الاقتصاد البلجيكي يواجه أزمة منذ اعتداءات بروكسل

14 مايو 2016
سياح أجانب ألغوا حجوزاتهم بعد اعتداءات بروكسل (Getty)
+ الخط -


بعد حوالى شهرين على هجمات 22 آذار/مارس في بروكسل، يحاول القطاع الاقتصادي في العاصمة البلجيكية النهوض بصعوبة، بعد أزمة فاقمتها تداعيات اعتداءات باريس.

وقال مدير اتحاد التجارة والخدمات في بلجيكا دومينيك ميشال "إذا نظرنا إلى الأشهر الثلاثة الأولى من العام نلاحظ تراجعا في المبيعات في منطقة بروكسل بحوالى 15% مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي".

وأقر ميشال بأنه "كان للاعتداءات آثار مسرعة وللأسف أعتقد أننا نحتاج إلى وقت طويل لاستعادة معدل النشاط الطبيعي" مشيرا إلى أن السياح بدأوا يعودون ببطء إلى الجادات التجارية في العاصمة لكن عددهم أقل من المعتاد.

وصرح مدير مكتب السياحة في بروكسل باتريك بونتينك "في عطلات نهاية الأسبوع نلاحظ تراجعا بنسبة 25 إلى 30% للسياحة الترفيهية، خصوصا في المتاحف والفنادق".

وعلى سبيل المقارنة، فإن التراجع وصل إلى 60% خلال الأيام الـ15 التي أعقبت الاعتداءات.





وقال بونتينك إنه "بعد اعتداءات بروكسل قررت مجموعات من السياح من اليابان والولايات المتحدة إلغاء زيارتهم".

نفذ صبر التجار 

وقالت هيدويش فاندفيغ صاحبة متجر "ذي براسلز كورنر" لبيع التذكارات "بعد اعتداءات باريس كان الجميع يترقب عطلة أسبوع الفصح والموسم الجديد، ثم حصل ما حصل في 22 آذار/مارس ...".
وتضرر هذا المتجر القائم منذ أكثر من ثلاثين عاما على مقربة من تمثال "مانيكان بيس" الذي يعد أحد معالم بروكسل السياحية.

وأضافت فاندفيغ: "رقم أعمالنا اليوم أقل بكثير من 50%" وهي سابقة جعلتها عاجزة عن توظيف بائع في المتجر.

وتتخذ العديد من المنظمات والهيئات الاوروبية والدولية من بروكسل مقار لها.
وتشكل سياحة الأعمال فيها 50% من النشاط بحسب بونتينك.

وهذه السياحة التي تأثرت بشكل أقل من السياحة الترفيهية، بدأت تعود الى طبيعتها.

وقالت "لاحظنا في الأسابيع الماضية تراجعا بنسبة 15%. لكن نتوقع أن تعود الأمور إلى نصابها في حزيران/يونيو".

أما مطعم "لابرويت" الذي يقدم عادة الوجبات لأوساط الأعمال، فيؤكد أن الكثير من الزبائن الأجانب يتوخون اليوم الحذر.
وقال مدير المطعم لوي دو جنت "في نيسان/إبريل اتصل بنا أشخاص يرتادون المطعم منذ 10 سنوات لمعرفة ما إذا كان في إمكاننا تأمين حراس أمنيين أثناء الفعاليات التي ينظمونها".

 تضرر سمعة البلاد 

وكانت الأشهر الستة الأخيرة صعبة جدا على التجار في بروكسل، كما أن انعكاسات الاعتداءات، خصوصا إغلاق شبكة المترو ثم تشغيلها جزئيا لأسابيع أضيفت إلى إجراءات لم تحظ بشعبية بين التجار وأصحاب الفنادق.

وانتقد التجار إنشاء منطقة كبيرة للمشاة في وسط بروكسل وإغلاق تدريجي للأنفاق.
يضاف إلى ذلك فرض حالة الطوارئ نتيجة اعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني/نوفمبر والتي شلت المدينة.

والشهر الماضي اضطرت سلطات العاصمة بروكسل إلى اتخاذ تدابير لدعم الاقتصاد منها الإعفاء الموقت من الضريبة على الإقامة في كافة الفنادق ودعم خزينة المؤسسات في القطاعات المتضررة.

من جهته أعلن رئيس الوزراء شارل ميشال في 22 نيسان/إبريل عن تخفيف الأعباء لتبديد تذمر العاملين في قطاعي السياحة والمطاعم منها تمديد البطالة المؤقتة وتأجيل دفع الضريبة على الرواتب وتعليق الغرامات للتخلف عن دفع ضريبة القيمة المضافة.

وأجمع التجار على أنهم يأملون في أن تتخذ الحكومة الإجراءات المناسبة لتحسين بروكسل خصوصا، وبلجيكا عموما.

المساهمون