الحركة النسوية اللبنانية: معرض وتساؤلات

10 مايو 2019
(عضوات الاتحاد النسائي اللبناني مع قيادات نسائية عربية، القدس1944)
+ الخط -

لا تكاد توجد منظّمة مجتمع مدني تتخصّص بحقوق المرأة، ولا نشاط يتعلّق بالنساء وقضاياهن في المجتمع العربي أو النسوية، إلّا ويرتبط بدعم مؤسّسات مانحة، غربية أو دولية، مستقلّة أو غير مستقلة، وسواء كان دعماً مادياً أو معنوياً، والسؤال هو لماذا؟

يخطر هذا التساؤل مع افتتاح معرض "النساء والسلطة والسياسية: الجداول الزمنية والمعالم"، الذي افتتح في بيروت أمس بتنظيم من "مؤسّسة هيفوس الدولية" و"مؤسسة دعم لبنان" و"وكالة يوريكا" ويتواصل لثلاثة أيام، ويأتي بعد إطلاق موقع يتناول تاريخ الحركة النسوية الريادية في لبنان.

يهدف المعرض إلى توثيق دور الرائدات في المجتمع والثقافة والسياسة والشخصيات الريادية البارزة في الحركات النسائية في لبنان، والأحداث التاريخية والاجتماعية والسياسية الرئيسية التي شكلت تلك الحركات وأثرت عليها، بالإضافة إلى الإنجازات القانونية والسياسية والمكاسب التي حققتها.

يمثل هذا المخطط الزمني محاولة لتسليط الضوء على مجموعة مختارة من القصص والصراعات والمساهمات والإنجازات التي حققتها النساء في لبنان وعاشتها وما زالت تعيشها، والتي يجري توثيقها أيضاً في موقع تطلقه "مؤسسة هيفوس الدولية".

يساعد الموقع في التأريخ والتوثيق وتسهيل الوصول إلى المعلومات، ويضم جدولاً زمنياً فيه مسارات العمل الحقوقي النسوي في لبنان، قبل الاستقلال وحتى اليوم، حيث يعود أقدم أرشيف إلى عام 1906، ومن هذا العام نجد سيرة شخصيات مثل لبيبة هاشم التي أصدرت دورية "فتاة الشرق" بين 1906 و1929، كما يذكر الأرشيف عفيفة كرم التي هاجرت إلى نيويورك في 1906 وأصدرت هناك دورية للنساء وكتبت عدداً من الروايات، وأول محامية في لبنان سلمى أبي راشد، ومي زيادة وملكة سعد وأخريات.

قائمة الأسماء طويلة، وتتشعب في حقول مختلفة، تلتقي فيها النساء على أدوار ريادية مثل دفاعهن عن الحقوق القانونية للمرأة والمطالبة بمساواة حقوقية ومشاركة سياسية وعدالة اجتماعية، ومنهن باحثات وأكاديميات وطبيبات وحقوقيات ووزيرات ونائبات في البرلمان.

مع أهمية المعرض والموقع، تبقى التساؤلات مطروحة: لماذا تحتاج هذه المشاريع إلى دعم من مؤسسات دولية، هل إنتاج موقع وإقامة معرض يتطلب الحصول على ميزانية من خارج البلاد؟ لماذا تهتم المؤسسات الأجنبية بتوثيق تاريخ النسوية أكثر من مؤسسات الدولة نفسها في بلاد تحتاج إلى إعادة علاقتها بأرشيفها الاجتماعي والثقافي والسياسي غير الرسمي؟

المساهمون