19 أكتوبر 2024
التنسيق الروسي الإسرائيلي في سورية
تلقت إسرائيل بكثير من الجديّة والتدقيق تصريحات ابن خال بشار الأسد ورجل الأعمال السوري، رامي مخلوف، في عام 2011، إن النظام السوري صان الحدود معها عقوداً متتالية، وإنه مستمر في عمله بتفان وبمحبة عظيمة، وبالتالي عليها دعمه في المحافل الدولية وسواها. بالنسبة لإسرائيل، ما زالت سورية مدعومة من حزب الله ومن إيران، العَدوين اللدودين لها. وبالتالي، لا يمكن الوقوف مع النظام السوري في مواجهة الشعب، كما لا يمكن العكس، فالسوريون وطنيون، وهم بهذا يتشاركون مع كل شعوب الأرض حينما تتهدّد بالاحتلال، أو يكون الاحتلال دولة استعمارية كإسرائيل. وكذلك لا يمكنها أن تقف على الحياد، وهي ترى التغيرات قادمة في سورية، ولو طال الزمن.
ستظل المصالح الإسرائيلية مهددة من عدوّيها المذكوريْن. ولهذا، استغلت إسرائيل الضعف الشديد للنظام، وراحت تُدمر كل ما يمكن أن يستفيد منه حزب الله، مثل شحنات الأسلحة من دولة ولي الفقيه، أو قتل قياداته، وكذلك دمرت كل قوة عسكرية سورية يمكن أن يستفيد منها السوريون حالما يتغير النظام. تتابع إسرائيل عن كثب التحرك الإيراني في سورية، والذي أيضاً لديه استراتيجية للضغط على إسرائيل، وأنّ إيران على حدودها، وهذا بالضبط ما دفع إيران إلى إنشاء مقاومة في سورية، تكون امتداداً لحزب الله، وفي مقدمتها سمير القنطار، فقصفت إسرائيل لقاء في القنيطرة كان يجمعه مع نجل عماد مغنية أولاً، وقتل الأخير وآخرون. ولاحقاً، قتل القنطار في بلدة جرمانا، ويقال إن ضباطاً إيرانيين قتلوا معه كذلك. إذاً إسرائيل تردّ بأنّه من غير المسموح به الوجود الإيراني (على حدودها)، ولا تريد أي وجود لإيران في محيط دمشق نفسها، ولا في درعا. يمكن القول، هنا، إن هناك محاولات متعارضة للدولتين، فإيران تحاول أن تكون موجودة في درعا والقنيطرة والقلمون، بينما إسرائيل حازمة في قصف (وضرب) كل موقع عسكري يُمكّن لإيران وحليفها حزب الله، حالما تنتهي الحرب على الأراضي السورية.
بفشل حزب الله وإيران حسم معركة النظام ضد الشعب السوري، جاء التدخل الروسي، والذي يمتلك رؤية مختلفة نسبياً لكل قضايا المنطقة ولشكل الحكم في سورية. وبالتالي، إذا خرسَ حزب الله وإيران عن الضربات الإسرائيلية المتلاحقة للسلاح في سورية، فإن إسرائيل وروسيا شكلتا غرفة عملياتٍ مشتركة للتدارس بما يخص كل الشأن السوري لتنسيق حركة الطيران في سورية للجانبين، وبالتالي، يأتي مقتل سمير القنطار ليوضح لإيران وحزب الله أن الهيمنة السابقة لهما على سورية انتهت، وأصبح لا بد من إعادة النظر بهذه الهيمنة، بما يتوافق مع إسرائيل. ولكن، وفقاً للتنسيق الروسي الإسرائيلي أولاً.
ربما يمكن الإشارة، هنا، إلى أن مقتل عديدين من قادة الحرس الثوري في سورية في ظروف غامضة، قد يؤشر الى أن التنسيق بين الدولتين أعلاه يشمل تصفيتهم إلى الحد من دور هذا الحرس في سورية.
هذا يعني أن روسيا تتحالف مع إسرائيل، من أجل أية تغييراتٍ قادمة في سورية بشكل أساسي؛
فإسرائيل دولة أساسية في المنطقة، وتحوز على قوة عسكرية كبيرة، ويوجد أكثر من مليون روسي فيها، وهناك مصالح متبادلة للدولتين في كامل المنطقة، ولا يمكن لروسيا أن تتدخل عسكرياً من دون التنسيق معها. يساعد على تقوية هذا التحالف الدور الأميركي الإشكالي في المنطقة، والذي ينطلق من أمرين: الانسحاب نحو الشرق الأقصى ومواجهة الصين وإعطاء دور لدول المنطقة بإدارة شؤونها. وفي هذه اللحظة، كان التدخل الروسي كبيراً في سورية. هنا، يثار رأي يفيد بأن أميركا ورطت روسيا في المستنقع السوري، وهي من جرّها إليه، وستخرج منه مهزومةً لا محالة. وحينها، ستتفهم حجمها الحقيقي دولة إمبريالية هامشية ضمن الإمبرياليات العظمى. ونضيف، ربما هناك مؤامرة تخص ذلك، لكنها ليست الأساس، فلروسيا مصالح في سورية، وفي دول كثيرة محيطة بها، وتبني استراتيجيتها وفقاً لها.
هل ستتمكن الدولتان من إنقاذ النظام وتهميش دور إيران وحزب الله في سورية. هذا الأمر ممكن، لكن ذلك سيطرح قضية العلاقة بين روسيا وإيران المتينة على بساط البحث، وطبعاً لا يمكن أن تتراجع العلاقة الإسرائيلية الأميركية بشكل حاد أو تستبدل بالتنسيق مع روسيا. التنسيق الروسي الإسرائيلي يخص سورية تحديداً، وما عدا ذلك فللدولتين علاقاتهما الخاصة. في هذا الإطار، أعيدت العلاقة بين إسرائيل وتركيا، وهي تحقق مصلحة للطرفين معاً، فهي ستضغط على روسيا لتحقيق مصالح تركيا في سورية، وتضغط من جهة إسرائيل على روسيا، للتخفيف مع الاعتماد على إيران، ولا سيما أن روسيا شكلت حلفاً رباعياً مع إيران والعراق وسورية وحزب الله، وحاولت أن تدخل مصر فيه.
إذاً، تقف إسرائيل، ولا سيما بعد قدوم الروس، إلى جانب النظام وضد الشعب السوري، وعكس ما ذهب معارضون للنظام أنه لا ناقة لإسرائيل ولا جمل في سورية، وهناك من زار إسرائيل لحثها على التدخل ضد النظام (!). وتوضح إسرائيل، بموقفها هذا، أنها ضد الثورة السورية، ولم تكن محايدةً أبداً، لكنها كذلك ضد الهيمنة الإيرانية على سورية، ومع إضعاف النظام السوري، وتدمير سورية، وحزب الله، ومع تأجيل انتصار الثورة السورية وتشويهها بالطائفية والمذهبية والجهادية.
يستهدف التنسيق الروسي الإسرائيلي، أولاً، تدمير الجيش السوري الحر، وإفشال الحل السياسي، بالتذرع بأن وفد المعارضة الذي تشكل في الرياض للتفاوض مع النظام لا يمثل كل المعارضة السورية، وأنّ هناك جماعات إسلامية إرهابية ممثلة فيها، أي جيش الإسلام وحركة أحرار الشام، ويجب أن تخرج من الهيئة العامة للتفاوض. وهذا يعني الاستمرار بالحل العسكري، وتدمير سورية أكثر فأكثر، وفي حال أعيدت الحياة إلى النظام، سيكون ضعيفاً وتابعاً وهامشياً. الاحتمال الآخر تشكيل نظام جديد، سيكون ضعيفاً بسبب التدخل الروسي، ولن يكون في وسعه إضعاف هذا التنسيق، وبالتالي، ربما يتضمن دعم إسرائيل النظام اتفاقية سلام بينه وبينها توقع بنودها لاحقاً. في كل الأحوال، ربما يتضمن ما قاله رامي مخلوف منذ خمس سنوات ذلك.
ستظل المصالح الإسرائيلية مهددة من عدوّيها المذكوريْن. ولهذا، استغلت إسرائيل الضعف الشديد للنظام، وراحت تُدمر كل ما يمكن أن يستفيد منه حزب الله، مثل شحنات الأسلحة من دولة ولي الفقيه، أو قتل قياداته، وكذلك دمرت كل قوة عسكرية سورية يمكن أن يستفيد منها السوريون حالما يتغير النظام. تتابع إسرائيل عن كثب التحرك الإيراني في سورية، والذي أيضاً لديه استراتيجية للضغط على إسرائيل، وأنّ إيران على حدودها، وهذا بالضبط ما دفع إيران إلى إنشاء مقاومة في سورية، تكون امتداداً لحزب الله، وفي مقدمتها سمير القنطار، فقصفت إسرائيل لقاء في القنيطرة كان يجمعه مع نجل عماد مغنية أولاً، وقتل الأخير وآخرون. ولاحقاً، قتل القنطار في بلدة جرمانا، ويقال إن ضباطاً إيرانيين قتلوا معه كذلك. إذاً إسرائيل تردّ بأنّه من غير المسموح به الوجود الإيراني (على حدودها)، ولا تريد أي وجود لإيران في محيط دمشق نفسها، ولا في درعا. يمكن القول، هنا، إن هناك محاولات متعارضة للدولتين، فإيران تحاول أن تكون موجودة في درعا والقنيطرة والقلمون، بينما إسرائيل حازمة في قصف (وضرب) كل موقع عسكري يُمكّن لإيران وحليفها حزب الله، حالما تنتهي الحرب على الأراضي السورية.
بفشل حزب الله وإيران حسم معركة النظام ضد الشعب السوري، جاء التدخل الروسي، والذي يمتلك رؤية مختلفة نسبياً لكل قضايا المنطقة ولشكل الحكم في سورية. وبالتالي، إذا خرسَ حزب الله وإيران عن الضربات الإسرائيلية المتلاحقة للسلاح في سورية، فإن إسرائيل وروسيا شكلتا غرفة عملياتٍ مشتركة للتدارس بما يخص كل الشأن السوري لتنسيق حركة الطيران في سورية للجانبين، وبالتالي، يأتي مقتل سمير القنطار ليوضح لإيران وحزب الله أن الهيمنة السابقة لهما على سورية انتهت، وأصبح لا بد من إعادة النظر بهذه الهيمنة، بما يتوافق مع إسرائيل. ولكن، وفقاً للتنسيق الروسي الإسرائيلي أولاً.
ربما يمكن الإشارة، هنا، إلى أن مقتل عديدين من قادة الحرس الثوري في سورية في ظروف غامضة، قد يؤشر الى أن التنسيق بين الدولتين أعلاه يشمل تصفيتهم إلى الحد من دور هذا الحرس في سورية.
هذا يعني أن روسيا تتحالف مع إسرائيل، من أجل أية تغييراتٍ قادمة في سورية بشكل أساسي؛
هل ستتمكن الدولتان من إنقاذ النظام وتهميش دور إيران وحزب الله في سورية. هذا الأمر ممكن، لكن ذلك سيطرح قضية العلاقة بين روسيا وإيران المتينة على بساط البحث، وطبعاً لا يمكن أن تتراجع العلاقة الإسرائيلية الأميركية بشكل حاد أو تستبدل بالتنسيق مع روسيا. التنسيق الروسي الإسرائيلي يخص سورية تحديداً، وما عدا ذلك فللدولتين علاقاتهما الخاصة. في هذا الإطار، أعيدت العلاقة بين إسرائيل وتركيا، وهي تحقق مصلحة للطرفين معاً، فهي ستضغط على روسيا لتحقيق مصالح تركيا في سورية، وتضغط من جهة إسرائيل على روسيا، للتخفيف مع الاعتماد على إيران، ولا سيما أن روسيا شكلت حلفاً رباعياً مع إيران والعراق وسورية وحزب الله، وحاولت أن تدخل مصر فيه.
إذاً، تقف إسرائيل، ولا سيما بعد قدوم الروس، إلى جانب النظام وضد الشعب السوري، وعكس ما ذهب معارضون للنظام أنه لا ناقة لإسرائيل ولا جمل في سورية، وهناك من زار إسرائيل لحثها على التدخل ضد النظام (!). وتوضح إسرائيل، بموقفها هذا، أنها ضد الثورة السورية، ولم تكن محايدةً أبداً، لكنها كذلك ضد الهيمنة الإيرانية على سورية، ومع إضعاف النظام السوري، وتدمير سورية، وحزب الله، ومع تأجيل انتصار الثورة السورية وتشويهها بالطائفية والمذهبية والجهادية.
يستهدف التنسيق الروسي الإسرائيلي، أولاً، تدمير الجيش السوري الحر، وإفشال الحل السياسي، بالتذرع بأن وفد المعارضة الذي تشكل في الرياض للتفاوض مع النظام لا يمثل كل المعارضة السورية، وأنّ هناك جماعات إسلامية إرهابية ممثلة فيها، أي جيش الإسلام وحركة أحرار الشام، ويجب أن تخرج من الهيئة العامة للتفاوض. وهذا يعني الاستمرار بالحل العسكري، وتدمير سورية أكثر فأكثر، وفي حال أعيدت الحياة إلى النظام، سيكون ضعيفاً وتابعاً وهامشياً. الاحتمال الآخر تشكيل نظام جديد، سيكون ضعيفاً بسبب التدخل الروسي، ولن يكون في وسعه إضعاف هذا التنسيق، وبالتالي، ربما يتضمن دعم إسرائيل النظام اتفاقية سلام بينه وبينها توقع بنودها لاحقاً. في كل الأحوال، ربما يتضمن ما قاله رامي مخلوف منذ خمس سنوات ذلك.