العربي الجديد": واجهتني الكثير من الصعوبات في التعامل مع أصحاب العمل قبل تأسيس الجمعية، وكنت أعاني من عدم فهمهم لي، أو فهمي لهم، ما تسبب بعدم مقدرتي على الاستمرار في أي من الأعمال السابقة.
ويشير إلى أنه الآن أصبح يتعامل بسلاسة وسهولة مع الأشخاص ذوي الاعاقة السمعية، ويقول: "الأشخاص الصُم أذكياء ويمكنهم تَعَلُم الحرفة بسرعة واتقانها فيما بعد"، متمنياً أن يتم توسيع المعمل كي يستوعب أكبر قدر ممكن من العمال والأشخاص أصحاب الاعاقة السمعية.
ووافقه زميله الخمسيني الأًصم باسم جنينة والذي يعيل أحد عشر فرداً، حين قال: "كنت أعمل داخل الأراضي المحتلة عام 1948، في مصنع للبلاط، لكن العمل كان مرهقاً للغاية، أما الآن فأنا سعيد بهذا العمل، خصوصا وأننا متفاهمون ولا نواجه أي إشكالات". ويختتم: "عملنا هنا متكامل كخلية نحل، هناك من يقطع الأخشاب الكبيرة، ويجهزها لزملائه الذين يفرغون منها أشكالاً زخرفية وهندسية جميلة، يتم تجميعها فيما بعد، وتزيينها بقطع القماش المطرزة، التي قامت بصنعها زميلاتنا الفتيات".