حلّ موسم المفرقعات غير القانونية في الجزائر، في ذكرى المولد النبوي الشريف. طاولات امتدت في الأسواق، وعليها أنواع مختلفة من الألعاب النارية والصوتية. أما أسماء المفرقعات، فهي غريبة فعلاً.
هذا العام، اختار أحد تجار المفرقعات أن يطلق اسم "البغدادي" على أحد أنواع المفرقعات التي تحدث دويّاً يشبه صوت القنبلة، بسعر يصل إلى ألفي دينار. والعام الماضي اشتهرت مفرقعات باسم "القذافي"، و"بشار". وقبل عام "نانسي عجرم" و"هيفاء وهبي".
إذ لا يمكن لأحد في الجزائر أن ينسى اقتراب ذكرى المولد النبوي. فالمفرقعات والألعاب النارية المعروضة على الطاولات عبر الأحياء الشعبية كافة، كفيلة بتذكير كل الناسٍ بالموعد. ولدى الجزائريين عادات خصوصاً في الاحتفال بالمولد النبوي تختلف عن شعوب المشرق. إذ وبالإضافة الى الزينة وتحضير الأطباق التقليدية على مائدة العشاء، تنتشر في هذا اليوم الألعاب النارية والمفرقعات المختلفة الألوان والأحجام والقوة التفجيرية.
أما القانون فيمنع استيراد المفرقعات أو الاتجار بها، نظراً الى خطورتها خصوصاً الأطفال. حيث تسجل مصالح الاستعجالات الطبية سنويّاً عشرات الإصابات المتفاوتة الخطورة، أغلبها إصابات تتمثل في الحروق أو تمزق الجفن أو دخول أجسام غريبة في العين، أو حالات بتر للأصابع.
ويقول المطلعون على خبايا هذا النوع من التجارة لـ "العربي الجديد"، إن مَن يقف وراء استيراد المفرقعات النارية، والاتجار بها، هم "بارونات" ذوو نفوذ قوي، يلقون تسهيلات وتواطؤاً من أعوان الجمارك على مستوى الموانئ. وهو ما تؤكده عملية توقيف سبعة أشخاص بينهم ثلاثة موظفين من مديرية الجمارك في عام 2013، في جريمة تهريب كميات معتبرة من المفرقعات النارية الى البلاد، عن طريق التزوير، في ميناء سكيكدة شرق الجزائر.
ويقول الناطق الرسمي باسم الاتحاد العام لاتحاد التجار والحرفيين الجزائريين، طاهر بولنوار، في حديث مع "العربي الجديد"، إن الاحصائيات تشير الى أن قيمة المفرقعات التي تدخل السوق الجزائرية سنويّاً، تقدر بما يقارب الـ 20 مليار دينار (223 مليون دولار تقريباً). ويضيف بولنوار أن السبب في مغامرة مستورديها بتهريبها الى البلاد على الرغم من منعها، يعود الى هامش الربح الكبير الذي يستفيدونه، حيث يصل أحياناً الى 400% أو 500 %. ويضيف بولنوار أن صافي الربح الذي يحصل عليه المستوردون وحدهم دون الموزعين، من تجارة هذه المفرقعات يصل الى خمسة مليارات دينار، حيث يستعملون في ذلك سجلات تجارية وهمية لتفادي القاء القبض عليهم في حال احتجاز سلعتهم.
ويرجع طاهر بولنوار سبب دخول هذه السلع الى البلاد، الى ضعف الرقابة على مستوى الموانئ والتواطؤ، بالإضافة الى وجود الاسواق الفوضوية التي تشجع، أيضاً، المستوردين على إدخال كميات كبيرة من المفرقعات نظراً لتوافر ضمانات بيعها.
وللتعرف عن كثب على هذا النوع من التجارة الموسمية، تنقلت "العربي الجديد" بين عدد من الأسواق الفوضوية المنتشرة في كل من ساحة الشهداء وحي بلوزداد في العاصمة.
سمير، شاب عمره 18 عاماً، منهمك في ترتيب طاولته المليئة بمختلف أنواع المفرقعات والألعاب النارية وكذا الشموع والبخور. عند سؤاله عن مصدر هذه السلعة يرفض الإجابة. ثم يقول: "إنهم يمنعوننا من بيعها وفي المقابل يسمحون بدخولها من الميناء".
في حي بلوزداد الشعبي، يتحدث عبد الرحمن، وهو أحد باعة المفرقعات الى "العربي الجديد" بكل صراحة. ويقول إنه يبيع هذه السلعة مضطراً، ولو كان له عمل ما كان ليقدم على هذه التجارة الموسمية التي لا يربح منها الا الشيء القليل. ويضيف عبد الرحمن أن هذه المفرقعات خطيرة جدّاً خصوصاً أن من بينها ما هي شديدة الانفجار وهي " الفولكون" أي البركان، أو البصلة. ويؤكد أن بعض الشباب يستعملها كسلاح في مشاجراتهم عندما تندلع مشادات في بعض الأحياء.
ويشير عبد الرحمن الى أن من يقف وراء إدخال هذه المواد الممنوعة الى البلاد، هي مافيا مدعومة، حيث أن مخازن هذه المفرقعات موجودة في وسط العاصمة، ولا تتعرض للإغلاق. ويقول إنه يعرف أفراداً من هذه المافيا، بحكم ممارسته هذه التجارة منذ سنوات. ويشرح أن بعض أعوان الجمارك وإطفاء جهاز السكانير عند عبور حاويات المفرقعات، أو يدخلونها فجراً عند غياب المراقبة، أو عبر الحدود الغربية والشرقية للبلاد.
هذا العام، اختار أحد تجار المفرقعات أن يطلق اسم "البغدادي" على أحد أنواع المفرقعات التي تحدث دويّاً يشبه صوت القنبلة، بسعر يصل إلى ألفي دينار. والعام الماضي اشتهرت مفرقعات باسم "القذافي"، و"بشار". وقبل عام "نانسي عجرم" و"هيفاء وهبي".
إذ لا يمكن لأحد في الجزائر أن ينسى اقتراب ذكرى المولد النبوي. فالمفرقعات والألعاب النارية المعروضة على الطاولات عبر الأحياء الشعبية كافة، كفيلة بتذكير كل الناسٍ بالموعد. ولدى الجزائريين عادات خصوصاً في الاحتفال بالمولد النبوي تختلف عن شعوب المشرق. إذ وبالإضافة الى الزينة وتحضير الأطباق التقليدية على مائدة العشاء، تنتشر في هذا اليوم الألعاب النارية والمفرقعات المختلفة الألوان والأحجام والقوة التفجيرية.
أما القانون فيمنع استيراد المفرقعات أو الاتجار بها، نظراً الى خطورتها خصوصاً الأطفال. حيث تسجل مصالح الاستعجالات الطبية سنويّاً عشرات الإصابات المتفاوتة الخطورة، أغلبها إصابات تتمثل في الحروق أو تمزق الجفن أو دخول أجسام غريبة في العين، أو حالات بتر للأصابع.
ويقول المطلعون على خبايا هذا النوع من التجارة لـ "العربي الجديد"، إن مَن يقف وراء استيراد المفرقعات النارية، والاتجار بها، هم "بارونات" ذوو نفوذ قوي، يلقون تسهيلات وتواطؤاً من أعوان الجمارك على مستوى الموانئ. وهو ما تؤكده عملية توقيف سبعة أشخاص بينهم ثلاثة موظفين من مديرية الجمارك في عام 2013، في جريمة تهريب كميات معتبرة من المفرقعات النارية الى البلاد، عن طريق التزوير، في ميناء سكيكدة شرق الجزائر.
ويقول الناطق الرسمي باسم الاتحاد العام لاتحاد التجار والحرفيين الجزائريين، طاهر بولنوار، في حديث مع "العربي الجديد"، إن الاحصائيات تشير الى أن قيمة المفرقعات التي تدخل السوق الجزائرية سنويّاً، تقدر بما يقارب الـ 20 مليار دينار (223 مليون دولار تقريباً). ويضيف بولنوار أن السبب في مغامرة مستورديها بتهريبها الى البلاد على الرغم من منعها، يعود الى هامش الربح الكبير الذي يستفيدونه، حيث يصل أحياناً الى 400% أو 500 %. ويضيف بولنوار أن صافي الربح الذي يحصل عليه المستوردون وحدهم دون الموزعين، من تجارة هذه المفرقعات يصل الى خمسة مليارات دينار، حيث يستعملون في ذلك سجلات تجارية وهمية لتفادي القاء القبض عليهم في حال احتجاز سلعتهم.
ويرجع طاهر بولنوار سبب دخول هذه السلع الى البلاد، الى ضعف الرقابة على مستوى الموانئ والتواطؤ، بالإضافة الى وجود الاسواق الفوضوية التي تشجع، أيضاً، المستوردين على إدخال كميات كبيرة من المفرقعات نظراً لتوافر ضمانات بيعها.
وللتعرف عن كثب على هذا النوع من التجارة الموسمية، تنقلت "العربي الجديد" بين عدد من الأسواق الفوضوية المنتشرة في كل من ساحة الشهداء وحي بلوزداد في العاصمة.
سمير، شاب عمره 18 عاماً، منهمك في ترتيب طاولته المليئة بمختلف أنواع المفرقعات والألعاب النارية وكذا الشموع والبخور. عند سؤاله عن مصدر هذه السلعة يرفض الإجابة. ثم يقول: "إنهم يمنعوننا من بيعها وفي المقابل يسمحون بدخولها من الميناء".
في حي بلوزداد الشعبي، يتحدث عبد الرحمن، وهو أحد باعة المفرقعات الى "العربي الجديد" بكل صراحة. ويقول إنه يبيع هذه السلعة مضطراً، ولو كان له عمل ما كان ليقدم على هذه التجارة الموسمية التي لا يربح منها الا الشيء القليل. ويضيف عبد الرحمن أن هذه المفرقعات خطيرة جدّاً خصوصاً أن من بينها ما هي شديدة الانفجار وهي " الفولكون" أي البركان، أو البصلة. ويؤكد أن بعض الشباب يستعملها كسلاح في مشاجراتهم عندما تندلع مشادات في بعض الأحياء.
ويشير عبد الرحمن الى أن من يقف وراء إدخال هذه المواد الممنوعة الى البلاد، هي مافيا مدعومة، حيث أن مخازن هذه المفرقعات موجودة في وسط العاصمة، ولا تتعرض للإغلاق. ويقول إنه يعرف أفراداً من هذه المافيا، بحكم ممارسته هذه التجارة منذ سنوات. ويشرح أن بعض أعوان الجمارك وإطفاء جهاز السكانير عند عبور حاويات المفرقعات، أو يدخلونها فجراً عند غياب المراقبة، أو عبر الحدود الغربية والشرقية للبلاد.