ويعمل المشروع حسب القائمين عليه، على محورين رئيسين، هما توفير البنية التحتية ومد الخدمات الأساسية لـ 180 "عنّة" نموذجية في سيلين، وذلك مرحلة تجريبية، في حين يتعلق المحور الثاني بتطوير التجربة الصحراوية والشاطئية بشكل عام، للمواطنين والمقيمين وزوار قطر على حد سواء.
كما يعمل المشروع على تطوير تجربة التخييم بشكل عام، من خلال تطبيق اشتراطات الأمن والسلامة، والحد من الحوادث، وتنظيم الخدمات التجارية بما يضمن حقوق المستهلك، وتسهيل الوصول إلى مناطق التخييم، وتوفير الخصوصية للعائلات والسيدات، وإتاحة الفرصة لممارسة الأنشطة الرياضية المختلفة بشكل آمن ومنظم، بالإضافة إلى توفير تجربة ترفيهية وثقافية متكاملة للزوار والمخيمين في منطقة سيلين.
وقال المتحدث الرسمي باسم المشروع بالمجلس الوطني للسياحة، عمر الجابر، إن المشروع يمتد على مساحة واسعة، كمرحلة أولى من مراحل تطوير منطقة جنوب قطر التي تستمر على مدار خمسة أعوام.
بدورها، قالت مديرة المهرجانات والفعاليات السياحية في المجلس الوطني للسياحة، مشاعل شهبيك، يقدم المشروع أكثر من 140 فرصة استثمارية لرواد الأعمال وأصحاب المشروعات، وتم تجهيزه وإمداده بالمرافق الأساسية، وذلك في إطار دعم المجلس الوطني للسياحة لرواد الأعمال والقطاع الخاص المحلي.
ويبدأ المشروع بمنطقة السيف في شاطئ سيلين، والذي يمتد بطول كيلومتر واحد، ويمكنه استيعاب 15 ألف شخص بعد التطويرات والتوسعات التي أدخلها مشروع "العنَة".
وزودت منطقة الشاطئ بمجموعة من المرافق الأساسية مثل دورات المياه، وأماكن الاستحمام، وشاشة عرض عملاقة لتعرض أهم الفعاليات عليها، والمقصورات العائلية التي توفر الخصوصية للنساء والعائلات، ووجود منطقة لألعاب الأطفال.
كما يمكن لرواد منطقة السيف الاختيار بين 30 مطعماً، صممت بشكل وبألوان تتناغم مع لون الخشب المميز لتجهيزات الشاطئ، مما اضفى جمالاً وحيوية على المكان.
أما منطقة السوق فتحتضن 26 مشروعاً تجارياً تلبي احتياجات التخييم في مختلف التخصصات، من الحطب والفحم، ومتاجر للخدمات ولأدوات التخييم، وصالون حلاقة، ومغسلة وغيرها من المشروعات التي تعزز مستوى الخدمات المتوفرة في منطقة سيلين.
وصممت منطقة "بطابط" (دراجات نارية بثلاث عجلات مخصصة للسير في المناطق الرملية والصحراوية)على مساحة 300 ألف متر مربع، لتوفر تجربة متكاملة وآمنة لهواة وعشاق رياضات الدراجات النارية ولجمهور منطقة سيلين بشكل عام، وجهزت المنطقة بثماني حلبات مختلفة في درجات الصعوبة، تستوعب حتى 270 دراجة نارية في نفس الوقت.
كما يتوافر 32 مطعماً ومقهى موزعة شمال ويمين منطقة المضامير، وصممت تلك المطاعم بشكل يتناسب مع طبيعة المنطقة، مع وجود مقاعد وموائد الجمهور التي صممت بشكل مستوحى من الدراجات النارية وبألوان تناسب الأجواء الحماسية في المنطقة.
أما منطقة المشب، فتحتضن جميع الفعاليات الثقافية والتراثية التي سينظمها مشروع العنّة خلال عطلات نهاية الأسبوع على مدار موسم التخييم.
واستوحي تصميم المشب من التراث القطري الأصيل، وجهزت المنطقة بعشرة بيوت شعر (خيام تراثية) يمكن للجمهور استئجارها والاستمتاع بمعايشة تجربة تخييم أصيلة، وبخدمات على أعلى مستوى خلال الساعات التي يقضيها في المنطقة، ويمكن للعائلات الاستمتاع بزيارة حديقة الحيوانات الأليفة، وسوق المزارعين.
ويندرج تحت المشروع 180 عنّة نموذجية، جهزت بمجموعة من خدمات البنية التحتية، بما في ذلك توفير خزان للمياه لكل عنّة وألف غالون مياه أسبوعياً. وحاويات لفصل المخلفات من المنبع، وجمع وإعادة تدوير المخلفات الصلبة، بالإضافة إلى تسوير العنن وإضاءتها بالطاقة الشمسية، وتعتبر الخدمات التي قدمها المشروع هذا العام، مرحلة تجريبية سيجري تطويرها وتحسينها خلال الموسم المقبل والمواسم القادمة.
وأكد مخيمون لـ"العربي الجديد"على ضرورة تطوير المنطقة البحرية والصحراوية أيضاً، واعتبر الشاب القطري حمد الكعبي موسم التخييم فرصة لاجتماع الأصدقاء والأقارب، بعيداً عن ضجيج المدن وضغوط العمل، كما أنه فرصة لممارسة الهوايات والألعاب في الهواء الطلق، فالأماكن المفتوحة والمساحات الشاسعة لها فوائد عديدة على الصحة النفسية والجسدية.
وأوضح الكعبي أن مشروع "العنة" هو المطلوب ولو أنه جاء متاخراً، لأن التخييم يحتاج إلى العيش بأسلوب الماضي، الرجوع إلى بيت الشعر والبساطة في الحياة بعيداً عن الرفاهية، موضحا أنه يزور المخيم يومياً وفي الإجازة الأسبوعية يبيت حتى موعد العمل.
أما علي العوضي، فيرى أن التخييم مدرسة تعرّف الأطفال على حياة الأجداد، كما تعلمهم كيفية التعامل مع الطبيعة والبيئة بشكل عام، وكذلك تعلمهم كيفية مواجهة الصعاب، في ظل الاعتماد على التكنولوجيا في معظم أمور الحياة.
ويشيد العوضي بمشروع "العنة" متمنياً أن يمتد إلى المناطق الأخرى في فويرط ودخان وغيرها.
يشار إلى أن الاستراتيجية الوطنية لقطاع السياحة، تستهدف تنويع المنتجات السياحية القطرية وتعزيز مساهمة القطاع السياحي في الاقتصاد الوطني بحلول 2030.
ومنذ إطلاق المرحلة الأولى من الاستراتيجية، استقبلت قطر أكثر من عشرة ملايين زائر، وتعزز دور السياحة في الاقتصاد الوطني باعتبارها أحد روافده الداعمة، إذ ارتفعت المساهمة الكلية للسياحة (المباشرة وغير المباشرة) في إجمالي الناتج المحلي القطري إلى 6.7%.