تدرك إيران منذ مدة أنّ الخطر يحدق بها من ذاك الشريط الحدودي بالذات، رغم أنها تتعرّض لتهديد آخر من جهة الغرب المحاذية لإقليم كردستان العراق. لكن ضبط الوضع في سيستان وبلوشستان قد يكون أكثر تعقيداً، ويرتبط ذلك بالتضاريس الجغرافية الصعبة، وبتحرك أولئك بحريّة على الشريط المحاذي لباكستان وفرارهم نحو أراضيها بعد تنفيذ العمليات، كما حصل في مدينة ميرجاوه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث اختطفت عناصر جماعة تسمى بـ"جيش العدل"، اثني عشر عسكرياً إيرانياً، واستطاعت طهران بالتواصل مع إسلام أباد إعادة خمسة منهم.
وترى إيران أنّ لهذه العمليات من يدعمها إقليمياً، وكما تتهم الولايات المتحدة وإسرائيل، تشعر بخطر سعودي، وفقاً لتصريحات مسؤوليها. وكل هذا سيلحقه المزيد من التعزيزات الأمنية الحدودية، إلى جانب التنسيق مع باكستان بالذات. فالمؤتمر البرلماني الأخير الذي استضافته طهران بحضور رؤساء مجالس ست دول إقليمية من بينها أفغانستان وباكستان، ركّز كثيراً على البعد الأمني، وحاول الضغط باتجاه تشكيل تحالف سيحمي الغرب نفسه من تبعات الأزمات المتعددة التي قد تلحق بإيران والإرهاب واحد منها، وفقا لما لمّح إليه رئيس البلاد حسن روحاني. فطهران التي تسعى جاهدة لحشد التأييد الدولي على عدة صعد، تحاول عدم جرّ الأمور لمعركة مباشرة مع الرياض، مع أن ساحات الاشتباك بينهما في دول عدة بدأت بالاقتراب جغرافياً.