الاحتلال يعاود قصف غزة بكثافة ويلوّح بالعمليات البرّية

القدس المحتلة

نضال محمد وتد

نضال محمد وتد
رام الله

نائلة خليل

نائلة خليل (فيسبوك)
نائلة خليل
صحافية فلسطينية، مراسلة ومديرة مكتب موقع وصحيفة "العربي الجديد" في الضفة الغربية.
15 يوليو 2014
44596BF9-422A-4A87-8E74-FAA448653032
+ الخط -

عاد جيش الاحتلال بعد توقف "ساعات" إلى قصف قطاع غزة بقوة وكثافة غير مسبوقين، بحجة "انهيار وقف إطلاق" النار، الذي كانت قد أعلنته إسرائيل صباح اليوم، الثلاثاء، "استجابة" للمبادرة المصرية، مما أدى إلى استشهاد المُسِنّ، صبحي موسى، من مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، بعد أن قصف الطيران الحربي الإسرائيلي أرضاً زراعية في المدينة.

وشنّ الطيران الحربي هجمات عدة على قطاع غزة، في الساعات الأخيرة، بعد أن رفضت مقاومة غزة وقف إطلاق صواريخها الدفاعية عن الشعب الفلسطيني، في الوقت الذي واصلت فيه المقاومة عمليات إطلاق الصواريخ. وتصدرت المشهد كالعادة، كتائب القسام وسرايا القدس.

وكان رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، قد اعترف أن قبول المبادرة جاء لمراكمة التغطية الدولية لإسرائيل، في حال رفضت "حماس" المبادرة المصرية، التي لم تعرض على الحركة أصلاً، واكتفى النظام المصري بالإعلان عنها عبر وسائل الإعلام أمس، مع المساواة بين المقاومة وبين عدوان الاحتلال.

وقالت مصادر إعلامية إسرائيلية إن نتنياهو، ووزير الدفاع موشيه يعلون، أوعزا إلى الجيش الإسرائيلي بإعادة قصف قطاع غزة بقوة كبيرة، علماً بأن محللين كانوا قد أعلنوا، في وقت سابق، أنه ليست هناك فاعلية أمنية أو عسكرية ترجى من القصف الجوي.

ونقل موقع "يديعوت أحرونوت"، في هذا السياق، عن مسؤول عسكري، وَصَفه بأنه رفيع المستوى، أن العمليات البرية ستكون ذات فعالية في تحقيق أهداف عسكرية، ولا سيما في مجال ضرب الأنفاق، وهو أمر ليس بمقدور سلاح الجو القيام به.

وكان نتنياهو قد أشار، في لقائه مع وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، الذي يزور المنطقة حاليا، أن وقف إطلاق النار والاستجابة "للمبادرة" يهدف بالأساس "إلى إتاحة المجال لمعالجة أمر نزع سلاح المقاومة وهدم الأنفاق ومنصات الإطلاق بـ(الطرق السلمية). لكن في حال رفضت (حماس) اتفاق إطلاق النار، فسيوسّع الجيش الإسرائيلي عملياته في قطاع غزة".

في موازاة ذلك، لم توقف المقاومة الفلسطينية ضرباتها، منذ الصباح، وأعلن متحدثون باسمها، مرارا،ً أنها لم تتلق أي عرض رسمي لوقف إطلاق النار.

وتمكنت المقاومة، اليوم الثلاثاء، من إمطار إسرائيل بالصواريخ، التي طالت اليوم لأول مرة مناطق في العمق الإسرائيلي وليس على امتداد الساحل.

ففي الصباح، تمكنت المقاومة من ضرب إيلات على خليج العقبة بثلاثة صواريخ أوقعت ما لا يقل عن عشرة إصابات، ثم ضربت صواريخُ المقاومة بلداتٍ في شمال الأراضي المحتلة. وقد تمكنت من ضرب مستعمرات مجيدو ويوكنعام غربي مرج ابن عامر. كما قصفت عدة صواريخ على سلسلة جبال الكرمل، ناهيك عن المدن على الساحل، جنوبي حيفا بنحو 20 كيلومتراً.

وفيما حاول محللون إسرائيليون التقليل من إنجاز المقاومة، أعلن مدير مركز ديان للدراسات الاستراتجيية، أن "حماس" تمكنت من تحقيق إنجازات عديدة لا يستهان بها.

وعلى الرغم من عدم سقوط قتلى في الطرف الإسرائيلي، إلا أن تمكـُّن المقاومة من الوصول إلى أهداف ومناطق داخل إسرائيل، ووضع غالبية بلدات إسرائيل، من الجنوب ولغاية حيفا شمالاً، تحت خطر صواريخها أحدث شرخاً في "وهم الحصانة والمناعة"الإسرائيلية.

لكن تجديد القصف الإسرائيلي للقطاع، الذي يبدو كأنه خضوع لمطالب وزراء في الحكومة، ومطالب من إسرائيليين بعدم وقف إطلاق النار، يحمل في واقع الحال مؤشرات أولية، لاحتمالات التوجه نحو عمليات برية واجتياح القطاع برياً لممارسة مزيد من الضغط على المقاومة مع استغلال رفض "حماس" لما أسمته إسرائيل بالمبادرة المصرية.

وألمح عدد من المراسلين العسكريين في إسرائيل إلى أن هذا الموقف سيجرّ غضباً من النظام المصري، وربما من أنظمة عربية أخرى، وقد يزيد من عزلة الحركة.

وفي السياق نفسه،  فإن "المناورة" المصرية، ستكون زاد إسرائيل في حربها الإعلامية ضد المقاومة واتهامها بالإرهاب، وذلك في موازاة تعزيز الحلف العسكري بين إسرائيل ونظام الانقلاب في مصر.

وقد تشكل الساعات الست، التي أوقفت فيها إسرائيل نيرانها بحجة وهم المبادرة، فرصة لتعزيز انتشارها العسكري واستكمال استعداداتها لعدوان بري، وإفشال المبادرة القطرية والتركية، بانتظار وصول وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إلى مصر، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى القاهرة، لشن هجوم إعلامي جديد يواكب استئناف العدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

إلى ذلك، قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي، "إن المبادرة المصرية هي الخطوة الأولى وليست الهدف، إذ يترتب عليها خطوات سياسية يتم بموجبها رفع الحصار عن قطاع غزة، وفتح المعابر، وكف يد إسرائيل عن الشعب الفلسطيني بأكمله، بما في ذلك الأسرى، الذين تمت إعادة اعتقالهم بعد إطلاق سراحهم في صفقة "وفاء الأحرار".

وأكدت خلال مؤتمر صحافي مشترك، مع المتحدث الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية، ايهاب بسيسو، أن القيادة الفلسطينية على تواصل مع الولايات المتحدة لأن اتفاقية التهدئة، عام 2012، كانت بإشراف ووساطة مصرية، ولكن بتدخل أميركي.

ذات صلة

الصورة
أنشطة ترفيهية للأطفال النازحين إلى طرابلس (العربي الجديد)

مجتمع

أطلقت منظمات وجمعيات أهلية في مدينة طرابلس اللبنانية مبادرات للتعاطي مع تبعات موجة النزوح الكبيرة التي شهدتها المدينة خلال الفترة الأخيرة.
الصورة
واجهة زجاجية مهشمة في إحدى غرف مستشفى بيروت الحكومي (حسين بيضون)

مجتمع

تواجه المستشفيات في لبنان تهديدات إسرائيلية تذكر اللبنانيين بما شهدوه في قطاع غزة على الشاشات، ويسعى المعنيون إلى مناشدة المسؤولين الدوليين لتحييدها
الصورة
بادر إلى الاهتمام بأبقار النازحين (العربي الجديد)

مجتمع

أطلق بعض الأهالي في مدينة صيدا، جنوبي لبنان، مبادرة لاستقبال حيوانات النازحين الذين أجبروا على الفرار جراء التصعيد الإسرائيلي
الصورة
مسيرة في شوارع واشنطن بالأكفان من أجل النساء في غزة - 17 - 10 - 2024

مجتمع

شهدت واشنطن موكباً جنائزياً ومسيرة تضامنية مع النساء في غزة، جابت شوارع العاصمة وصولاً إلى البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية