الدراما المصرية 2020: عودة المغضوب عليهم
يسجل كثير من النقاد، ومتابعي العمل الفني، وشرائح واسعة من الجماهير، أن الدراما المصرية شهدت في الأعوام الثلاثة الماضية أسوأ عهودها، فالمستوى الضعيف للمنتج المعروض له أسباب، أولها الآليات التي كانت تحكم عملية الإنتاج، وسيطرة فكرة القوائم السوداء، وتصنيف المنتجين والفنانين (مع النظام أو ضده، هذا موالٍ وذاك خائن) في سيناريو أقرب إلى المكارثية التي سادت الولايات المتحدة الأميركية قبل سبعين عاماً، من حملة محمومة ضد ما وُصف وقتها بــ"الخطر الشيوعي"، نتج منها قلب حياة العديد من ضحايا هذه الحملة، بعد أن استيقظت أميركا على سؤال غريب وهو: "هل أنت شيوعي أو كنت شيوعياً يوماً ما؟".
عقب ذلك انطلقت حملة مطاردة شاملة وغير مسبوقة في القرن العشرين أدت إلى اعتقال آلاف الشيوعيين أو الذين يشتبَه في أن لديهم توجهات شيوعية، وقُدِّموا إلى القضاء بتهمة محاولة إطاحة الحكم بالقوة أو العنف. ورغم مرور سبعة عقود على تلك الحملة، ما زال الأميركيون يتذكرون القائمة السوداء لهوليوود.
لم يختلف الأمر كثيراً في مصر، حيث شهدت السنوات الماضية قيام بعض النجوم أو العاملين في الصناعة بتسجيل بعضهم بعضاً في الجلسات الخاصة وإرسال هذه التسجيلات إلى "الحاكم بأمره" في سوق الدراما، وهو رئيس مجلس إدارة "المتحدة للإعلام" وشركة "سينرجي" - المملوكتين للمخابرات - المنتج تامر مرسي، الذي كان بدوره يرفعها إلى المخابرات العامة، واستخدمها مرسي ليصفّي خلافاته أيضاً مع آل العدل، الذين يشير كثير من متابعي الحركة الفنية، إلى أنهم من المحسوبين على المخابرات الحربية، والذين استُبعدَت أعمالهم من العرض الرمضاني على القنوات التابعة للمتحدة، وتحديداً مسلسلي يسرا، ومحمد هنيدي، في عام 2017، كذلك استُبعِدوا من العمل في العام التالي، حيث لم ينتج آل العدل أي أعمال تذكر.
وشملت القائمة أيضاً مني زكي، ونيللي كريم، ومنّة شلبي (أُرسل تسجيلان لها من جلسة خاصة، وكانت تنتقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي)، وهند صبري، وغادة عبد الرازق (بعد المنشور الذي كتبته وكانت تهاجم فيه تامر مرسي)، وخالد النبوي (لآرائه المتعلقة بالحريات وإيمانه بثورة 25 يناير)، وعادل إمام الذي أُوقف تصوير مسلسله "فلانتينو"، وهُدمَت الديكورات، وهو ما سبّب خسائر مالية، وذلك بسبب تصريحاته التي جاءت في مداخلة مع وائل الإبراشي عن "الفاشية العسكرية".
تلك الحالة السوداوية التي شهدتها الدراما المصرية بدأت في التراجع قليلاً مع زيادة الانتقادات لسياسة "التخوين والاستبعاد"، والقوائم السوداء من قبل بعض رواد وسائل التواصل الاجتماعي في العام الماضي، وفي أجهزة الإعلام الخارجية. لذلك، عمل تامر مرسي، بتوجيهات أمنية، على محاولة إيقاف تلك الموجات الانتقادية، في ظل معاناة الشركة المتحدة أيضاً من أزمة سيولة مالية، فكان الاتفاق على عودة بعض "المغضوب عليهم" من نجوم وفنانين بشروط، حيث تشارك "المتحدة" كل المنتجين العائدين في أعمالهم، مقابل توفير قنوات العرض من خلال القنوات التي وضعت يدها عليها.
يتصدر قائمة العائدين إلى دراما رمضان هذا العام عادل إمام بمسلسل "فلانتينو"، وكان يصوره العام الماضي، ولكنه توقف وتأجل عرضه، ليُستأنف تصويره أخيراً، ويُنتهى منه للعرض في شهر رمضان هذا العام. العمل من تأليف أيمن بهجت قمر وإخراج رامي إمام، ويشارك في البطولة داليا البحيري، دلال عبد العزيز، حمدي الميرغني ووفاء صادق.
يسرا تعود هي الأخرى إلى الدراما الرمضانية بعد غيابها العام الماضي، حيث عرض آخر أعمالها "لدينا أقوال أخرى" خارج شهر رمضان، إذ تقدم مسلسل "دهب عيرة" تأليف أحمد عادل وإخراج سامح عبد العزيز، وهو شراكة إنتاجية بين "العدل غروب" والشركة "المتحدة للخدمات الإعلامية"، وبطولة حلا شيحة، جمانة مراد، بيومي فؤاد، خالد أنور، وخالد سرحان.
أما يوسف الشريف، فيعود بعد غياب عامين عن الدراما الرمضانية بمسلسل "النهاية"، ويعتبر الشريف من النجوم المفضلين لدى المتحدة، وهو يحقق نجاحات كبيرة في الدراما التليفزيونية، وله جمهور عريض من الشباب، لذلك حاول تامر مرسي استثماره في السينما مثلما يفعل مع أمير كرارة، وقدم الشريف فيلماً بعنوان "بني آدم"، مُني بفشل ذريع ولم يحقق إيرادات تذكر، لذلك قرر مرسي أن يعيده إلى سوق الدراما من جديد هذا العام.
وينافس بمسلسل النهاية تأليف عمرو سمير عاطف وإخراج ياسر سامي ويشارك في بطولته عمرو عبد الجليل وأحمد وفيق وسهر الصايغ ومحمد لطفي وناهد السباعي ومحمود الليثي وعدد كبير من الفنانين، بعد آخر أعماله في الدراما مسلسل "كفر دلهاب" في شهر رمضان 2017.
نيللي كريم، المحسوبة على فريق "آل العدل"، استُبعِدَت من العمل لفترة، ولكنها عادت مع الانفراجة البادية في مسلسل "بـ100 وش"، من تأليف عمرو الدالي وإخراج كاملة أبو ذكري، ويشاركها البطولة آسر ياسين، إضافة إلى علا رشدي وإسلام إبراهيم ومصطفى درويش.
ورغم أن منى زكي هي الأخرى تصور هذا العام مسلسل "تقاطع طرق"، من تأليف تامر محسن وإخراجه، ويشاركها البطولة محمد ممدوح ومحمد فراج وسيد رجب وعائشة بنت أحمد، وذلك بعد غياب ثلاث سنوات منذ تقديمها مسلسل "أفراح القبة" مع المخرج محمد ياسين وبمشاركة العديد من الفنانين، غير أن شركة "سينرجي" تعتبرها تغرد خارج السرب، خصوصاً أنها قررت أن تُنتج مسلسلها مع شركة "ميديا هب" التي يقال إنها شريكة فيها، فقررت محاربتها، ولذلك لم تجد زكي قناة تعرض المسلسل، وبات مسلسلها خارج السباق الرمضاني لدراما 2020 رسمياً.
اقــرأ أيضاً
حدث دراما 2020
بعيداً عن أزمات "المتحدة للإعلام" في السوق الدرامي، الذي باتت تتحكم في كل مفرداته، استطاعت النجمتان المخضرمتان نبيلة عبيد ونادية الجندي تصوير مسلسل من بطولتيهما لأول مرة في مشوارهما الفني، حيث كانت بينهما معارك إعلامية وسينمائية طاحنة. لكن مع مرور الزمن وتغيُّر المعادلات الإنتاجية، والصلح بين النجمتين، تمكن المنتج صادق أنور الصباح من الجمع بينهما في مسلسل بعنوان "سكر زيادة"، مأخوذ من فورمات أميركي، ويكتب له السيناريو والحوار أمين جمال وورشته، ويخرجه وائل إحسان، وتشاركهما البطولة الفنانة القديرة وسيدة المسرح سميحة أيوب وهالة فاخر وعدد من الفنانين كضيوف شرف، وعلى رأسهم أحمد السقا وهيفاء وهبي، ونانسي عجرم وبيومي فؤاد وأحمد فهمي وصبري فواز وروجينا.
عقب ذلك انطلقت حملة مطاردة شاملة وغير مسبوقة في القرن العشرين أدت إلى اعتقال آلاف الشيوعيين أو الذين يشتبَه في أن لديهم توجهات شيوعية، وقُدِّموا إلى القضاء بتهمة محاولة إطاحة الحكم بالقوة أو العنف. ورغم مرور سبعة عقود على تلك الحملة، ما زال الأميركيون يتذكرون القائمة السوداء لهوليوود.
لم يختلف الأمر كثيراً في مصر، حيث شهدت السنوات الماضية قيام بعض النجوم أو العاملين في الصناعة بتسجيل بعضهم بعضاً في الجلسات الخاصة وإرسال هذه التسجيلات إلى "الحاكم بأمره" في سوق الدراما، وهو رئيس مجلس إدارة "المتحدة للإعلام" وشركة "سينرجي" - المملوكتين للمخابرات - المنتج تامر مرسي، الذي كان بدوره يرفعها إلى المخابرات العامة، واستخدمها مرسي ليصفّي خلافاته أيضاً مع آل العدل، الذين يشير كثير من متابعي الحركة الفنية، إلى أنهم من المحسوبين على المخابرات الحربية، والذين استُبعدَت أعمالهم من العرض الرمضاني على القنوات التابعة للمتحدة، وتحديداً مسلسلي يسرا، ومحمد هنيدي، في عام 2017، كذلك استُبعِدوا من العمل في العام التالي، حيث لم ينتج آل العدل أي أعمال تذكر.
وشملت القائمة أيضاً مني زكي، ونيللي كريم، ومنّة شلبي (أُرسل تسجيلان لها من جلسة خاصة، وكانت تنتقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي)، وهند صبري، وغادة عبد الرازق (بعد المنشور الذي كتبته وكانت تهاجم فيه تامر مرسي)، وخالد النبوي (لآرائه المتعلقة بالحريات وإيمانه بثورة 25 يناير)، وعادل إمام الذي أُوقف تصوير مسلسله "فلانتينو"، وهُدمَت الديكورات، وهو ما سبّب خسائر مالية، وذلك بسبب تصريحاته التي جاءت في مداخلة مع وائل الإبراشي عن "الفاشية العسكرية".
تلك الحالة السوداوية التي شهدتها الدراما المصرية بدأت في التراجع قليلاً مع زيادة الانتقادات لسياسة "التخوين والاستبعاد"، والقوائم السوداء من قبل بعض رواد وسائل التواصل الاجتماعي في العام الماضي، وفي أجهزة الإعلام الخارجية. لذلك، عمل تامر مرسي، بتوجيهات أمنية، على محاولة إيقاف تلك الموجات الانتقادية، في ظل معاناة الشركة المتحدة أيضاً من أزمة سيولة مالية، فكان الاتفاق على عودة بعض "المغضوب عليهم" من نجوم وفنانين بشروط، حيث تشارك "المتحدة" كل المنتجين العائدين في أعمالهم، مقابل توفير قنوات العرض من خلال القنوات التي وضعت يدها عليها.
يتصدر قائمة العائدين إلى دراما رمضان هذا العام عادل إمام بمسلسل "فلانتينو"، وكان يصوره العام الماضي، ولكنه توقف وتأجل عرضه، ليُستأنف تصويره أخيراً، ويُنتهى منه للعرض في شهر رمضان هذا العام. العمل من تأليف أيمن بهجت قمر وإخراج رامي إمام، ويشارك في البطولة داليا البحيري، دلال عبد العزيز، حمدي الميرغني ووفاء صادق.
يسرا تعود هي الأخرى إلى الدراما الرمضانية بعد غيابها العام الماضي، حيث عرض آخر أعمالها "لدينا أقوال أخرى" خارج شهر رمضان، إذ تقدم مسلسل "دهب عيرة" تأليف أحمد عادل وإخراج سامح عبد العزيز، وهو شراكة إنتاجية بين "العدل غروب" والشركة "المتحدة للخدمات الإعلامية"، وبطولة حلا شيحة، جمانة مراد، بيومي فؤاد، خالد أنور، وخالد سرحان.
أما يوسف الشريف، فيعود بعد غياب عامين عن الدراما الرمضانية بمسلسل "النهاية"، ويعتبر الشريف من النجوم المفضلين لدى المتحدة، وهو يحقق نجاحات كبيرة في الدراما التليفزيونية، وله جمهور عريض من الشباب، لذلك حاول تامر مرسي استثماره في السينما مثلما يفعل مع أمير كرارة، وقدم الشريف فيلماً بعنوان "بني آدم"، مُني بفشل ذريع ولم يحقق إيرادات تذكر، لذلك قرر مرسي أن يعيده إلى سوق الدراما من جديد هذا العام.
وينافس بمسلسل النهاية تأليف عمرو سمير عاطف وإخراج ياسر سامي ويشارك في بطولته عمرو عبد الجليل وأحمد وفيق وسهر الصايغ ومحمد لطفي وناهد السباعي ومحمود الليثي وعدد كبير من الفنانين، بعد آخر أعماله في الدراما مسلسل "كفر دلهاب" في شهر رمضان 2017.
نيللي كريم، المحسوبة على فريق "آل العدل"، استُبعِدَت من العمل لفترة، ولكنها عادت مع الانفراجة البادية في مسلسل "بـ100 وش"، من تأليف عمرو الدالي وإخراج كاملة أبو ذكري، ويشاركها البطولة آسر ياسين، إضافة إلى علا رشدي وإسلام إبراهيم ومصطفى درويش.
ورغم أن منى زكي هي الأخرى تصور هذا العام مسلسل "تقاطع طرق"، من تأليف تامر محسن وإخراجه، ويشاركها البطولة محمد ممدوح ومحمد فراج وسيد رجب وعائشة بنت أحمد، وذلك بعد غياب ثلاث سنوات منذ تقديمها مسلسل "أفراح القبة" مع المخرج محمد ياسين وبمشاركة العديد من الفنانين، غير أن شركة "سينرجي" تعتبرها تغرد خارج السرب، خصوصاً أنها قررت أن تُنتج مسلسلها مع شركة "ميديا هب" التي يقال إنها شريكة فيها، فقررت محاربتها، ولذلك لم تجد زكي قناة تعرض المسلسل، وبات مسلسلها خارج السباق الرمضاني لدراما 2020 رسمياً.
خالد الصاوي الغائب منذ ثلاث سنوات بعدما قدم آخر أعماله "هي ودافنشي" عام 2016، يعود إلى دراما رمضان هذا العام بمسلسل "ليالينا"، من تأليف أحمد عبد الفتاح وإخراج أحمد صالح، وبمشاركة غادة عادل وصابرين وإياد نصار.
حدث دراما 2020
بعيداً عن أزمات "المتحدة للإعلام" في السوق الدرامي، الذي باتت تتحكم في كل مفرداته، استطاعت النجمتان المخضرمتان نبيلة عبيد ونادية الجندي تصوير مسلسل من بطولتيهما لأول مرة في مشوارهما الفني، حيث كانت بينهما معارك إعلامية وسينمائية طاحنة. لكن مع مرور الزمن وتغيُّر المعادلات الإنتاجية، والصلح بين النجمتين، تمكن المنتج صادق أنور الصباح من الجمع بينهما في مسلسل بعنوان "سكر زيادة"، مأخوذ من فورمات أميركي، ويكتب له السيناريو والحوار أمين جمال وورشته، ويخرجه وائل إحسان، وتشاركهما البطولة الفنانة القديرة وسيدة المسرح سميحة أيوب وهالة فاخر وعدد من الفنانين كضيوف شرف، وعلى رأسهم أحمد السقا وهيفاء وهبي، ونانسي عجرم وبيومي فؤاد وأحمد فهمي وصبري فواز وروجينا.
المساهمون
المزيد في منوعات