السعودية والإخوان: لقاءات ملكية انتهت بإعلان الجماعة منظمة إرهابية

08 مارس 2014
+ الخط -

العلاقة بين السعودية وجماعة "الإخوان المسلمون"، التي انقطعت بالأمس، عقب إصدار المملكة قراراً باعتبار الإخوان منظمة إرهابية، قديمة بدأت في عام 1936، عندما لبّى مؤسس "الجماعة"، حسن البنا، دعوة من المملكة لأداء فريضة الحج، صحبة 100 من قيادات الجماعة.

ثم كانت رحلة الحج 1945، ونظمت خلالها "الجماعة" حفلا في فندق بنك مصر في مكة، ودعت كبار القادة من الوزراء ورجال الأعمال في المدينة، وحضره نيابة عن الملك، عبد العزيز آل سعود، وقتها الأمير، عبد الله الفيصل.

وفي موسم حج العام المقبل، التقى مؤسس الجماعة، حسن البنا، الملك، عبد العزيز، ودار بينهما حوار مطول عن قضية فلسطين، طالبه خلاله، البنا، بضرورة دعم العائلات والمجاهدين الفلسطينيين بالمال والسلاح، لمواجهة العصابات اليهودية، وعدم الدفع بالجيوش العربية النظامية، ثم جاءت زيارة الملك، عبد العزيز، الى مصر، فكان فوج الجوالة الخاصة بالجماعة في استقباله، حيث زار الإسكندرية وأنشاص والمحلة الكبرى.

وخلال الفترة بين عامي (1964 - 1975)، زاد نشاط "الإخوان" في السعودية، بشكل واضح في فترة حكم الملك، فيصل بن عبد العزيز، ملك السعودية، خاصة حينما حكم الرئيس الراحل، جمال عبد الناصر، على، سيد قطب، ورفاقه بالإعدام شنقاً، حيث حاول الملك، فيصل، التدخل لدى، عبد الناصر، لتخفيف الحكم، غير إن، عبد الناصر، رفض، ليأمر بعدها الملك، فيصل، بطباعة مؤلفات، سيد قطب، على نطاق واسع.

ويتسم تنظيم "الإخوان" في السعودية بطابع خاص عن غيره من نظرائه في الدول العربية والخليجية، إذ تعد المملكة، هي الدولة الأكبر، التي تضم إخواناً مصريين بعد البلد الأم للجماعة، مصر، وينتظم فيها أعضاء الجماعة المصريون في أُسر وشُعب، ولهم مسؤول محدد ومعروف بالاسم، ينسق مع وزارة الداخلية السعودية في الامور كافة، المتعلقة بأعضاء الجماعة، وذلك حسب قيادي إخواني بارز.

المصدر نفسه أكد لـ"العربي الجديد"، أن تنظيم "الاخوان" المصريين العاملين في السعودية منفصل تنظيمياً عن الإخوان السعوديين، مضيفا، أن هناك تأكيدات من قيادات الجماعة المركزية، يتم تجديدها دائما بعدم التواصل بين الطرفين.

وأشار إلى أن "الجماعة" كانت تسمي مسؤولا مصريا عن المصريين، الإخوان العاملين بالمملكة، ويكون معلوماً لدى وزارة الداخلية السعودية، وتنسق معه في أمور عديدة، مشيرا إلى أن أول من تولى هذه المهمة شخص، يدعى مناع القطان، وآخر من تولاها بشكل معلن، يدعى صفر الحوالي، لافتا إلى أنه عقب وفاته لم تعلن الجماعة عن المسؤول عن التنظيم هناك.

أما فيما يتعلق بالإخوان السعوديين، فيؤكدون دائما، أن تيارهم في المملكة هو تيار فكري فقط، وليس تنظيمياً، حسب الدكتور، عوض القرني، أحد رموز التيار هناك، والذي اتهمته الأجهزة الأمنية المصرية، بقيادة التنظيم الدولي للجماعة، وغسيل الأموال الخاصة بها في القضية، التي عرفت إعلاميَاً بـ"التنظيم الدولي والتي كان متهماً فيها الداعية المصري، وجدي غنيم، والقيادي الإخواني، أسامة سليمان".

إلا أن الثالث من سبتمبر/أيلول 2009 حمل تطوراً كبيراً، عندما أصدرت مجموعة من علماء الدين، وأساتذة الجامعة في المملكة بياناً صحفياً، رفضوا محاولة تنظيم "القاعدة" اغتيال نائب وزير الداخلية الأمير، محمد بن نايف بن عبد العزيز، وكان هذا هو البيان الأول من نوعه الذي يصدر باسم "الإخوان المسلمون" السعوديين، ووقع عليه 29 من أساتذة الجامعة، والدعاة المعروفين في المملكة أبرزهم: القرني، وعلي بن عمر بادحدح، الأستاذ في قسم الدراسات الإسلامية في جامعة الملك، عبد العزيز، والدكتور، سعيد ناصر الغامدي، أستاذ العقيدة في جامعة الملك، عبد العزيز.

في المقابل، ردت الجماعة على اتهامها بالإرهاب من خلال بيان رسمي صادر عنها، مساء الجمعة، قالت فيه، إنها تنطلق في تعاملها مع السلطات السياسية في العالم الإسلامي من منطلقات فكرية واضحة، تقوم على الاعتقاد بأنها مجتمعات مسلمة، وأن العلاقة بينها وبين شعوبها وبين القوى السياسية المختلفة، بما فيها النظام، هي علاقة نصح وليست علاقة تكفير أو تخوين.

وأضافت الجماعة، أنها لا "تنظر إلى الدولة على أنها كافرة أو مرتدة بما يؤدي إلى أن تقف منها موقف عداء وصدام".

المساهمون