كيف رأى حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، الثورة ووسائلها، وما هي رؤية الإخوان للإصلاح والتغيير، واستخدام القوة أو الوسائل السلمية في التغيير، للإجابة عن السؤال السابق، لا بد من العودة إلى ما قاله الإمام البنا في "رسالة المؤتمر الخامس"، من رفض الإخوان للثورة كوسيلة للتغيير، لكن المقصود بهذا الأمر، هو الثورة الهوجاء المدمرة مثل الثورة البلشفية والفرنسية، وقد زاد البنا من إيضاح المقصود من هذا النوع المرفوض من الثورات، إذ قال في رسالة "مشكلاتنا في ضوء النظام الإسلامي" متحدثاً عن النوع المرفوض من الثورات بأنه: "الثورة الهوجاء التي لا غاية لها ولا ضابط ولا نظام ولا حدود إلا الهلاك والخسارة البالغة"، وقال في "رسالة المؤتمر السادس": "نخلص من ذلك كله بتحطيم هذا الوضع الفاسد وأن نستبدل به نظاماً اجتماعياً خيراً منه تقوم عليه وتحرسه حكومة حازمة".
بناء على ما سبق، يمكن القول إن عملية الإصلاح والتغيير تحتاج إلى البناء والهدم في نفس الوقت، فالإصلاح والبناء يحتاجان إلى التدرج، أما هدم الباطل ومواجهة الفساد، فيكونان عند امتلاك القدرة، والتمكن من تحطيمه وعدم مهادنته في جميع الأحوال.
متى يستخدم الإخوان القوة؟
في نفس "رسالة المؤتمر الخامس"، والتي تكلم فيها البنا عن الثورة المدمرة، قال أيضاً: "نعم سيستخدم الإخوان القوة عندما لا يجدي غيرها". لكنه وضع لذلك شروطاً وضوابط منها أنه لن يكون البادئ باستخدامها، وسينذر أولاً، "وآخر الدواء الكي"، كما قال.
ما الهدف من كل ذلك؟ إنه الدفاع عن إرادة الأمة ورد العدوان الشديد عليها، أو اغتصاب السلطة الشرعية منها (وحكم الإسلام بالنسبة لمغتصب السلطة الخارج عن الإمام الشرعي، هو دفعه بكل وسائل الدفع هو ومن معه)، ولذلك وضع البنا قاعدتين أساسيتين هما موازنة النتائج، واستكمال قوة العقيدة وقوة الرابطة، وكذلك الالتزام بالضوابط الشرعية كمبدأ عام وأساسي.
اقرأ أيضاً: إجبار مدنيين على التعاون مع الشرطة المصرية..القتل يلاحقهم
الوسائل الثورية وإراقة الدماء
مارس الإمام البنا كل الوسائل الثورية، مثل المظاهرات الحاشدة الضاغطة والاعتصامات، بل ونادى بالعصيان المدني من الشعوب إذا لم تقف حكوماتها بقوة ضد اغتصاب فلسطين.
لكنه رفض بوضوح إراقة الدماء وترويع الشعب، ووصف من فعل ذلك في حينها من استهداف الأرواح، ومخالفة الأحكام الشرعية، بأنهم "ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين" في تلك الأفعال، أي أنه يدعو إلى الثورة الشاملة التي تغيّر كل شيء، لكن وفق إعداد صحيح وبناء قوى يجعلها قادرة على تحقيق أهدافها ومواجهة التحديات ومقاومة الظالمين.
يقول رحمه الله في "رسالة بين الأمس واليوم": "وإن قيل لكم أنتم دعاة ثورة، فقولوا نحن دعاة حق وسلام نعتقده ونعتز به، فإن ثرتم علينا ووقفتم في طريق دعوتنا فقد أذن الله أن ندفع عن أنفسنا وكنتم الثائرين الظالمين".
ويقول أيضاً في "رسالة بين الأمس واليوم": "فقولوا ندعوا إلى الإسلام الذي جاء به محمد، والحكومة جزء منه والحرية فريضة من فرائضه".
اقرأ أيضاً: "إخوان" البيت الأبيض.. هكذا صنع اليمين الأميركي شائعات الاختراق
ممارسة العنف وإراقة الدماء
فرّق الإمام البنا بين القوة وإعدادها، وبين ممارسة العنف وإراقة الدماء التي يحرمها الإسلام، والذي وضع قواعد أساسية للقصاص العادل من المجرمين، وقال عن إعداد القوة إنها لا بد أن تشمل قوة العقيدة وقوة الرابطة قبل قوة الساعد، وإن النضال الدستوري والكفاح السياسي بكل صوره، وتربية الشعب وتوعيته هي الوسائل الفعالة لإسقاط عروش الظالمين، وأوضح مكان القوة في ذلك.
اقرأ أيضاً:
بالوثائق.. هكذا روّج السيسي نظامه في "كي ستريت"
*الكاتب عضو مكتب الإرشاد في جماعة الإخوان
بناء على ما سبق، يمكن القول إن عملية الإصلاح والتغيير تحتاج إلى البناء والهدم في نفس الوقت، فالإصلاح والبناء يحتاجان إلى التدرج، أما هدم الباطل ومواجهة الفساد، فيكونان عند امتلاك القدرة، والتمكن من تحطيمه وعدم مهادنته في جميع الأحوال.
متى يستخدم الإخوان القوة؟
في نفس "رسالة المؤتمر الخامس"، والتي تكلم فيها البنا عن الثورة المدمرة، قال أيضاً: "نعم سيستخدم الإخوان القوة عندما لا يجدي غيرها". لكنه وضع لذلك شروطاً وضوابط منها أنه لن يكون البادئ باستخدامها، وسينذر أولاً، "وآخر الدواء الكي"، كما قال.
ما الهدف من كل ذلك؟ إنه الدفاع عن إرادة الأمة ورد العدوان الشديد عليها، أو اغتصاب السلطة الشرعية منها (وحكم الإسلام بالنسبة لمغتصب السلطة الخارج عن الإمام الشرعي، هو دفعه بكل وسائل الدفع هو ومن معه)، ولذلك وضع البنا قاعدتين أساسيتين هما موازنة النتائج، واستكمال قوة العقيدة وقوة الرابطة، وكذلك الالتزام بالضوابط الشرعية كمبدأ عام وأساسي.
اقرأ أيضاً: إجبار مدنيين على التعاون مع الشرطة المصرية..القتل يلاحقهم
الوسائل الثورية وإراقة الدماء
مارس الإمام البنا كل الوسائل الثورية، مثل المظاهرات الحاشدة الضاغطة والاعتصامات، بل ونادى بالعصيان المدني من الشعوب إذا لم تقف حكوماتها بقوة ضد اغتصاب فلسطين.
لكنه رفض بوضوح إراقة الدماء وترويع الشعب، ووصف من فعل ذلك في حينها من استهداف الأرواح، ومخالفة الأحكام الشرعية، بأنهم "ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين" في تلك الأفعال، أي أنه يدعو إلى الثورة الشاملة التي تغيّر كل شيء، لكن وفق إعداد صحيح وبناء قوى يجعلها قادرة على تحقيق أهدافها ومواجهة التحديات ومقاومة الظالمين.
يقول رحمه الله في "رسالة بين الأمس واليوم": "وإن قيل لكم أنتم دعاة ثورة، فقولوا نحن دعاة حق وسلام نعتقده ونعتز به، فإن ثرتم علينا ووقفتم في طريق دعوتنا فقد أذن الله أن ندفع عن أنفسنا وكنتم الثائرين الظالمين".
ويقول أيضاً في "رسالة بين الأمس واليوم": "فقولوا ندعوا إلى الإسلام الذي جاء به محمد، والحكومة جزء منه والحرية فريضة من فرائضه".
اقرأ أيضاً: "إخوان" البيت الأبيض.. هكذا صنع اليمين الأميركي شائعات الاختراق
ممارسة العنف وإراقة الدماء
فرّق الإمام البنا بين القوة وإعدادها، وبين ممارسة العنف وإراقة الدماء التي يحرمها الإسلام، والذي وضع قواعد أساسية للقصاص العادل من المجرمين، وقال عن إعداد القوة إنها لا بد أن تشمل قوة العقيدة وقوة الرابطة قبل قوة الساعد، وإن النضال الدستوري والكفاح السياسي بكل صوره، وتربية الشعب وتوعيته هي الوسائل الفعالة لإسقاط عروش الظالمين، وأوضح مكان القوة في ذلك.
اقرأ أيضاً:
بالوثائق.. هكذا روّج السيسي نظامه في "كي ستريت"
*الكاتب عضو مكتب الإرشاد في جماعة الإخوان