الصحافة الإيرانية تفتش عن الاستقلالية

03 مايو 2018
تواجه الصحافة الإيرانية تحديات عدة (فرانس برس)
+ الخط -

تواجه الصحافة في إيران مشكلات عديدة، وتختلف أوضاعها أحياناً مع اختلاف الحكومة الإيرانية وخطابها السياسي، ما إذا كان محافظاً أو إصلاحياً أو معتدلاً. ورغم تخفيف القيود في بعض الأحيان، لكن ذلك لا يجعل الوضع مثاليا للصحافيين.

سياوش فلاح بور، كاتب وصحافي إيراني، يقول إن الصحافة الإيرانية تواجه اليوم أزمات غير مسبوقة، ما قد يودي بحياة الصحافة المسؤولة، لتتحول مع الوقت إلى مهنة تعتمد على تغطية الأحداث اليومية ومواقف مؤسسات الدولة، من دون أن تطرق باب التحدي أو البحث والتحقيق.

يوضح فلاح بور لـ "العربي الجديد" أن الأزمات ترتبط بشكل رئيس بالمشاكل التي يواجهها الصحافي في حياته المهنية والشخصية، مؤكداً أن الصحافي الإيراني يواجه الكثير من التحديات وهو يحاول نقل الحقيقة، ناهيك عن المشكلات المادية التي سترافقه دائماً.


يرى كذلك أن لا أرضية شاملة تؤسس لبناء جيل جديد من الصحافيين الإيرانيين، لكن في الوقت نفسه هناك كثر من محبيها، وكلهم يبذلون جهداً لأجل الصحافة وهويتها رغم الصعوبات.

وتحدث كذلك أنه واجه كصحافي قيوداً وصفها بغير المهنية، فهو يفضل الصحافة الحرة، لكن لا وجود للصحافة المستقلة على الإطلاق، فهي حلم يستحيل الحصول عليه، وفقاً له. ومع ذلك يحاول كما صحافيون آخرون التحرك نحو صحافة مهنية مسؤولة تترك تأثيراً في مجتمعاتها وحتى على سلطتها.  

توافق الصحافية يسرى بخاخ التي تعمل مع وكالات وصحف إيرانية على مسألة عدم وجود صحافة مستقلة، وتقول إن وسائل الإعلام الإيرانية كما غيرها في دول ثانية تتحرك وفق سياسات خاصة، فلكل وسيلة إعلامية هدفها وخطها وبعضها يرتبط بجهات حكومية وأخرى خاصة.

وقالت لـ "العربي الجديد" إنه "بلا شك فإن الحرية والاستقلالية أمنية ومطلب كل صحافي، ولا يقتصران على الصحافيين الإيرانيين".

أضافت بخاخ أن وضع الصحافة في إيران اليوم ليس على المستوى الذي يجب أن تكون عليه في الحقيقة، فهناك قيود وتحديات وأبرزها المشكلات المالية، كما أن إقبال الشارع على الإعلام الإلكتروني أو على المواقع الإلكترونية يضع الصحافة المكتوبة أمام تحديات كبرى، وهو ما يؤثر سلباً على جودتها وعلى العاملين فيها.

تحدثت بخاخ عن أمنيتها في "اليوم العالمي لحرية الصحافة"، وقالت إنها تتمنى أن تصبح وسائل إعلام الداخل الإيراني احترافية، فهذا ما يجلب ثقة القارئ والمتابع، وهو ما يتسبب بتأثير إيجابي أكبر ينعكس على الوضع الاجتماعي والسياسي، كما سيبدلها إلى منبر يستجيب لمطالبات المجتمع.

المساهمون