الانتخابات البلدية في بيروت: "المستقبل" يلجأ لـ"رفيق الحريري"

07 مايو 2016
تستمر الحملات السياسية والإعلامية في لبنان (فرانس برس)
+ الخط -
قبل ساعات من انطلاق الانتخابات البلدية في محافظتي بيروت والبقاع (شرقي لبنان)، تستمرّ الحملات السياسية والإعلامية للأطراف السياسية ومرشّحيها في اجتياح المشهد اللبناني، إذ لجأ تيار المستقبل لاستغلال اسم رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، والذي تم اغتياله عام 2005، فيما تواصل حملة "بيروت مدينتي" استمداد قوتها من المجتمع المدني.


وفي العاصمة، استكمل مرشّحو "لائحة البيارتة" المدعومة من كل القوى السياسية جولاتهم الانتخابية في أحياء العاصمة وخارجها، وبدا لافتاً الشعار الذي أطلقه الأمين العام لتيار المستقبل، أحمد الحريري، بأنّ المعركة البلدية في بيروت "معركة وجود".

وكما درجت عليه العادة لدى المستقبل في المناسبات الانتخابية، استعاد مسؤولو التيار اسم مؤسس تيار المستقبل، رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، والذي اغتيل في بيروت يوم 14 فبراير/ شباط 2005، للترويج الانتخابي حيث توجّه أحمد الحريري بالقول للناخبين إنّ "ثمة رابطاً قوياً يجمعنا وهو الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهذا الرابط أقوى من كل شيء، ولا يقدّر بثمن".

ورغم كون اسم رفيق الحريري يدلّ على مشروع سياسي واضح، فإن ذلك لم يمنع المستقبل من التحالف مع قوى متّهمة باغتيال الحريري؛ أي "حزب الله" الذي تتّهم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أفراداً منه بإعداد وتنفيذ اغتياله. وهو ما أكّده وزير السياحة، ميشال فرعون، المقرّب من المستقبل وفريق 14 آذار، إذ أشار إلى أنّ "حزب الله ممثلاً بلائحة البيارتة ولو بطريقة غير مباشرة وحتى لا يكون هناك إحراج قرروا أن يتم تمثيلهم عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري".

كما دعا رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، أنصار حزبه إلى التصويت للائحة نفسها "لأن فيها من الكفاءات والتقنيين ومن الدعم من الأحزاب ما يؤمّن لها شروطاً وظروفاً وافرة لتنجح بعملها"، في حين أكد النائب عن حزب "الكتائب" نديم الجميل أنّ "لائحة البيارتة" تشكل "نوعاً من توافق كامل سياسي وغير سياسي على موضوع بلدية بيروت"، متمنياً أن "يكون هناك انتخاب مباشر للائحة البيارتة لأنه من الضروري أن يتم المحافظة على المناصفة". 

كما أنّ تكتل التغيير والإصلاح، النائب ميشال عون، ممثل أيضاً في اللائحة نفسها، ليكتمل بذلك مشهد تجميع فسيفساء السلطة السياسية في "لائحة البيارتة"، وهو ما يشير إلى أريحية سياسية وانتخابية تعيشه هذه اللائحة والقيّمون عليها.

في المقابل، تواصل حملة "بيروت مدينتي" التي تضمّ مستقلين وناشطين ووجوهاً في صفوف اليسار وقوى 14 آذار، استمداد قوّتها من المجتمع المدني الذي ساهم في "حراك بيروت" الصيف الماضي في ملفات متعدّدة أبزرها أزمة النفايات التي اجتاحت لبنان لأكثر من أربعة أشهر.

وفي هذا الإطار، يقول المرشح عن لائحة "بيروت مدينتي"، يورغي تيروز، لـ"العربي الجديد" إنّ "الأجواء مناسبة جداً ليعبّر الناخبون البيروتيون عن نيّتهم إحداث تغيير ما من خلال برنامج انتخابي واضح تشارك فيه شريحة شبابية متنوعة على كل الأصعدة". ويضيف تيروز أنّ "معنوياتنا مرتفعة جداً ونأمل النجاح في ترجمة الآمال المعلّقة علينا، خصوصاً أن الأرقام التي بحوزتنا تشير إلى أنّ ثمة إقبالاً كبيراً على الانتخابات يوم غد".

ولدى سؤاله عن انتشار معلومات بوجود دعم مالي انتخابي من جهة "لائحة البيارتة" لا يتردّد تيروز في الإشارة إلى أنّ "هذا الأسلوب متّبع دائماً من قبل القوى السياسية"، متمنياً على الناخبين الاعتماد على البرامج الانتخابية أولاً لتحديد خياراتهم الانتخابية.

ويبقى في المعركة الانتخابية أيضاً لائحتان غير مكتملتان، لائحة "تيار الواقع" ذات الوجهة السنية واللائحة المدعومة من حركة "مواطنون ومواطنات في دولة" التي يقودها الوزير السابق شربل نحاس.