أكد الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، أن ثورة الحادي عشر من فبراير/شباط ضد نظام الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، أحدثت "هزات عميقة الأثر في كل البنى السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية للبلاد".
وأوضح في كلمة وجهها عشية الذكرى السادسة للثورة، أن "الشعب اليمني خرج ثائراً إلى الساحات والميادين في معظم محافظات الجمهورية شمالاً وجنوباً، بعدما أيقن بأن النظام القائم قد استعصى على الإصلاح، وبأن طاقة الشعب لم تعد تقوى على الاحتمال، وبأن الاستمرار مع تلك الأوضاع البائسة لن يخصم من رصيد الحاضر فحسب، بل إنه سيشوّه صورة التاريخ وسيختطف المستقبل".
واعتبر هادي أن خروج الشعب إلى الثورة على الرغم من احتمالات الفشل والحرب ناتج عن يقينه أن "بقاء نظام صالح وعائلته أسوأ من الحرب ومن كل المخاوف والاحتمالات".
وأضاف "بعد ست سنوات صعبة ومرهقة مرت على هذا الشعب، إلا أنه ما زال مؤمناً بخياراته، بل إن انقلاب الحوثي وصالح على الشرعية زاد شعبنا يقيناً بصواب موقف الثورة السلمية، وكشفت للعالم الوجه الحقيقي بقبحه وبشاعته لمن ثار عليه ورفض استمراره في الحكم".
كذلك شدّد على أهمية الثورة، والتي "أظهرت أجمل ما في اليمن إنساناً وحضارة وفناً وثقافة، ولكنها أظهرت أيضاً الوجه القبيح لنظام العائلة وكشفت مشروع التوريث على حقيقته وأخرجت أفعى الإمامة من جحورها، التي كانت تقتات في حمى الفساد وظل العائلة".
ورأى أنها "كانت ثورة شعب ضد العائلة وضد النخب المغلقة التي اختارتها العائلة وضد شبكة المصالح والفساد التي أنتجتها العائلة وطوّعت النظام لخدمتها". وأضاف "أنها ليست ثورة يتيمة، بل شكلت امتداداً للحركة النضالية الوطنية بعناوينها العظيمة، والتي جسدها مناضلو ثورتي سبتمبر/أيلول 1962 وأكتوبر/تشرين الأول 1963"، وأنها "جاءت بعد نضال سلمي ومسيرة حافلة للحراك الجنوبي".
واعتبر الرئيس اليمني أن ما أحدثته الثورة "كان بمثابة هزات عميقة الأثر في كل البنى السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية فهي في السياسة أخرجت كل المشاريع المختبئة إلى العلن سواء مشاريع الإمامة أو مشاريع الإرهاب أو مشاريع وكلاء إيران وغيرها، وتركت الشعب في مواجهة مفتوحة معها جميعاً"، وأنها من "الناحية الاجتماعية أظهرت مراكز القوى والمصالح على حقيقتها وأظهرت أن قوة الشعب أعظم من كل قوة وكشفت الزيف في ادعاء تمثيل المجتمع".
كذلك، بيّن هادي أن "ثورة فبراير قادت إلى الحوار الوطني وأنتجت وثيقة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، لكن الحالمين بالعودة للسلطة والحكم بالقوة انقلبوا على الحوار، وقادوا البلاد إلى الحرب". وقال "بذلنا كل ما بوسعنا حتى نمنع وقوع الحرب، وتسامحنا معهم وقبلنا إعطاء صالح الحصانة وقبلنا دخول الحوثيين في مؤتمر الحوار الوطني".
وتابع "نخوض الحرب دفاعاً عن كل اليمن ومن أجل كل اليمن، نخوضها لاستعادة حق الشعب كله في بناء دولته الاتحادية العادلة الرشيدة من يد الانقلاب، الذي تشكّل من بقايا نظام صالح العائلي ومنتفعيه ومليشيات الإمامة البغيضة"، على حد تعبيره.
وجاءت كلمة هادي، بمناسبة احتفاء اليمن بالذكرى السادسة للثورة ضد نظام الرئيس المخلوع، حيث أحيا شباب الثورة في تعز المناسبة بإيقاد شعلة الثورة، وسط مهرجان رمزي أقيم بالمناسبة.
وفي هذا الإطار، تشهد مدينة مأرب، غداً السبت، مهرجاناً جماهيرياً فنياً وخطابياً، بحضور رسمي، إحياء للذكرى السادسة للثورة.