الانتخابات الإسرائيلية: منافسة شديدة داخل المعسكرات وليس بينها

09 فبراير 2015
تراشق للاتهامات بين أقطاب كل معسكر (فرانس برس)
+ الخط -

اعتبرت صحيفة "هآرتس"، الإسرائيلية أن مجمل نتائج الاستطلاعات والمد والجزر في قوة الأحزاب المختلفة يشير بالأساس إلى تبلور المعسكرين الأساسيين في إسرائيل، يمين ويسار، مع اشتداد حدة التنافس داخل كل منهما وليس بينهما، بينما يتواصل تضارب النتائج في الاستطلاعات حول حجم وقوة مختلف الأحزاب، مثل تراجع حزب "الليكود" حسب استطلاع "القناة العاشرة" من 27 مقعداً إلى 23 مقعداً فقط وتساوي قوته مع تحالف "المعسكر الصهيوني".

يأتي ذلك بعد أن كان محلل الصحيفة للشؤون الحزبية، يوسي فيرتر، قد لاحظ، الجمعة الماضي، أن تحالف "المعسكر الصهيوني" بقيادة تسيبي ليفني ويتسحاق هرتسوغ، قد استنفد عملياً قدرته على جذب المزيد من الأصوات، وفقد الزخم الإعلامي والجماهيري الذي حظي به مع تأسيسه قبل أكثر من شهر.

في المقابل رصد فيرتر أن "الليكود" بقيادة بنيامين نتنياهو، تخلص من حالة الضعف، وبدأ في مراكمة قوة برلمانية متصاعدة، ربما بفضل تدهور قوة حزب أفيغدور ليبرمان، بعد تورط الحزب في فضيحة فساد حكومية كبيرة.

وفي هذا السياق، كتب أوري مسجاف، في صحيفة "هآرتس"، اليوم الاثنين، أن الأسبوع الأخير عكس عملياً التوجه العام للناخب الإسرائيلي، خاصة بعد أن استقرت الاستطلاعات على النتائج المتقاربة لكل استطلاع، بشأن قوة كل حزب.

وأشار إلى أن الاستطلاعات الأخيرة ، تبين عملياً عدم وجود أي نشاط من شأنه أن يدب الحياة في الانتخابات أو يوحي بمعركة انتخابية شديدة وحامية بعد أن فقدت المعركة الانتخابية الغموض أو التساؤل حول هوية رئيس الحكومة المقبلة، في إيحاء أنه بات شبه مؤكد أن من سيشكل الحكومة المقبلة في إسرائيل في ظل موازين القوى الحالية هو "الليكود".

ولعل ما يعزز هذا الأمر هو إعلان زعيم "شاس"، أرييه درعي، أن حزبه لن ينضم إلى حكومة اليسار، فيما أعلن نتنياهو نفسه أنه لن يتجه لتشكيل حكومة وحدة وطنية مع قائمة "المعسكر الصهيوني"، وأن "البيت اليهودي" سيكون شريكاً أساسياً في حكومته المقبلة.

لكن ما أظهرته الاستطلاعات في الأسبوع الأخير هو عملياً تنافس داخل المعسكر الواحد (أي بين الليكود وأحزاب مثل البيت اليهودي ويسرائيل بيتينو وشاس وكولانا، على أصوات معسكر اليمين) مقابل نوع من المنافسة بين قائمة "المعسكر الصهيوني"، وحزب "ييش عتيد" وحزب "ميرتس" على أصوات معسكر الوسط واليسار.

ويتجلى هذا الأمر بشكل أكبر في "تراشق الاتهامات" بين أقطاب كل معسكر، الذي ميز الشهر الماضي، فقد عاد نتنياهو نهاية الأسبوع الماضي إلى القول إنه من المهم أن يكون "الليكود" الحزب الأكبر في اليمين وليس "البيت اليهودي" لضمان حكومة يمين، فيما عاد ليبرمان إلى المزايدة على حزب "الليكود" في سياق عملية شبعا والعلاقات مع تركيا.

وفي اليسار، تخلى حزب "ميرتس"، عن السكوت عن تحالف "المعسكر الصهيوني" ليطلق هجوماً وانتقادات لهرتسوغ وقائمة "المعسكر "الصهيوني"، بعد أن بينت الاستطلاعات الأخيرة أن تعزز قوة "المعسكر الصهيوني"، تأتي بالأساس على حساب حزبي "ميرتس" و"ييش عتيد" بقيادة يئير لبيد.

أما في صفوف الفلسطينيين في الداخل، فقد دلت الاستطلاعات الإسرائيلية المتتالية على استمرار تصاعد قوة القائمة المشتركة للأحزاب الفاعلة في وسط الفلسطينيين في الداخل، إذ حصلت في آخر استطلاع على 13 مقعداً، بعدما كانت حصلت في أول استطلاع على 11 مقعداً فقط.

المساهمون