السياسة التركية الخارجية: القطيعة مستبعدة

07 يونيو 2015
العلاقة مع الاتحاد الأوروبي مرشحة لمزيد من التردي (الأناضول)
+ الخط -
على الرغم من كل التوتر الذي يحيط بالعملية الانتخابية التركية، يرى كثيرون أنه لا يجب التهويل من إمكانية الانفجار، في ما يخص عملية السلام مع الأكراد. فجميع الأطراف تبدو غير مستعدة لدفع الثمن الباهظ الذي سينتظرها في حال تفجّرت الأوضاع. الأمر الذي بدا واضحاً من خلال خطاب زعيم حزب "الشعوب الديمقراطي" صلاح الدين دميرتاش قبل أيام في إسطنبول، عندما قال: "مع شمس الثامن من يونيو/ حزيران سنعود أخوة وأصدقاء وأقارب وسنبدأ بالعمل على إنشاء دولة لا تعكّر سماءها الغيوم السوداء. لقد صدقت تلك الأمهات اللواتي تلوّعت قلوبهن، أمهات العسكر والشرطة وأيضاً اللواتي قتل أبناؤهن من قبل مليشيات الفاعل المجهول".

اقرأ أيضاً: تركيا وأفريقيا إلى شراكة استراتيجية

كذلك أشار إلى الأمر ذاته، نائب رئيس الوزراء يالجين أكدوغان في مقابلة تلفزيونية قائلاً: "أؤمن بأننا سنصل إلى نقطة مهمة في عملية السلام خلال أشهر الصيف". ليعود رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو ويؤكد "أن ثمانية بنود رئيسية ستكون أولوية حكومته المقبلة. أول ثلاثة منها هي الدستور الجديد وعملية السلام والمصالحة الاجتماعية بعد الانتخابات".
 

من غير المرجح أن يحصل أي تغيير في السياسة الخارجية لأنقرة في حال استمرار "العدالة والتنمية" بتشكيل الحكومة بمفرده، وهو الخيار الذي ترجحه معظم استطلاعات الرأي، سواء على مستوى التقارب التركي ــ الخليجي، واستمرار تدفق الدعم العسكري والإنساني للمعارضة السورية ودعم أنقرة لعمليات التحالف العشري الذي تقوده السعودية ضد قوات الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، أو حتى على الموقف المناوئ لنظام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أو الموقف في ليبيا.

اقرأ أيضاً تركيا وأوروبا: المسافة تزداد بُعداً

كما أنه من المتوقع استمرار التوازنات الحالية في العلاقة مع كل من إيران بالحفاظ على علاقات اقتصادية بينية جيدة والاستمرار في معركة ليّ الأذرع في كل من سورية والعراق، عبر قيام أنقرة بدعم الأكراد في إربيل والتركمان كذلك، وبعض القيادات العراقية السنية العربية المقيمة في تركيا في مواجهة الدعم الإيراني لمليشيات "الحشد الشعبي" والأحزاب الموالية لها في الحكومة العراقية.


أما العلاقة مع الاتحاد الأوروبي، فهي مرشحة للمزيد من التردي على المستوى الدبلوماسي، والتي بلغت ذروتها في محاولات بعض التكتلات البرلمانية الأوروبية، تمرير بعض القرارات في البرلمان المتعلقة بالاعتراف بـ"مجازر الأرمن"، واستمرار المراوحة في المكان أو التقدم البطيء في ما يخص مفاوضات الانضمام للاتحاد الأوروبي. مع السعي إلى عدم تفجير الوضع بين الطرفين بالحفاظ على علاقات اقتصادية وأمنية جيدة، تبعد أنقرة من التوجه أكثر نحو الشرق أي "مجموعة البريكس" الاقتصادية وموسكو.

اقرأ أيضاً: أردوغان للغرب: إن أُعدم مرسي فسيكون شهيداً
المساهمون