الحمار الذي هز عرش مصر

30 ابريل 2015
من الصور التي انتشرت على مواقع التواصل (تويتر)
+ الخط -

رغم أنه حمار مثل الآلاف غيره الذين ينتشرون في حقول مصر، استطاع أن يكون نجم فضائيات، و"جزءاً من مؤامرة كونية على الدولة المصرية"، و"عضو جماعة إرهابية"... إنه #حمار_مطار_القاهرة. فقد فوجئ المصريون بصور حمار هائم بلا صاحب ولا راكب يتجوّل في مطار القاهرة الدولي، فيما رآه بعض الناشطين، محاولةً له للهجرة من النظام الحالي الذي ضيّق حتى على الحيوانات!

[اقرأ أيضاً: ناشطون مصريون: نصدق الإعلام المصري في الأذان..الباقي كذب]

اللافت أكثر من منظر الحمار في منطقة من أهم المناطق السيادية لأي وطن، كان تعامل المسؤولين مع هذه "الثغرة" الأمنية التي يبدو أنها ستنافس ثغرة حرب أكتوبر الشهيرة، ليبدو أن العسكر تخصصهم في تمرير الثغرات.

فالعقلية التي تعاملت مع وصول الحمار رغم التأمين العالي للموقع، هي التي جعلت القصة أكثر إثارة للسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي. فرئيس شركة ميناء القاهرة الجوي، أكد تعمُّد الحمار إحراج الحكومة بوقفته وتجوله في المكان، مشيراً إلى وجود مؤامرة خلف هذه القضية، حيث تمكن الحمار من اختراق الثغرة الوحيدة الموجودة في تأمين المطار.

ثم انتقل إلى الكلام عن الإرهاب، ليؤكد أن من الممكن أن يقوم إرهابيون "بتلغيم" الحمار للقيام بعملية إرهابية، ولم يوضح اللواء طيار أحمد جنينة في مداخلته مع برنامج "البيت بيتك"، لماذا لم يفعل هؤلاء الإرهابيون ذلك؟ ولم ينس أن يؤكد أنه تم سد الثغرة التي مر منها الحمار ليصبح "كله تمام".

أما الإعلامي محمد القدوسي فلم يعِب على الحمار فعلته، ولكنه عاب "على "الحمار" الذي جعل منها قصة، وراءها إرهاب وجماعات إرهابية ومؤامرة كونية"، داعيا عامل النظافة الذي وجد الحمار في المطار إلى العمل بنظرية المخلوع مبارك "يا راجل كبّر مخك"، وأن يقوم بتركيب سِرج للحمار واستخدامه كوسيلة مواصلات.

عمرو أديب كاد أن يرتكب غلطة عمره عندما وصف الحمار بأنه "سيسي"، وعندما أدرك معنى ما يقول، حاول الاستدراك والتمويه على اللفظ الذي قاله عن جهل أو حتى عن قصد، حتى يمر ما قال كأنه "يا دار ما دخلك شر"، ولكن هيهات أن يمر ذلك في عالم المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي.

الشيخ مظهر شاهين خالف كل قواعد آداب شيوخ الأزهر وسبَّ معارضي السيسي في تغريدةٍ له على حسابه الشخصي، وعلق على حمار المطار وقال: "عن حمار المطار: يا إخواننا الحمار ده كان رايح لأخواته اللي سبقوه على تركيا.. وأكيد معاه معلومات مهمة.. خليكم وراه لحد ما يعترف إنه إرهابي".

واقعة الحمار الذي اخترق الحصار الأمني على مطار القاهرة، أخرجت الروائي إبراهيم عبد المجيد عن رصانته وجعلته يتساءل: "مفيش حمار تاني حيروح المطار؟ عايزين حاجة حلوة نتكلم فيها"، وجعل ميزو يتعجب ويقول: "تخيل إن حمار قدر يستغل ثغرة أمنية ويدخل المطار أمّال البني آدمين ممكن يعملوا إيه؟ عشان كدة التفجيرات في كل مكان".

وتعجب سيرجو من ردود الفعل الكبيرة وقال: "إنتو مستغربين إن في حمار دخل المطار ومش مستغربين إن في سيسي بيحكمكوا".

واقترح هاني عقاب مدير أمن المطار وقال: "بيتهيألي المفروض مدير أمن المطار يركّبوه الحمار بالمقلوب ويلفّوا بيه أرض المطار والسياح يتصوروا معاه"، وأجمل الحوادث الطريفة التي حدثت في مصر في الفترة الأخيرة فقال: "حمار المطار خاف من شرب المياه في الشرقية وإسكندرية وقال أعمل حاجة، قرر يدوّر علی القمر التايه بنفسه وتفادی ركوب مترو العباسية".

وسخر ناشطون من الواقعة التي أبهرت الجميع فقال أحدهم: "يا نهار يا جدعان احنا بقى الضحك نفسه بيضحك علينا، أحيييه بجد أنا معنتش عارف أضحك ولا أعيط". وقال آخر: "أم الدنيا تايه لها حمار في المطار وقمر صناعي في الفضاء عجايب"، وسخر ثالث: "يعني قمر صناعي ضايع وحمار تايه في المطار، يا مصر ريّحي شوية من الإبهار شلّتينا".

 

المساهمون