توقع مصرف "ستاندرد تشارترد" البريطاني أن يواصل الذهب ارتفاعه خلال العام الجاري، مؤكداً أن المبيعات التي جعلته يتراجع في الأسبوع الماضي حدثت بسبب عمليات جني أرباح، ولا تعني هروب المستثمرين من الذهب.
ورغم ذلك الارتفاع يتوقع المصرف أن تتباطأ عمليات شراء الذهب من قبل المصارف المركزية العالمية، وأن لا تفوق مشترياتها خلال العام الجاري 360 طناً.
وقالت خبيرة المعادن بالمصرف الاستثماري، سوكي كوبر، إن العوامل التي تدعم ارتفاع سعر الذهب في الأجل الطويل لا تزال قوية والتي يمثلها ضعف صرف الدولار وسعر الفائدة المصرفية المنخفضة.
ويتوقع العديد من خبراء النقد أن تبقي البنوك المركزية العالمية على معدل الفائدة المنخفض لفترة طويلة ربما لن تقل عن خمس سنوات خلال العقد الجاري لمساعدة الاقتصادات العالمية على النمو بعد التعافي من جائحة كوفيد 19.
وقالت كوبر في تحليلها لسوق الذهب، إن المخاطر التي تهدد ارتفاع الذهب خلال العام الجاري، هي التوصل إلى عقار مضاد لفيروس كورونا يعقبه انتعاش سريع في أسواق المال.
من جانبه يرى مجلس الذهب العالمي أن هناك حالة عدم يقين بشأن تعافي سوق المعدن الأصفر في الهند خلال النصف الثاني من العام الجاري بفعل عدد من الأسباب، أبرزها ارتفاع سعره إلى مستوى قياسي.
وفي مقابلة مع شبكة "سي إن بي سي"، قال العضو المنتدب لعمليات الهند في مجلس الذهب العالمي، سوماسوندارام بي آر، إن الطلب على المعدن الأصفر عادة ما يرتفع على مدار النصف الثاني من العام في الهند تزامناً مع انعقاد مؤتمرات مهمة وموسم الزفاف، مضيفاً أنه من الصعب تحديد كيفية تطور الأمور في العام الجاري بسبب عدة عوامل ستتحكم في كيفية التعافي من الوباء.
على الجانب الآخر، يتوقع مسؤول مجلس الذهب العالمي أن يلعب الذهب دوراً أساسياً في انتعاش اقتصاد الهند، مشيراً إلى أن هناك شعوراً بالتفاؤل بأن الناس قد يعتادون التعايش مع الفيروس، وأن ذلك قد يحفز ثقة المستهلك وكذلك من ثم مستويات الطلب على المجوهرات.
وتعد الهند واحدة من أكبر مستهلكي الذهب في العالم، إذ يلعب المعدن الأصفر دوراً مهماً في ثقافة الدولة الآسيوية، كما ينظر إليه على أنه رمز للثراء والاستثمار الآمن. وتحسنت الرغبة في الأصول ذات المخاطر العالية وسط الآمال بإجراءات تحفيزية جديدة في الولايات المتحدة وتقارير تفيد بأن روسيا منحت الموافقة التنظيمية لأول لقاح في العالم لكوفيد-19.
وفي لندن ارتفعت أسعار الذهب واحداً بالمائة لتتجاوز حاجز الألفي دولار، أمس الثلاثاء، في ظل تراجع العملة الأميركية إلى أدنى مستوى في أكثر من عامين، وتركيز المتعاملين على محضر أحدث اجتماع لمجلس الاحتياط الفدرالي المقرر صدوره هذا الأسبوع.
وبحسب رويترز، قالت فاندانا بهارتي، نائب الرئيس المساعد لبحوث السلع الأولية لدى شركة " إس.إم.سي كومتريد"، "هشاشة بيئة العملة والأرقام الاقتصادية الضعيفة في الولايات المتحدة يحجبان جاذبية الذهب كملاذ آمن".
ويؤثر سعر صرف الدولار بشكل مباشر على أسعار الذهب، إذ إنه يتحرك في اتجاه معاكس للدولار. وعادة ما يرتفع الذهب حينما يتراجع الدولار.
ومن المتوقع أن يتأثر سعر صرف العملة الأميركية خلال العام الجاري بتوجهات التحالف الصيني ـ الروسي الرامي للتخلي عن الدولار. وتوقع اقتصاديون ألا يكون التعاون بين موسكو وبكين في صالح سعر صرف الدولار. وأظهرت بيانات اقتصادية أن حصة الدولار في الحسابات التجارية بين البلدين في الربع الأولى من العام الجاري هبطت إلى دون مستوى 50% إلى 46%، وذلك للمرة الأولى. فيما بلغت حصة اليوان والروبل خلال الفترة 24%، بينما كانت حصة اليورو 30%.
ويعد هذا التحول جزءاً من استراتيجية روسية تهدف "لتقليص" اعتماد الاقتصاد الروسي على الدولار، وجعله أكثر مرونة في مواجهة التهديد بفرض عقوبات أميركية جديدة. ومن المتوقع أن تتأثر جاذبية الدولار عالمياً بسبب الارتفاع الصاروخي في الدين الأميركي الذي بلغ 26 تريليون دولار، ومن المتوقع أن يواصل الارتفاع، وكذلك يتأثر بمبيعات بعض الدول لسندات الخزانة الأميركية.