تواصل دولة الاحتلال الإسرائيلي التصعيد ضد قطاع غزة لإرغام حركة "المقاومة الإسلامية"(حماس) على تقديم تنازلات جديدة لوقف إطلاق البالونات والطائرات الحارقة باتجاه إسرائيل، معلنةً هذه المرة وقف تزويد القطاع بالوقود والغاز حتى يوم الأحد المقبل.
وخطت حكومة الاحتلال، أمس الإثنين، في هذا السياق، قراراً إضافياً، إذ أعلن وزير الأمن الإسرائيلي، جلعاد أردان، بالتشاور مع رئيس أركان الجيش، غادي أيزنكوط، وقف تزويد غزة بالوقود والغاز حتى يوم الأحد، إلى جانب استمرار إغلاق معبر كرم أبو سالم باستثناء الإغاثات الطبية.
وتزامن القرار، أمس، مع مواصلة جيش الاحتلال نشر مزيد من بطاريات باتريوت والقبة الحديدية في محيط مدينة تل أبيب، ومنطقة المركز وسط إسرائيل المعروفة باسم "غوش دان"، إلى جانب الكشف عن تدريبات واسعة لفرق عسكرية تحاكي عملية اجتياح بري جديد للقطاع، في إشارة إلى توجيه رسائل لقيادة "حماس" وباقي الفصائل في القطاع، من اقتراب الحسم باتجاه حرب "رابعة" على القطاع في حال تواصل إطلاق البالونات والطائرات الورقية الحارقة.
وأبرزت وسائل الإعلام الإسرائيلية عملية التدريب العسكري الواسع في الجنوب، مشددة على أن "الجيش بات مستعداً لمواجهة مختلف السيناريوهات المتوقعة في حال تصعيد عسكري إضافي".
واختارت النسخة الورقية لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الثلاثاء، عنوان "استعراض عضلات" لتقرير يتحدث عن استعدادات جيش الاحتلال.
وأرفقت الصحيفة التقرير بصورة كبيرة، لتدريبات الفرقة 162 في الجنوب، مع الإشارة إلى استدعاء الجيش قوات إضافية من الاحتياط، بمن في ذلك سائقو سيارات الشحن (للإيحاء بنقل العتاد العسكري الثقيل وتركيزه قرب الحدود مع قطاع غزة).
وذكرت أيضاً أنّه إلى جانب إغلاق معبر كرم أبو سالم، ووقف تزويد غزة بالوقود والغاز، قرر الاحتلال تقليص مجال الصيد لصيادي غزة مجدداً، وحصره في شريط لعمق ثلاثة أميال فقط بعد أن قلص، أخيراً، لستة أميال.
ويأتي هذا التصعيد أيضاً بعد الكشف عن أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية "الكابينت" كان قد أقر في جلسته، الأحد، السماح للجيش باستهداف "خلايا" إطلاق البالونات والطائرات الورقية الحارقة في قطاع غزة.