أعادت واقعة اعتقال الصحافي المغربي، توفيق بوعشرين، إلى الواجهة، ملف علاقات التّماس والالتباس بين الصحافي والسياسي في المغرب. إذ بينما تشير التهم الموجّهة إلى بوعشرين إلى قضايا رُفعت ضده من قبل صحافيات ادعين تحرشه بهنّ، ظهرت دلائل عدّة تنسف هذه النظرية فاتحة أبواب الاجتهاد حول إمكانية "فبركة الملف" لأسباب سياسية مرتبطة بكتابات بوعشرين.
وربط بوعشرين وهيئة دفاعه بين الاتهامات الخطيرة الموجهة إليه، وبين افتتاحياته التي يتناول فيها قضايا سياسية ساخنة وشخصيات سياسية ذات وزن، فيما ينفي البعض وجود أي ربط بين الموضوعين، وبأن الاتهامات لا علاقة لها بالصحافة أو السياسة أو النشر، وإنما بشكاوى شخصية لصحافيات.
رأت الخبيرة في الإعلام، شامة درشول، في حديث لـ "العربي الجديد" أن الحاكم "يمتلك آلته الإعلامية التي تروج لحكمه وتهاجم من يعارضه، والأحزاب تملك الصحف التي تروج لمبادئها، وتنتقد الأحزاب المعارضة لمصالحها، ونجد الدولة تمتلك أذرعاً إعلامية تدافع عن مواقفها، وحتى حين يكون هناك صاحب السلطة المالية هو صاحب رأسمال الصحيفة أو أي مؤسسة إعلامية يكون هذا المنبر لخدمة مصالحه وتوفير الحماية له".
اقــرأ أيضاً
وتابعت درشول أن هذه كلها أشكال من الصحافة والإعلام لا تكون فيها العلاقة بين المال والإعلام، ولا بين السياسة والإعلام ولا حتى بين ثالوث الإعلام والسياسة والمال أمراً مكروهاً، إلا في حالة واحدة، حين تصنف هذه الصحيفة في باب "الصحافة المستقلة"، هنا فقط يمكن طرح تساؤلات حول الخط التحريري لهذا المنبر، ويمكن أن نتساءل حول مدى التقارب بين الصحافي والسياسي.
وأوضحت أن "ما يعرف بالصحف المستقلة في المغرب هي في الأصل (صحف قطاع خاص)، تتقاسم نفس مبادئ الجهة، لذلك هنا العلاقة بين الصحافي ورجل المال أو السلطة أو الإيديولوجيا علاقة مشروعة لكنها ليست شرعية، لأن شرعيتها لا تُمنح إلا حين تكون هذه الصحف واضحة مع قرائها، معلنة بشفافية عن مبادئها، لا أن تكون مجرد بروباغندا تخدم مصالح "الجهة المانحة"، وتدعي أمام القراء أنها تخبرهم الحقيقة.
وشددت درشول على أن الحديث عن صحف مستقلة وصحافي مستقل عن السياسي، وصاحب المال، وصاحب السلطة، يستقيم فقط حين يكون الصحافي والصحيفة مستقلة عن هؤلاء أو أحدهم، أو حين تتقاسم مبادئهم لكن مع استقلالية في الرأي، والتدبير، والقدرة على انتقاد الجهة المانحة نفسها حين تمس أحد أهم ركائز الصحافة المستقلة وهو "مصداقية الخبر".
إذا طبقنا هذه الشروط في المغرب، "سنجد أننا لا يمكن الحديث عن استقلالية الصحافي عن السياسي، وأنه بدل إن يكون الصحافي يمارس دور الرقابة على السياسي لصالح المواطن، نجده هو من يجمل صورة السياسي أمام أعين المواطن"، لتخلص إلى أن ما يوجد في المغرب صحافة قطاع خاص وليست صحافة مستقلة".
من جهته اعتبر الباحث، صلاح بوسريف، أنه مثلما يحدث في علاقة المثقَّف بالسياسي، يحدث في علاقة الصحافي بالسياسي، لأن "الصحافي اليوم، أصبح ملزماً بالمعرفة، وبالوعي الثقافي الذي يصير عنده، المنظار الذي به يقرأ الأشياء، رغم أن الصحافي، بحكم احتكاكه اليومي مع الأحداث والوقائع، هو ملزم بالسياسي، وبالخوض في ما يجري في سراديب السياسة".
وأوضح بوسريف في حديث لـ "العربي الجديد" بأن الصحافي هو "قَنَّاص أحداث ووقائع، ويجري وراء الأحداث الساخنة ليقتنصها، وهي بعد لم تنضج بما يكفي، أو تكون نسبة وضوح الرؤية فيها ليست بما تسمح به العين".
وزاد المتحدث بأن "الصحافي يعرف بأنه مُلْزَم بمتابعة المعطيات والتفاصيل، وتحليل هذه المعطيات والتفاصيل، وفق ما تقتضيه المهنة من جهة، ووفق ما يقتضيه الوعي الثقافي والسياسي للصحافي، وما يمكن أن يتميز به من ذكاء في المُقاربة والتحليل".
والصحافي يكون، بهذا المعنى، في منطقة خطِرة، لأنّه يُقارب الجمر وهو يَشتعل، فهل ينفخ فيه ليعجِّل باشتعاله، أم ينتظر إلى أن يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود"، يورد بوسريف قبل أن يبرز أن السياسة تتحرك بوتيرة سريعة، وتجري فيها الأمور بنوع من التعتيم والإخفاء، وهي تقوم على جدلية التعمية والإخفاء، بينما الصحافة هي كشَّافٌ وأداة تنوير، وتعميم للخبر".
وسجل بوسريف بأن "الدولة تعمل على تسخير إعلامها لقول ما تريد، وكذلك الحزب، لكن الصحافة، حين تكون مستقلة، وتسعى لتنوير الرأي العام، فهي تكون دائماً، في مرمى الدولة، وفي مرمى الحزب، أي أن السياسي يعتبر الصحافي عدوه الأول، الذي عليه أن يتخلص منه، بأي طريقة من الطرق".
وربط بوعشرين وهيئة دفاعه بين الاتهامات الخطيرة الموجهة إليه، وبين افتتاحياته التي يتناول فيها قضايا سياسية ساخنة وشخصيات سياسية ذات وزن، فيما ينفي البعض وجود أي ربط بين الموضوعين، وبأن الاتهامات لا علاقة لها بالصحافة أو السياسة أو النشر، وإنما بشكاوى شخصية لصحافيات.
رأت الخبيرة في الإعلام، شامة درشول، في حديث لـ "العربي الجديد" أن الحاكم "يمتلك آلته الإعلامية التي تروج لحكمه وتهاجم من يعارضه، والأحزاب تملك الصحف التي تروج لمبادئها، وتنتقد الأحزاب المعارضة لمصالحها، ونجد الدولة تمتلك أذرعاً إعلامية تدافع عن مواقفها، وحتى حين يكون هناك صاحب السلطة المالية هو صاحب رأسمال الصحيفة أو أي مؤسسة إعلامية يكون هذا المنبر لخدمة مصالحه وتوفير الحماية له".
وتابعت درشول أن هذه كلها أشكال من الصحافة والإعلام لا تكون فيها العلاقة بين المال والإعلام، ولا بين السياسة والإعلام ولا حتى بين ثالوث الإعلام والسياسة والمال أمراً مكروهاً، إلا في حالة واحدة، حين تصنف هذه الصحيفة في باب "الصحافة المستقلة"، هنا فقط يمكن طرح تساؤلات حول الخط التحريري لهذا المنبر، ويمكن أن نتساءل حول مدى التقارب بين الصحافي والسياسي.
وأوضحت أن "ما يعرف بالصحف المستقلة في المغرب هي في الأصل (صحف قطاع خاص)، تتقاسم نفس مبادئ الجهة، لذلك هنا العلاقة بين الصحافي ورجل المال أو السلطة أو الإيديولوجيا علاقة مشروعة لكنها ليست شرعية، لأن شرعيتها لا تُمنح إلا حين تكون هذه الصحف واضحة مع قرائها، معلنة بشفافية عن مبادئها، لا أن تكون مجرد بروباغندا تخدم مصالح "الجهة المانحة"، وتدعي أمام القراء أنها تخبرهم الحقيقة.
وشددت درشول على أن الحديث عن صحف مستقلة وصحافي مستقل عن السياسي، وصاحب المال، وصاحب السلطة، يستقيم فقط حين يكون الصحافي والصحيفة مستقلة عن هؤلاء أو أحدهم، أو حين تتقاسم مبادئهم لكن مع استقلالية في الرأي، والتدبير، والقدرة على انتقاد الجهة المانحة نفسها حين تمس أحد أهم ركائز الصحافة المستقلة وهو "مصداقية الخبر".
إذا طبقنا هذه الشروط في المغرب، "سنجد أننا لا يمكن الحديث عن استقلالية الصحافي عن السياسي، وأنه بدل إن يكون الصحافي يمارس دور الرقابة على السياسي لصالح المواطن، نجده هو من يجمل صورة السياسي أمام أعين المواطن"، لتخلص إلى أن ما يوجد في المغرب صحافة قطاع خاص وليست صحافة مستقلة".
من جهته اعتبر الباحث، صلاح بوسريف، أنه مثلما يحدث في علاقة المثقَّف بالسياسي، يحدث في علاقة الصحافي بالسياسي، لأن "الصحافي اليوم، أصبح ملزماً بالمعرفة، وبالوعي الثقافي الذي يصير عنده، المنظار الذي به يقرأ الأشياء، رغم أن الصحافي، بحكم احتكاكه اليومي مع الأحداث والوقائع، هو ملزم بالسياسي، وبالخوض في ما يجري في سراديب السياسة".
وأوضح بوسريف في حديث لـ "العربي الجديد" بأن الصحافي هو "قَنَّاص أحداث ووقائع، ويجري وراء الأحداث الساخنة ليقتنصها، وهي بعد لم تنضج بما يكفي، أو تكون نسبة وضوح الرؤية فيها ليست بما تسمح به العين".
وزاد المتحدث بأن "الصحافي يعرف بأنه مُلْزَم بمتابعة المعطيات والتفاصيل، وتحليل هذه المعطيات والتفاصيل، وفق ما تقتضيه المهنة من جهة، ووفق ما يقتضيه الوعي الثقافي والسياسي للصحافي، وما يمكن أن يتميز به من ذكاء في المُقاربة والتحليل".
والصحافي يكون، بهذا المعنى، في منطقة خطِرة، لأنّه يُقارب الجمر وهو يَشتعل، فهل ينفخ فيه ليعجِّل باشتعاله، أم ينتظر إلى أن يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود"، يورد بوسريف قبل أن يبرز أن السياسة تتحرك بوتيرة سريعة، وتجري فيها الأمور بنوع من التعتيم والإخفاء، وهي تقوم على جدلية التعمية والإخفاء، بينما الصحافة هي كشَّافٌ وأداة تنوير، وتعميم للخبر".
وسجل بوسريف بأن "الدولة تعمل على تسخير إعلامها لقول ما تريد، وكذلك الحزب، لكن الصحافة، حين تكون مستقلة، وتسعى لتنوير الرأي العام، فهي تكون دائماً، في مرمى الدولة، وفي مرمى الحزب، أي أن السياسي يعتبر الصحافي عدوه الأول، الذي عليه أن يتخلص منه، بأي طريقة من الطرق".