دان مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، مساء اليوم الخميس، "التدخلات الإيرانية" في الشؤون الداخلية للدول العربية، متهمًا طهران، "بتهديد الأمن والسلم الإقليمي والدولي".
وقال مجلس الجامعة، في اجتماعه المنعقد في دورته "غير العادية"، بالقاهرة، برئاسة دولة الإمارات، إنه "يجدد تأكيده على إدانة الحكومة الإيرانية لتدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية، باعتباره انتهاكًا لقواعد القانون الدولي، ولمبدأ حسن الجوار ويحمل تهديدا خطيرًا للأمن والسلم الإقليمي والدولي".
وطالب المجلس، إيران بـ"الامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها، والكف عن الانتهاكات والأعمال الاستفزازية، ومحاولات بث الفرقة والفتنة الطائفية، بين مواطني الدول العربية، أو عبر دعم التخريب والإرهاب والتحريض على العنف".
وتشهد العلاقات بين إيران، ودول عربية منها السعودية ودول الخليج العربي، "توترا كبيرا"، حيث توجه هذه الدول اتهامات لطهران بالتدخل في شؤون بلدان عربية منها اليمن والعراق وسورية، وتحاول بث الفتنة بين طوائف هذه الدول.
من جهة أخرى، دان مجلس جامعة الدول العربية اختطاف مواطنين قطريين في جنوبي العراق.
وقال المجلس، في بيان أصدره في ختام أعماله، إنه يتابع بقلق بالغ اختطاف عدد من المواطنين القطريين جنوبي العراق، مؤكدا إدانته لهذا العمل المشين الذي يخالف أحكام الدين الإسلامي وجميع الشرائع السماوية، ويمثل انتهاكا إجراميا لحقوق الإنسان، فضلا عن أنه عمل يتعارض مع القيم والأخلاق العربية، ويسيء إلى العلاقات الأخوية بين الأشقاء العرب.
كما أعرب المجلس عن تضامنه التام مع حكومة دولة قطر، ومساندته لها في جميع الإجراءات التي ستتخذها لضمان إطلاق سراح مواطنيها، واستعادة حريتهم وعودتهم آمنين لوطنهم وأسرهم، معربا عن أمله في أن تسفر الاتصالات التي تجريها حكومة قطر مع الحكومة العراقية عن نتائج إيجابية تؤمن سلامة المواطنين القطريين وإنهاء احتجازهم.
وطالب مجلس الجامعة العربية الحكومة العراقية بتحمل مسؤولياتها القانونية، واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة المواطنين القطريين المختطفين وإطلاق سراحهم في أسرع وقت ممكن، خاصة أنهم دخلوا الأراضي العراقية بموجب "سمات" دخول رسمية صادرة عن سفارة العراق في الدوحة، استناداً إلى موافقة وزارة الداخلية العراقية، كما أن واقعة الاختطاف قد حدثت في أراض تقع تحت سيادة الحكومة العراقية وسيطرتها الأمنية.
كما دعا مجلس الجامعة إلى سحب القوات التركية في شمال العراق، باعتباره "اعتداء على السيادة العراقية"، وطالب تركيا بسحب هذه القوات "على الفور".
وأعرب المجلس عن "إدانته للحكومة التركية لتوغل قواتها العسكرية في الأراضي العراقية، باعتباره اعتداء على السيادة العراقية وتهديدا للأمن القومي العربي".
وطالب المجلس في قراره "الحكومة التركية بسحب قواتها فورا من الأراضي العراقية دون قيد أو شرط".
وأكد المجلس في قراره "مساندة الحكومة العراقية في الإجراءات التي تتخذها، وفق قواعد القانون الدولي ذات الصلة التي تهدف إلى سحب الحكومة التركية لقواتها من الأراضي العراقية"، وطالب "الحكومة التركية بالالتزام بعدم تكرار انتهاك السيادة العراقية مستقبلا مهما كانت الذرائع".
وأعلنت تركيا السبت الماضي أنها "ستواصل" سحب قواتها من العراق، غداة دعوة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، في اتصال هاتفي إلى اتخاذ هذا الإجراء لتهدئة التوتر بين البلدين الجارين.
وتقوم كتيبة تركية منذ بضعة أشهر بتدريب قوات الحكومة الإقليمية لكردستان العراق، البشمركة، ومتطوعين عراقيين يرغبون في قتال تنظيم "الدولة الإسلامية". وتؤكد أنقرة أنها أرسلت هذه التعزيزات لتأمين حماية مدربيها.