بدأ النظام المصري بمعاقبة المتخلفين عن التصويت في عملية الاقتراع الرئاسية التي فاز فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي بولاية ثانية. وكشفت مصادر لـ"العربي الجديد" عن "مرور جهات أمنية مصحوبة برجال الأمن في تلك المؤسسات، وبحوزتهم كشف بأسماء الموظفين، وتوجيه سؤال لكل موظف مفاده: هل شاركت في الانتخابات الرئاسية؟". وقالت المصادر إنه "خلال الأسبوع الماضي، وتحديداً عقب إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية، فوجئ الجميع بهذه التحركات في مؤسسات حكومية عدة، وفي بعض الجامعات أيضاً، للبحث عن المتخلفين عن التصويت". وأضافت أن "كشْف الأسماء يضم كل العاملين في المنشأة أو المؤسسة، ويتم وضع علامة أمام المشاركين في التصويت، وترك خانة المتخلفين عن التصويت فارغة".
وتابعت أن "حالة غضب وخوف شديدة انتابت الموظفين والعاملين، حتى المشاركين في الانتخابات، إذ إنها خطوة تنذر بفرض نوع من السيطرة الكاملة على كل المؤسسات بشكل مباشر". ولفتت إلى أن "التعليمات هي من قبل الجهات الأمنية لمسؤولي تلك المؤسسات، ولكن حالياً بات التعامل مع الموظفين بشكل مباشر، وهو ما يخلق حالة توتر شديدة".
ومنذ اليوم الأول لانتخابات الرئاسة أواخر شهر مارس/ آذار الماضي، عمد النظام الحالي إلى إصدار تعليمات بحشد الموظفين والعاملين للتصويت، ولكن مع تراجع نسب التصويت، خلال أول يومين، أقدمت المؤسسات المختلفة على إجبار الموظفين على التصويت، من خلال حشدهم في حافلات خاصة بتلك المؤسسات.
ولكن يبدو أن عقاب الخارجين عن سِرب الحشد في انتخابات الرئاسة لم يتوقف عند الموظفين والعاملين في مؤسسات الدولة، ولكن امتد أيضاً إلى وسائل الإعلام، وتحديداً صحيفة "المصري اليوم" المملوكة لرجل الأعمال صلاح دياب، وموقع "مصر العربية". وأقدم النظام على إغلاق مقر موقع "مصر العربية"، والقبض على رئيس تحريره عادل صبري، وسجنه 15 يوماً، لاتهامه بالانضمام إلى جماعة محظورة ونشر أخبار كاذبة. وانضم موقع "المصري اليوم" إلى قائمة المواقع المحجوبة، بعد أزمة "مانشيت" الجريدة، الذي جاء تحت عنوان "الدولة تحشد في اليوم الثالث للانتخابات"، وقرر المجلس الأعلى للإعلام تغريم الصحيفة 150 ألف جنيه (8450 دولاراً). وقرر رئيس مجلس إدارة الصحيفة، برئاسة عبد المنعم سعيد، المقرّب من النظام، تنحية رئيس تحرير الصحيفة محمد السيد صالح، لاحتواء غضب النظام الحالي والأجهزة السيادية.