الجسد وحركته في ثلاثة معارض

08 فبراير 2018
(وليد عبيد، من المعرض)
+ الخط -
ثلاثة معارض في النحت والرسم والغرافيك افتتحت في "غاليري ضي/ أتيليه العرب للثقافة والفنون" في القاهرة السبت الماضي وتتواصل حتى السابع عشر من الشهر الجاري.

"المجال الخفي" عنوان معرض الفنان التشكيلي وليد عبيد (1970)، الذي يركّز في تجربته على حالات القهر والعزلة والضعف التي تعيشها المرأة، وما يترتّب عليها من حياة سرّية في الهامش خارج رقابة المجتمع وتصنيفاته الجاهزة وأحكامه المسبقة.

يبرز الفنان ملامح خاصة بالبيئة المصرية ومفرداتها سواء في اللباس أو في مشاهد البيوت وشخصياتها التي تقوم بأفعال اعتيادية تعبّر عن ألم وعجز تفضّل النساء إخفائهما، كما تظهر في بعض الأعمال تشوّهات الجسد التي تحيل إلى الغرائبية والقسوة التي تحكم حياتها.

هاني الأشقرأبرز الموضوعات التى يقدّمها عبيد هي لعبة "الاستغماية" في محاولة لفهم العلاقة بين الرجل والمرأة، وما يرافقها من التباسات وسوء فهم، إلى جانب أعمال تحضر فيها رموز من الحضارة المصرية القديمة مثل لوحة لـ إيزيس وهي جالسة على سلم بيت فى العشوائيات تتأهب لثورة من هذا المكان، وأيضاً لوحة المطرقة التي تتحدث عن العدل، وأعمال أخرى تصوّر يوميات "مواطن مستقر".

أما الرسام والغرافيكي هاني الأشقر (1975) فيذهب في معرضه "سكون الحركة" إلى مزج عوالم رمزية في الواقع عبر خطوط متنوعة تظهر انحناءاتها وتشابكها وتكسّرها، لكنها تصوّر في بعضها زخارف مستوحاة من الفن الإسلامي أو تحاكي رموز وإشارات تحيل إلى تعتّق سطوحها.

تتنوع تعبيرات الأشقر الذي يحشد تفاصيل كثيرة في أعماله التي تحاكي بعضها علاقات الظل والنور وتبحث في تلك المساحات المتداخلة بينهما، سواء بين الأبيض والأسود أو الأعمال الملوّنة التي تحاكي حركة الجسد وإيقاعاته.

في معرض "وحي الجسد" للنحّات عبد المجيد إسماعيل (1978) تصوير حوارات مدروسة بين الحركة والسكون، والكتلة والفراغ في حالات تعبيرية مختلفة مستمدّة موضوعاتها من الثقافة المصرية والطبيعة، ضمن استخداماته التي يغلب عليها الحجر والجبس اللذين يمنحان إحساساً بالسيطرة على الشكل.

معظم المنحوتات طولية الشكل وبأجساد نحيفة تبعث على الغموض أو التأهب للقيام بفعل ما، وتبدو بعضها مصغرات لصروح أو نصب أكبر حيث السطوح الملساء تشير إلى الثبات والشموخ.

المساهمون