لا يزال قرار "ورقة العمل" الذي أقرّته لجنة الدراما التلفزيونية، منذ أيام، والذي يطالب بوضع ضوابط على المسلسلات، محل جدل كبير في الوسط الفني؛ حيث أثار تخوفات كثيرين من فرض وصاية على الفن والإبداع.
وشن بعض المؤلفين هجوماً على القرار، وهو ما أبدى اندهاش المخرج، محمد فاضل، رئيس لجنة الدراما التلفزيونية، المنبثقة من المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، مشيراً إلى أن القرار النهائي سيتم إصداره يوم 16 من شهر فبراير/ شباط الجاري.
وقال المخرج المصري في تصريحات "العربي الجديد"، إنه لا يجد داعياً أبداً لكل هذه الحرب على قرار وضع ضوابط على الدراما التلفزيونية، مؤكداً أنه لم يقصد وضع قيود أو الحد من الإبداع، فهو في النهاية واحدٌ من المبدعين ممن يرفضون الوصاية.
وأضاف أنه واللجنة قصدوا فقط أن يتم عرض المسلسل على الرقابة قبل أن يعرض على الفضائيات، وهذا شيء قانوني من المفترض أن يكون موجوداً من زمن لكن لم يحدث. وأوضح أن هناك مؤتمراً للدراما سيقام عقده يوم 16 من شهر فبراير الجاري. وسيحضره معظم القائمين على الدراما التليفزيونية، لتكون الأمور واضحة أمامهم، فهو ضد وضع أي قرارات من دون شورى ومناقشة.
من ناحيتها، قالت الناقدة، خيرية البشلاوي، وهي أحد أعضاء اللجنة، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، إنها لم تكن تدرك أبداً أن قرار وضع ضوابط سيثير حفيظة كثيرين إلى هذا الحد، معتبرة أن المخرج محمد فاضل من رواد الدراما التلفزيونية العربية ولا أحد يستطيع إنكار ذلك، ولولا أنه يعلم جيداً أن القرار لن يضر بالدراما ما كان ناقشه معنا. وأضافت البشلاوي متسائلة: "هل يرضيكم أن يحتوي بعض الأعمال على مشاهد وألفاظ خادشة للحياء وتدخل هذه الأعمال في بيوتنا ويشاهدها أطفالنا فإلى أين سنصل؟".
وكان قرار لجنة الدراما التلفزيونية قد أثار حفيظة كثيرين من بينهم الفنان عادل إمام الذي رفضه تماماً، قائلاً في مداخلة هاتفية، إن ما يحدث "كلام فارغ"، فلا وصايا على الفن سوى من الجمهور فقط. وعلق على وجود لجنة تسمى بالدراما التلفزيونية قائلًا: "إحنا مش ناقصين لجان فاشية". وكانت جبهة الإبداع المصرية، أيضاً، قد أصدرت بياناً أدانت فيه القرار، كما هاجمه بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين أن ما يحدث هو كبْت لحرية الفن بما لا يتناسب أبداً مع الإبداع.
وقبل شهر تقريبًا من الانقلاب على الرئيس المصري محمد مرسي في يونيو/حزيران 2013، وتحديدًا في الخامس من مايو/ أيار، اقتحم عشرات “المثقفين والأدباء”، مبنى وزارة الثقافة، وأعلنوا الاعتصام داخل المبنى لحين إقالة الوزير علاء عبد العزيز بحجة أنه “إسلامي”، وكان من بينهم الروائي بهاء طاهر، والمخرج خالد يوسف، والمنتج محمد العدل، والشاعر الراحل سيد حجاب.
وكتب وقتها السيناريست والمؤلف، عبد الرحيم كمال، يقول إن “هناك الكثير من المعتصمين تسلموا جوائز من فاروق حسني، وزير الثقافة إبان عصر الرئيس المخلوع حسني مبارك، رغم حرق أجساد 60 مسرحيًا مصريًا". يقصد حريق مسرح بني سويف عام 2005. ووصف هؤلاء بـ"المنافقين".
أما اليوم، فيعلن ما يسمى بـ”المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام” ويرأسه الصحافي مكرم محمد أحمد (83 عامًا)، تشكيل "لجنة درامية" مهمتها تطوير الدراما المصرية، وبحث أزماتها، والعمل على مراقبتها، بما يتوافق مع عادات وتقاليد المجتمع المصري، ووضع معايير وقواعد ليلتزم بها صناع الدراما خلال الفترة المقبلة، ومع ذلك لا نسمع أيًّا من الأصوات العالية التي كانت تقف في السابق بالمرصاد لأي تعدٍّ على حرية الإبداع، اللهم بعض الأصوات الخافتة هنا وهناك.
اللجنة التي اختار لها مكرم محمد أحمد المخرج محمد فاضل رئيسًا لها، اجتمعت، مساء الخميس الماضي، بمبنى ماسبيرو، واتفقت على صياغة ورقة عمل بأولويات موضوعات المحتوى التي يحتاجها المجتمع في المرحلة الراهنة، لتكون دليلاً للعاملين بالإنتاج الفني. وشدد المجتمعون على أن التوصيات التي تخرج من الاجتماعات المشتركة بين لجنة الدراما وغرفة صناعة السينما لا بد أن تكون ملزمة.
واتفقت اللجنة أيضًا على "ضرورة محاربة المضاربة في أجور الفنانين والفنيين". ويبدو أن الأمر قد أزعج النجم عادل إمام وهو من أغلى النجوم سعرًا في الوسط الفني، حيث وصف القواعد التي تحاول اللجنة فرضها على الأعمال الدرامية بأنها “كلام فارغ”.
السيناريست، عمرو سمير عاطف، كتب على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك يقول: "حسب ما فهمت في جهة اسمها لجنة الدراما اللي بيرأسها المخرج محمد فاضل، بيقولوا إنها تحدد المواضيع اللي المفروض تطرح في المسلسلات وتوزعها على المنتجين والقنوات، يعني مثلًا يبقى في موضوع عن حب الوطن، وموضوع عن التعاون، وموضوع عن الإيثار، وموضوع عن الحروف الأبجدية، وكل مؤلف يختار موضوعاً منهم ويعملوا عنه مسلسل السنة دي".
وأضاف ساخرًا: "حاجة كده من شأنها الإجهاز على قدرة المصريين على الإنجاب عشان يحددوا النسل”. وتابع “طبعًا ده كلام فارغ، ولو حاولوا يطبقوه بالعافية الدراما هتنهار خالص، ودي حاجة ما اعتقدش إنها مشكلة بالنسبة للناس الموجودين في اللجنة، بالعكس أظن أن الهدف الحقيقي من اللجنة دي هو خنق الدراما وإنهاء وجودها. يا ريت أي منتج جاد يحاول يفتح لنا مجال للعمل مع جهات خارج مصر وننسى الشغل هنا خالص لأننا داخلين على أيام سودا وحروب ما احناش قدها”.
وشن بعض المؤلفين هجوماً على القرار، وهو ما أبدى اندهاش المخرج، محمد فاضل، رئيس لجنة الدراما التلفزيونية، المنبثقة من المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، مشيراً إلى أن القرار النهائي سيتم إصداره يوم 16 من شهر فبراير/ شباط الجاري.
وقال المخرج المصري في تصريحات "العربي الجديد"، إنه لا يجد داعياً أبداً لكل هذه الحرب على قرار وضع ضوابط على الدراما التلفزيونية، مؤكداً أنه لم يقصد وضع قيود أو الحد من الإبداع، فهو في النهاية واحدٌ من المبدعين ممن يرفضون الوصاية.
وأضاف أنه واللجنة قصدوا فقط أن يتم عرض المسلسل على الرقابة قبل أن يعرض على الفضائيات، وهذا شيء قانوني من المفترض أن يكون موجوداً من زمن لكن لم يحدث. وأوضح أن هناك مؤتمراً للدراما سيقام عقده يوم 16 من شهر فبراير الجاري. وسيحضره معظم القائمين على الدراما التليفزيونية، لتكون الأمور واضحة أمامهم، فهو ضد وضع أي قرارات من دون شورى ومناقشة.
من ناحيتها، قالت الناقدة، خيرية البشلاوي، وهي أحد أعضاء اللجنة، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، إنها لم تكن تدرك أبداً أن قرار وضع ضوابط سيثير حفيظة كثيرين إلى هذا الحد، معتبرة أن المخرج محمد فاضل من رواد الدراما التلفزيونية العربية ولا أحد يستطيع إنكار ذلك، ولولا أنه يعلم جيداً أن القرار لن يضر بالدراما ما كان ناقشه معنا. وأضافت البشلاوي متسائلة: "هل يرضيكم أن يحتوي بعض الأعمال على مشاهد وألفاظ خادشة للحياء وتدخل هذه الأعمال في بيوتنا ويشاهدها أطفالنا فإلى أين سنصل؟".
وكان قرار لجنة الدراما التلفزيونية قد أثار حفيظة كثيرين من بينهم الفنان عادل إمام الذي رفضه تماماً، قائلاً في مداخلة هاتفية، إن ما يحدث "كلام فارغ"، فلا وصايا على الفن سوى من الجمهور فقط. وعلق على وجود لجنة تسمى بالدراما التلفزيونية قائلًا: "إحنا مش ناقصين لجان فاشية". وكانت جبهة الإبداع المصرية، أيضاً، قد أصدرت بياناً أدانت فيه القرار، كما هاجمه بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين أن ما يحدث هو كبْت لحرية الفن بما لا يتناسب أبداً مع الإبداع.
وقبل شهر تقريبًا من الانقلاب على الرئيس المصري محمد مرسي في يونيو/حزيران 2013، وتحديدًا في الخامس من مايو/ أيار، اقتحم عشرات “المثقفين والأدباء”، مبنى وزارة الثقافة، وأعلنوا الاعتصام داخل المبنى لحين إقالة الوزير علاء عبد العزيز بحجة أنه “إسلامي”، وكان من بينهم الروائي بهاء طاهر، والمخرج خالد يوسف، والمنتج محمد العدل، والشاعر الراحل سيد حجاب.
وكتب وقتها السيناريست والمؤلف، عبد الرحيم كمال، يقول إن “هناك الكثير من المعتصمين تسلموا جوائز من فاروق حسني، وزير الثقافة إبان عصر الرئيس المخلوع حسني مبارك، رغم حرق أجساد 60 مسرحيًا مصريًا". يقصد حريق مسرح بني سويف عام 2005. ووصف هؤلاء بـ"المنافقين".
أما اليوم، فيعلن ما يسمى بـ”المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام” ويرأسه الصحافي مكرم محمد أحمد (83 عامًا)، تشكيل "لجنة درامية" مهمتها تطوير الدراما المصرية، وبحث أزماتها، والعمل على مراقبتها، بما يتوافق مع عادات وتقاليد المجتمع المصري، ووضع معايير وقواعد ليلتزم بها صناع الدراما خلال الفترة المقبلة، ومع ذلك لا نسمع أيًّا من الأصوات العالية التي كانت تقف في السابق بالمرصاد لأي تعدٍّ على حرية الإبداع، اللهم بعض الأصوات الخافتة هنا وهناك.
اللجنة التي اختار لها مكرم محمد أحمد المخرج محمد فاضل رئيسًا لها، اجتمعت، مساء الخميس الماضي، بمبنى ماسبيرو، واتفقت على صياغة ورقة عمل بأولويات موضوعات المحتوى التي يحتاجها المجتمع في المرحلة الراهنة، لتكون دليلاً للعاملين بالإنتاج الفني. وشدد المجتمعون على أن التوصيات التي تخرج من الاجتماعات المشتركة بين لجنة الدراما وغرفة صناعة السينما لا بد أن تكون ملزمة.
واتفقت اللجنة أيضًا على "ضرورة محاربة المضاربة في أجور الفنانين والفنيين". ويبدو أن الأمر قد أزعج النجم عادل إمام وهو من أغلى النجوم سعرًا في الوسط الفني، حيث وصف القواعد التي تحاول اللجنة فرضها على الأعمال الدرامية بأنها “كلام فارغ”.
السيناريست، عمرو سمير عاطف، كتب على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك يقول: "حسب ما فهمت في جهة اسمها لجنة الدراما اللي بيرأسها المخرج محمد فاضل، بيقولوا إنها تحدد المواضيع اللي المفروض تطرح في المسلسلات وتوزعها على المنتجين والقنوات، يعني مثلًا يبقى في موضوع عن حب الوطن، وموضوع عن التعاون، وموضوع عن الإيثار، وموضوع عن الحروف الأبجدية، وكل مؤلف يختار موضوعاً منهم ويعملوا عنه مسلسل السنة دي".
وأضاف ساخرًا: "حاجة كده من شأنها الإجهاز على قدرة المصريين على الإنجاب عشان يحددوا النسل”. وتابع “طبعًا ده كلام فارغ، ولو حاولوا يطبقوه بالعافية الدراما هتنهار خالص، ودي حاجة ما اعتقدش إنها مشكلة بالنسبة للناس الموجودين في اللجنة، بالعكس أظن أن الهدف الحقيقي من اللجنة دي هو خنق الدراما وإنهاء وجودها. يا ريت أي منتج جاد يحاول يفتح لنا مجال للعمل مع جهات خارج مصر وننسى الشغل هنا خالص لأننا داخلين على أيام سودا وحروب ما احناش قدها”.