البنوك العالمية تطالب الموظفين بالعمل من المنزل لتفادي خطر كورونا

08 مارس 2020
زحام الذروة في بيكاديللي قرب حي المال اللندني (Getty)
+ الخط -
حثت البنوك العالمية والشركات الاستثمارية في أوروبا وأميركا موظفيها على العمل من المنزل والحد من السفر، إذ يتأهب القطاع المالي لمواجهة تداعيات الانتشار السريع لفيروس كورونا.

وتخشى البنوك من أن يؤدي الزحام في المواصلات إلى إصابة موظفيها بالفيروس وتعطل عملياتها المصرفية.

وبالنسبة للكثير من الشركات، ستكون تلك أول تجربة للعمل من المنزل على نطاق واسع، لكن مع بدء تكيف العديد من المكاتب الآسيوية لهذه المؤسسات مع ممارسات عمل مماثلة في سياق مساعيها لوقف انتشار الفيروس، فهناك مؤشرات على أن القطاع الأوروبي سيتكيف مع ذلك بدوره.

وقالت متحدثة باسم البنك المركزي الأوروبي، اليوم الأحد إن البنك طلب من موظفيه الذين يتجاوز عددهم 3500 العمل من منازلهم غدا الاثنين لاختبار قدرته على التعامل مع حالة إغلاق في ضوء المخاوف المتعلقة بتفشي فيروس كورونا.

وألغى البنك المركزي غالبية أنشطته العامة المقررة خلال الشهر المقبل، لكنه قال إن اجتماع مجلس محافظيه لتحديد أسعار الفائدة سيعقد في موعده يوم الخميس المقبل.

وقالت المتحدثة "لدى البنك المركزي الأوروبي التجهيزات اللازمة للعمل عن بعد على نطاق واسع، وسيكون يوم الاثنين التاسع من مارس/ آذار اختبارا احترازيا للبنية التحتية ولموظفي البنك إذا صار هذا الاستخدام واسع النطاق لهذه التجهيزات ضروريا في مرحلة ما".

ومن المتوقع أن يكشف البنك المركزي يوم الخميس عن مزيد من الحوافز لمساعدة الاقتصاد على مواجهة عواقب تفشي فيروس كورونا بعد أن أدى فرض قيود على السفر وهبوط أسواق الأسهم والانهيارات الواضحة بالفعل في سلاسل القيمة إلى إضعاف الثقة.

وشجّعت شركة "تويتر" 5 آلاف من موظفيها حول العالم على العمل من المنزل، كما طلبت شركة أمازون من موظفيها في مكتبها الرئيسي، عدم الحضور للعمل.

وفي إيطاليا التي سجلت أكبر عدد من حالات الإصابة بالفيروس في أوروبا حتى الآن، سمح بنك "أوني كريديت"، أكبر بنوك البلد، للكثير من العاملين بالعمل من المنزل.

وقال شخص مطلع لرويترز، إن ما يقل عن ثلث موظفي البنك في مقره الرئيسي بميلانو يذهبون إلى العمل في الوقت الراهن.

كما انضم بنكا "كريدي سويس" و"يو.بي.إس" السويسريان، لبنوك عالمية أخرى في فرض قيود على حركة سفر موظفيها إلى الخارج للحد من انتشار الفيروس.

وفي باريس، أعلن بنكا ناتيكسس وسوسيتيه جنرال الفرنسيان وكذلك مصرف "بي.بي.في.إيه" الإسباني منع موظفيها من السفر إلى مناطق عالية الخطورة وتقليص السفر إلى باقي الأنحاء.
وقالت متحدثة باسم البنك المركزي الأوروبي، إن البنك يراقب التطورات وعلى اتصال وثيق بالبنوك التجارية في دول منطقة اليورو التي يشرف عليها في ما يتعلق بخططها لاستمرار العمل. في الوقت نفسه، قالت السلطات التنظيمية المالية في ألمانيا وبريطانيا إنها تواصل متابعة استعدادات البنوك وغيرها من المؤسسات للتعامل مع الموقف.

ووفقاً لتوقعات حكومية، فقد يتغيب ما يصل إلى 20 في المائة من القوة العاملة في بريطانيا عن العمل خلال ذروة تفشي الوباء.

وقال بنك ناتيكسس إن العاملين في منصته للتداول في هونغ كونغ مجهزون بالفعل للعمل من المنزل، وأضاف أنه سيطبق الإجراءات نفسها على موظفيه في فرنسا قريباً. وتطبق شركات أصغر نطاقاً إجراءاتها الخاصة للتعامل مع الوضع.

وقال جيمس ووكر الشريك والمدير لشركة "سوليز كابيتال مانجمنت" لصناديق التحوط الإلكترونية ومقرها لندن: "طلبنا من الموظفين الانتقال في غير أوقات الذروة أو ركوب سيارة أجرة أو دراجة. خطوتنا المقبلة ستكون عمل الجميع من المنزل إذا انتشر الفيروس بشكل ملموس".

ولم يتضح بعد إن كانت هذه الإجراءات المؤقتة ستؤدي إلى تغيير أطول أجلاً في عادات العمل في قطاع معروف بساعات العمل الطويلة في المكتب، لكن البعض كان أكثر تشاؤماً.
وقال أحد المتعاملين في السندات في بنك إيطالي: "في أسوأ الظروف، مثل فرض حظر على النقل العام أو اتخاذ السلطات قرارا بإغلاق جميع المكاتب فسوف نواجه صعوبات حقيقية في العمل".

وما يهم القطاع المالي في أوروبا في الوقت الراهن هو السيطرة على انتشار الفيروس عبر التقليل بقدر الإمكان من الزحام في المواصلات العامة الذي يقود إلى تفشي الفيروس.

وفي منطقة الخليج، بدأ ثُلث مديري الشركات في دول مجلس التعاون التخطيط لتوجيه نصف الموظفين للعمل من المنزل، بحسب استبيان أجرته إحدى شركات التوظيف في المنطقة.
المساهمون