أبيات الشِعر التي كتبتها الشاعرة الفلسطينية، رسخت المبادئ والثوابت الوطنية التي يعتبرها الفلسطينيون خطوطاً حمراء لا يمكن القفز عليها، ما أكسبها عدّة ألقاب، كان أبرزها "شاعرة فلسطين"، "شاعرة النقب"، "شاعرة الأسرى"، "شاعرة المقاومة".
ويعتبر الشعر النبطي من الأشعار الصعبة، لكن الشاعرة البدوية أتقنت تلك اللهجة التي صبغت أغلب أعمالها الفنية، التي توزعت بين القصائد والأشعار الغنائية والأنشطة الشعرية والأوبريهات الخاصة بإبراز الهوية والقضية الفلسطينية، ومعاناة الفلسطينيين في الداخل والخارج.
وتعتبر أبو ظاهر أنّ القصيدة الأجمل لم تأتِ بعد، وأنها تعمل قدر المستطاع لتوصل رسالة أبناء شعبها عبر كلماتها وانتمائها للقضية والوطن، بدأت حكايتها مع الحروف والكلمات منذ الصغر وهي في الإعدادية، حيث كانت الوجه المتكرر في الإذاعة المدرسية لما تملكه من قوة في الإلقاء والخطابة.
وتوضح أبو ظاهر لـ"العربي الجديد"، أنّ طريق بدايتها لم يكن مفروشاً بالورد، حيث واجهت عدداً من الصعوبات، مبينة أن أي مبدع يشق طريقه في الوطن العربي يواجه بالاستهجان والعراقيل، ولكن سرعان ما يتجاوزها ويفرض نفسه وينجح في كسب الدعم والتشجيع.
الشعر النبطي البدوي غَلَب على قصائد الشاعرة إلهام، وعن ذلك تقول: "أنا لم أختر الشعر البدوي، بل هو الذي اختارني أولاً، لأن الشعر حالة تأتي في أي مكان وزمان ولهجة، والسبب الأهم أنني بدوية وأتقن هذه اللهجة"، مبينة في الوقت ذاته، أنها كتبت بكل اللهجات الفلسطينية، إضافة الى أنها كتبت عدداً من قصائد الشعر الفصيح.
وتوضح أبو ظاهر أن الحالة المحيطة بالكاتب هي التي تدفعه إلى كتابة الشعر، وتقول: "عشت مع أبناء شعبي ويلات الحروب والاحتلال، ومن الطبيعي ان أكتب عن وطني وشعبي المظلوم"، لافتة الى أن سر تميّز الشاعر ينبع من صدق الرسالة التي يحملها.
وعن فلسطين تقول الشاعرة إلهام ذات الشخصية القوية، والملامح العربية: "فلسطين هي الوطن ومحبتها تولد معنا، لكن الأهم أن نساءل جميعاً، ماذا نقدم لها، خصوصاً وأن حبها هو الذي أطلق لنا العنان للإبداع والتميز رغم كل الصعوبات والمعيقات؟".
وشاركت إلهام في العديد من الفعاليات والمهرجانات خارج فلسطين وداخلها، وكتبت الشعر الغنائي وحصدت العديد من الجوائز كان أبرزها جائزة وزارة الأسرى لاوبريت "صهيل الأحرار"، وجائزة يونيسف عن أوبريت "بدنا نعيش" للأطفال وجائزة مهرجان اربد بالأردن، وتكريم اتحاد الكتاب المصري، وعشرات التكريمات في غزة ورام الله.
وتحاول الشاعرة أبو ظاهر من خلال أعمالها تأكيد دور المرأة الفلسطينية في دعم نضال وصمود الشعب، وأنها ليست مخلوقاً ضعيفاً كما يشاع، بل قادرة على التميز والإبداع في المجالات كافة، لافتة الى أهمة أن تكون مقتنعة بما تقوم به حتى تستطيع إقناع الآخرين.
وعن رسالتها التي تحاول إيصالها من خلال أشعارها وقصائدها، تقول: "أحاول دائماً بلهجتي البدوية أن أوضح للعالم أن ديمومة الوجع احتضار، وأن عليهم جميعاً الالتفات الى شعبي الفلسطيني الذي يعاني منذ عشرات السنين، كذلك وأن يعملوا حتى يسترد حقوقه".
وتختتم الشاعرة إلهام حديثها لـ"العربي الجديد" بتوجيه رسالة إلى أبناء شعبها، قائلة: "لدينا مساحات واسعة من الإبداع رغم الألم، كونوا كما كان الأنبياء يهدون للأرض عطراً وتحملهم أكف السماء، تحدثوا جهراً لا سرّاً عن ألمكم وفرحكم، فالحياة تليق بكم".