الدول السبع الصناعية تختتم قمتها اليوم... ماذا حققت في اجتماعاتها؟

26 اغسطس 2019
خلال فعاليات قمة مجموعة السبع (Getty)
+ الخط -

تختتم دول مجموعة السبع، اليوم الإثنين، في بياريتس الفرنسية قمة هيمنت عليها زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف المفاجئة والمخاوف الناجمة عن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، من دون أن تحقق حتى الآن نتيجة على صعيد مكافحة النيران المشتعلة في غابة الأمازون البرازيلية.

ويعيش منتجع بياريتس في جنوب غربي فرنسا آخر ساعاته، في ظل التدابير الأمنية المشددة المتخذة بمناسبة قمة مجموعة السبع التي تختتم في منتصف بعد الظهر بسلسلة مؤتمرات صحافية يعقدها القادة المجتمعون منذ السبت.

وقد يعقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي استضاف القمة مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أشدّ معارضي النهج التعددي، الذي يستضيف القمة المقبلة للمجموعة.


وأظهر الرئيسان اللذان تربطهما علاقة ودية على ما يبدو، خلال الاجتماعات في نهاية الأسبوع الماضي تصوّرين مختلفين تماما لما ينبغي أن تكون عليه قمة لمجموعة السبع. فعقد ترامب اجتماعات ثنائية وتركزت محادثاته على الاقتصاد والتجارة، فيما بذل ماكرون جهودا لمعالجة أزمة حرائق الأمازون، وحقق ضربة دبلوماسية شديدة الوقع باستقدامه وزير الخارجية الإيراني إلى بياريتس لبحث الأزمة الإيرانية.

الحرب التجارية وبريكست

ومن المواضيع التي جرى بحثها بشكل مطول الحرب التجارية الأميركية الصينية التي تثير قلق القادة المجتمعين، خشية أن تدفع الاقتصاد العالمي المتباطئ إلى الانكماش. لكن ترامب بقي على موقفه المتصلب مستمرا في نهج المواجهة مع بكين، وأكد أنه إن كان نادما على أمر، فعلى عدم فرض رسوم جمركية أعلى على البضائع الصينية المستوردة.

وبالنسبة لمسألة حرائق الأمازون التي أضافها ماكرون إلى جدول أعمال القمة في اللحظة الأخيرة مثيرا أزمة مع الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو المشكك في حقيقة التغير المناخي، لم يصدر أي إعلان الأحد عن تدابير عملية حيال الكارثة رغم تناولها خلال مناقشات قادة السبع.

كما لم يتم إحراز أي تقدم حول موضوع فرض ضرائب على شركات الإنترنت العملاقة الأميركية، وهو موضوع خلاف حاد بين فرنسا التي أقرت ضريبة على إيرادات هذه الشركات على أراضيها، والولايات المتحدة التي تهدد بالرد بفرض رسوم جمركية على النبيذ الفرنسي.

مشاورات بريكست

وعلى صعيد آخر، شكلت القمة التي ضمّ ماكرون إليها عددا من الدول من خارج نادي السبع سعيا لتوسيع آفاقها، أكبر جولة أفق بالنسبة لرئيس الوزراء البريطاني الجديد بوريس جونسون وسط المفاوضات الجارية بين بلاده والاتحاد الأوروبي حول شروط بريكست.

ولم يتم تحقيق أي تقدم في بياريتس حول مسألة الحدود الأيرلندية التي تصطدم بها مفاوضات بريكست، فيما يقترب استحقاق 31 تشرين الأول/أكتوبر الذي ستخرج فيه المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.

واغتنم جونسون القمة للتقرب من ترامب، على أمل إقامة علاقات تجارية مميزة تمكن بلاده من امتصاص صدمة بريكست.

ولم تشهد القمة تظاهرات عنيفة، على غرار تلك التي هزت فرنسا في الشتاء الماضي خلال أزمة السترات الصفراء. ونشرت السلطات لهذه الغاية أكثر من 13 ألف شرطي ودركي وأغلقت المنطقة، ما حمل منظمي التظاهرات على تغيير خططهم منددين بتدابير أمنية مبالغ بها.

تحركات ضد الرأسمالية

وخرج مئات المعارضين لقمة الدول الصناعية السبع في مسيرة الأحد، وهم يحملون صورا رسمية "مسروقة" للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وقد قلبوها رأسا على عقب. وتمكن المشاركون في "مسيرة الصور"، كما سميت من الحصول على هذه الصور الرسمية عبر انتزاعها من مقرات البلديات الفرنسية على مدى أشهر.

وهتف المشاركون بشعارات ضد الرأسمالية وسياسات المناخ وهم يحملون صور ماكرون بالمقلوب، وهم يسيرون في أزقة بايون قرب منتجع بياريتس حيث تجمّع قادة العالم من أجل قمة السبع الكبار.

وقال أحد الناشطين: "نحن نحمل صورة مقلوبة لإظهار غياب المنطق في سياساته". وحمل آخرون أيضا ما يبدو أنه صور لماكرون ملفوفة بحقائب أو جرائد كُتب عليها بالفرنسية والإنكليزية والإسبانية والباسكية: "المناخ والعدالة الاجتماعية: أين هو ماكرون؟". وقال متظاهر آخر يدعى أبرام: "نزع الصور الرسمية يعتبر عصيانا مدنيا، وأيضا سرقة" في بعض مناطق فرنسا.

(رويترز, فرانس برس)

المساهمون