كشفت صحيفة "ذا غارديان"، اليوم الخميس، أن الحكومة البريطانية تساعد شركة الهايتك والبرمجة الإسرائيلية "إن إس أو" NSO في تسويق برمجياتها للتجسس المثيرة للجدل، في معرض تجاري سرّي تحضره أنظمة قمعية.
وأوضحت "ذا غارديان" أن الحكومة ستستضيف مجموعة "إن إس أو" التي تبيع برمجيات يزعم أن دولاً استخدمتها في التجسس على صحافيين ومعارضين وناشطين في مجال حقوق الإنسان، في معرض "الأمن والشرطة" Security and Policing المغلق الذي يُقام في هامبشاير، خلال مارس/آذار المقبل.
وستستعرض "إن إس أو" منتجاتها في المعرض الذي يستمر 3 أيام، ويحضره مسؤولون من الأجهزة الأمنية والشرطة، من حول العالم، للاطلاع على تقنيات التجسس والمراقبة الجماعية.
تستضيف الحكومة البريطانية حوالي 60 وفداً أجنبياً في المعرض. في السنوات الأربع الماضية، حضرت بلدان انتقدت بسبب سجلها السيئ في مجال حقوق الإنسان. ولا تُعلن هوية الوفود قبل افتتاح المعرض.
المعرض تنظمه وزارة الداخلية وإدارة التجارة الدولية، وحضرته "إن إس أو" سابقاً.
تجدر الإشارة إلى أن مجموعة "إن إس أو" الإسرائيلية اتهمت ببيع برمجيتها للتجسس على حقوقيين وصحافيين حول العالم. وثلاثة بريطانيين على الأقل استهدفوا ببرمجية "إن إس أو"، بينهم فنان ساخر يقاضي المملكة العربية السعودية أمام المحاكم البريطانية، بدعوى أن الرياض استهدفته ببرمجية طورتها الشركة الإسرائيلية.
كما تقاضي شركة "واتساب"، المملوكة لـ "فيسبوك"، المجموعة الإسرائيلية، بعدما قالت إن تقنيتها استخدمت في قرصنة حسابات 1400 من مستخدميها، طوال أسبوعين خلال العام الماضي، وقد نفت "إن إس أو" الاتهامات.
التقنية استخدمت أيضاً في استهداف الصحافيين، وآخرها ما كشف عنه مدير مكتب صحيفة "نيويورك تايمز" في العاصمة اللبنانية بيروت. إذ وجه بِن هوبارد اتهامات إلى المملكة العربية السعودية بمحاولة قرصنة هاتفه، باستخدام التقنية الإسرائيلية.
وأفادت وكالة "رويترز"، الأسبوع الماضي، بأن مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي يحقق في دور شركة الهايتك والبرمجة الإسرائيلية "إن إس أو" NSO في عمليات اختراق إلكتروني محتملة استهدفت مواطنين وشركات أميركية، فضلاً عن جمع معلومات استخبارية عن حكومات.
والشهر الماضي، قالت شركة "إف تي آي كونسلتينغ" التي تمثل الرئيس التنفيذي لشركة "أمازون"، جيف بيزوس، إن الشركة الإسرائيلية ربما وفرت البرمجيات التي استخدمت لاختراق هاتف موكلها من نوع "آيفون".
وبدأ الهاتف بإرسال ساعات من البيانات بعد تلقيه مقطع فيديو من حساب "واتساب" يخص ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. ووصفت السعودية ادعاء "إف تي آي" بأنه "مناف للعقل"، ونفت "إن إس أو" أي تورط لها. وقال خبراء أمنيون آخرون إن البيانات غير حاسمة.