الطفل الفلسطيني جاسر الحمامي... البائع الذي أطرب بصوته الناس

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
20 اغسطس 2017
CC46EBF0-451D-4151-A65C-3996BA125DF1
+ الخط -
تجمهر عدد من المواطنين حول الطفل الفلسطيني جاسر الحمامي، الذي جلس على عربة متنقلة في أحد الشوارع الرئيسية في مدينة غزة، ممسكاً بمكبر الصوت الخاص بالمناداة على بيع الفواكه، ليكسر قاعدة النداء المعتادة، ويغني بصوت شجي، تحمل أوتاره كل تناقضات الكون. 

جمال صوت الطفل الفنان، وبراءة ملامحه، وحضوره اللافت، سَحَر الحضور والمارة، وأصحاب السيارات التي صفّق أصحابها له بحرارة، ما دفعه إلى الغناء مجدداً، ليبدو غناؤه أكثر حلاوة من الفواكه التي رافق عَمّه لبيعها في طرقات غزة.
وارتبط صوت مكبرات الصوت وعربات بيع الخضار والفواكه في قطاع غزة بصعوبة الأوضاع، لكن جاسر قرر كسر تلك القاعدة، والتغريد عبر ذات المكبرات بأغانٍ يكشف فيها عن موهبته، فتنقل صوته بين "سجان أبوك يا سجن"، وبين "مبلاش اللون ده معانا"، و"والله يا حروف الوطن".

ويقطن الفنان الطفل جاسر الحمامي (10 سنوات) في حي الصبرة شرقي مدينة غزة، ويرتاد مدرسة فاطمة النجار، ويقول إنه يهوى المشاركة والغناء في الاحتفالات العائلية والمهرجانات، وإنه يحظى بالكثير من الدعم والتأييد من أهله وجيرانه وأصدقائه.
ويوضح، في حديث مع "العربي الجديد"، أن أهله فوجئوا بصوته بعد أن غنى أغنية في أحد الاحتفالات، ما دفعهم إلى تشجيعه وتقديمه للغناء في أي مناسبة، مضيفاً: "في كل مرة أحصل على المزيد من التشجيع، ما يدفعني إلى الغناء من دون تردد في أي مكان".

أما فيما يتعلق بغنائه عبر مكبر الصوت الخاص ببيع الفواكه، فيقول: "عندما استخدمته في الغناء أول مرة شاهدت إعجاب الناس بصوتي، ورأيت الرضى في عيونهم، ما دفعني إلى تكرار التجربة في أكثر من مكان، وبأكثر من أغنية (..) كانت سعادتي تكبر في كل مرة".
ويشير إلى أن غياب اهتمام المؤسسات بالمواهب زاد من توجهه نحو الشارع، والغناء المباشر للناس، على أمل أن يتمكن من السفر برفقة عائلته والمشاركة في المسابقات الفنية في الخارج، مضيفاً: "أتمنى أن أصبح فناناً مشهوراً، وسأعمل على تحقيق ذلك".

ويشير إلى أنه يتخطى صعوبة الأوضاع الاقتصادية والحياتية في غزة عبر الغناء، مضيفاً: "أجد أنه متنفسي الوحيد، وهوايتي المفضلة"، متمنياً فتح المعابر، كي تتمكن المواهب من إثبات ذاتها، خاصة مع انحصار الفرص في القطاع المحاصر.

ويقول أحمد الحمامي، والد الطفل جاسر، إنه شجع طفله من البداية على تنمية موهبته، عبر المشاركة في الاحتفالات، آملاً أن يتم احتضان موهبة طفله عبر مؤسسة مختصة ترعى المواهب، وتساعد على صقلها، مضيفاً: "جاسر يعشق الغناء أكثر من أي شيء".
وتقول مديرة مؤسسة "السنونو للثقافة والفنون"، عرب محمد، إن الطفل جاسر يتمتع بموهبة تحتاج إلى تطوير، موضحة أنه وبعد اكتشافه عن طريق فيديو تم نشره على الإنترنت، تم عرضه على أساتذة مختصين لتحديد نقاط القوة والضعف، والعمل على تطويرها.

وتؤكد، لـ "العربي الجديد"، أن اللجنة قررت تبنّي الطفل بعد نجاحه في اختبار الأداء الإيقاعي والغنائي، وحددت مواعيد رسمية لتدريب الطفل ضمن فريق كورال السنونو المكون من الأطفال الموهوبين، مبينة أنه سيتلقى تدريبات على العزف والغناء.

وتوضح أن المؤسسة تسعى من خلال احتضان الإبداعات على مدار العام إلى خلق جيل جديد قادر على إحداث تغييرات إيجابية في المجتمع، إلى جانب حمل قضيته في كل المحافل، "ولفت أنظار العالم إلى فلسطين وشعبها الذي يستحق الحياة".

ذات صلة

الصورة
دخان ودمار في تل الهوى في مدينة غزة جراء العدوان الإسرائيلي، 10 يوليو 2024 (الأناضول)

سياسة

تراجعت قوات الاحتلال الإسرائيلي من منطقتي الصناعة والجامعات، غربي مدينة غزة، اليوم الجمعة، بعد خمسة أيام من عمليتها العسكرية المكثفة في المنطقة.
الصورة
انتشال جثث ضحايا من مبنى منهار بغزة، مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

قدّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وجود أكثر من 10 آلاف فلسطيني في عداد المفقودين تحت الأنقاض في قطاع غزة ولا سبيل للعثور عليهم بفعل تعذر انتشالهم..
الصورة
قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم جنين في الضفة الغربية، 22 مايو 2024(عصام ريماوي/الأناضول)

سياسة

أطلق مستوطنون إسرائيليون الرصاص الحي باتجاه منازل الفلسطينيين وهاجموا خيامهم في بلدة دورا وقرية بيرين في الخليل، جنوبي الضفة الغربية.
الصورة
مكب نفايات النصيرات، في 21 مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

يشكّل مكبّ نفايات النصيرات في قطاع غزة قنبلة بيئية وصحية تُهدّد بإزهاق الأرواح وانتشار العديد من الأمراض والأوبئة، وسط أوضاع إنسانية مأساوية..
المساهمون