رائدات بالحركة النسوية في فرنسا يهاجمن دونوف بعد انتقادها "me too"

11 يناير 2018
غضب كبير من رسالة دونوف (برتراند غواي/فرانس برس)
+ الخط -

قالت رائدات من الحركة النسوية في فرنسا، إن الممثلة كاثرين دونوف وغيرها ممن انتقدن حركة "me too" ضد التحرش الجنسي، يبدون مثل "العم المزعج على طاولة عشاء الأسرة" الذي لا يدرك أن العالم يتغير.

ووقّعت دونوف و99 امرأة أخرى، من ممثلات وأكاديميات وكاتبات، رسالة مفتوحة، حذّرن فيها من نزعة "التزمّت" التي انطلقت بعد فضائح التحرش الجنسي الأخيرة، ودافعن عن حق الرجال في "مغازلة النساء" أو إظهار الاهتمام والانجذاب الجنسي إليهن.

وشملت الرسالة التي نُشرت في صحيفة "لوموند" الفرنسية، استياء من موجة "الإدانة"، بعد مزاعم تورط المنتج الأميركي الشهير، هارفي وينستين، في قضايا تحرش واعتداء جنسي.

وشكّلت هذه الرسالة تناقضاً صارخاً مع مراسم حفل جوائز "غولدن غلوب" الذي أقيم يوم الأحد، والذي أيّدت فيه أوبرا وينفري وغيرها من كبار المشاهير في هوليوود حملة "me too"، ومبادرات أخرى تهدف إلى محاربة التمييز بين الجنسين والاعتداء الجنسي.

وقالت الناشطة النسوية كارولين دي هاس ونحو 30 امرأة أخرى في عمود خاص بهن نشره موقع "فرانس إنفو": "بهذه الرسالة يحاولن إعادة بناء جدار الصمت الذي بدأنا نهدمه".

وفي أعقاب الاتهامات ضد وينستين، لجأت ملايين النساء إلى وسائل التواصل الاجتماعي لنشر قصصهن عن التعرض للتحرش أو الاعتداء الجنسي، باستخدام وسم "me too" في جميع أنحاء العالم، أو "افضحي خنزيرك" في فرنسا.

لكن دونوف (74 عاماً) وغيرها من الموقّعات اعتبرن أن حركة "مي تو" تجاوزت الحد، ودافعن عما وصفنه بحق الرجال في "قليل من التحرش" بالنساء. وقالت إن هذا ضروري للحرية الجنسية، وإن على النساء أن يكنّ قويات بما يكفي "كي لا يصبن بالصدمة ممن يتحسسون أجسادهن في المترو".

في المقابل، قالت وزيرة الدولة للمساواة بين الجنسين، مارلين شيابا، لإذاعة فرنسا الثقافية، "إنه لأمر خطير أن يصاغ الموضوع بهذا الشكل"، مضيفةً أن الحكومة تكافح بالفعل لإقناع النساء بأنهن لا يتحمّلن اللوم عندما يتحسس شخص أجسادهن، وبأن عليهن التوجه للشرطة لتقديم شكوى إذا حدث ذلك.

كما لاقت الرسالة المفتوحة انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي وفي مؤسسات إعلامية عدة، إذ اتُهمت دونوف وكاتبات الرسالة الأخريات بالدفاع عن المتحرشين وتبرير التحرش الجنسي، بينما دافع آخرون عنها، معتبرين إياها نوعاً من التأكيد على تحرر النساء وقدرتهن على التحكم في أجسادهن.


(رويترز، العربي الجديد)



المساهمون