وتأتي تصريحات البشير، التي تعدّ الاولى من نوعها بعد شفائه من العملية الجراحية التي أجراها مطلع مايو/ أيار الماضي، لتحسم الجدل بشأن قضية الانتخابات وقطع الطريق أمام الحوار، ولا سيما أن قوى المعارضة، الموافِقة على الحوار، رفضت الخطوات الخاصة بالانتخابات، وأعلنت، في بيان مشترك، الخميس، أنها لن تشارك في الانتخابات.
وقال البشير، أمام اجتماع مجلس الشورى الحزبي، إن المرحلة المقبلة خاصة بالإعداد للانتخابات العامة، قاطعاً بأنه "بموجب التفويض الذي نلته من الشعب، سأعمل على إجراء الانتخابات في موعدها". وشدد على عدم وجود أي جهة أخرى تستطيع أن تعدّل فيها. وأضاف أنه "حتى لا يقولوا"، في إشارة الأحزاب، "أنهم فوجئوا بالانتخابات، فهي معروفة منذ خمسة أعوام بموعدها في ابريل/ نيسان المقبل".
إلى ذلك، وجّه البشير تحذيرات شديدة اللهجة لقوى المعارضة، مؤكداً بأنه لن يسمح لها بالتعاون والاتفاق مع "الجبهة الثورية"، التي تضم "الحركة الشعبية ـ قطاع الشمال" والحركات المتمردة في دارفور، ووصفهم بـ"العملاء والخونة"، وشدد على أنه "لا يمكن أن يكون في مناطق العمليات (النزاعات) شباب يقاتلون ويفقدوا حياتهم، ويوجد في الخرطوم مَن يتحدث عن تعاون مع (الجبهه الثورية)"، في إشارة لتحالفات المعارضة الداخلية مع "الجبهة".
وأضاف، بلهجة حادة، أنّ "مَن أراد التعاون مع المتمردين، عليه أن يلحق بهم في مواقع تواجدهم في جنوب كردفان والنيل الازرق ودرافور وأوغندا وإسرائيل، فنحن لن نسمح لشخص في الحكومة ومواقعها أن يكون موالياً للجبهة أو عميل لغيرها".
واتهم البشير بعض أحزاب المعارضة بانتهاز دعوات الحوار، وتجاوز ما سمّاه "الخطوط الحمراء"، في إشارة إلى الانتقادات التي وجهها زعيما حزبي "الامة القومي" و"المؤتمر السوداني" المعارضان، الصادق المهدي وابراهيم الشيخ، لـ"قوات الدعم السريع" (الجنجويد)، واعتقلا بسببها.