واتّهم الحوثي، في خطاب متلفز نقلته قناة "المسيرة" الفضائية التابعة للجماعة، اليوم السبت، الأطراف السياسية بأنها سعت إلى تمديد الفراغ في مؤسسات الدولة ولم تتعاط إيجابياً مع مقترح المجلس الرئاسي الذي كان مطروحاً للمفاوضات الأسبوع الماضي، كما اتهمها أيضاً، بالتآمر والسعي إلى تعطيل العملية السياسية ودفع البلاد إلى الفوضى، الأمر الذي دفع جماعته لاتخاذ خطوات انفرادية بـالبيان الانقلابي، الذي وصفه بأنه "خطوة حكيمة ومسؤولة لا مغامرة".
وخاطب الحوثي القوى السياسية أن "لا داعي لإثارة أي بلبلة تجاه هذه الخطوة"، وخاطبها أيضاً: "نقول للقوى إن كل فتنة حمقاء لإثارة فتن هنا أو هناك فإن شعبنا سيتصدى لها". وفي الوقت ذاته، أكّد الحوثي أن "اليد ممدودة لجميع القوى بلا استثناء"، مبدياً استعداده للتعاطي مع أي ملاحظات على بنود الإعلان الذي أصدرته الجماعة.
ووصف الحوثي استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي ورئيس الوزراء خالد بحاح، بأنها كانت تهدف لإحداث فراغ في السلطة بالتزامن مع تحريك "الأوراق الأخرى" باللعب بالملف الأمني والأوضاع في المحافظات الجنوبية.
وحول الموقف الخارجي، اعتبر الحوثي أن الخارج "إذا كان ينشد مصلحة البلد، فإن الإعلان الدستوري في مصلحته، وإذا كان ينظر من زاوية سلبية تجاه البلد، فهذا أمر آخر. داعياً الدول العربية إلى التعاطي الإيجابي مع خطوات الجماعة"، محذراً من أن أي تحرك يستهدف "هذا الشعب" سيواجه بالرد.
وشهدت العديد من المدن اليمنية، اليوم السبت، تظاهرات مناهضة لـ"انقلاب الحوثيين" رُفعت فيها الشعارات المنددة بما أقدمت عليه الجماعة، ولافتات تدعو لثورة شعبية لإسقاط الحوثي.
وأطلق مسحلون "حوثيون"، بزي الشرطة، الرصاص الحي لتفريق تظاهرة أمام جامعة صنعاء، واعتقلوا العديد من الناشطين.
وأعلنت السلطات المحلية في المحافظات الجنوبية والشرقية ومحافظة مأرب عن رفضها لما أعلنه "الحوثيون"، وأقرت رفض التعامل مع السلطات في صنعاء باعتبارها تحت سيطرة "الانقلابيين"، على حد ما يصفونهم.