الاحتلال يشكل طاقماً خاصاً لمواجهة انهيار السلطة الفلسطينية

28 أكتوبر 2016
تراجع شعبية عباس(الأناضول)
+ الخط -

كشف المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، شكل منذ أشهر طاقماً خاصاً يعكف على وضع الاستعدادات الإسرائيلية لمواجهة اليوم الذي يلي الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وقال في سياق تقرير موسع، خصصه للحديث عما أسماه بتراجع مكانة الرئيس عباس وازدياد عزلته عربياً أن "الرباعية العربية"، المكونة من مصر والأردن والسعودية والإمارات العربية المتحدة تواصل الترويج لإعادة تكريس زعامة العضو المفصول بحركة "فتح" محمد دحلان وتسويقه وريثاً لعباس.

واعتبر أنه على الرغم من أن إسرائيل، لن تبادر إلى أي تحرك في هذا السياق، وبالتأكيد لن تقوم بعمل عسكري في ما يتعلق بانتقال السلطة "إلا أن عليها الاستعداد لمواجهة سيناريوهات مختلفة، ومن ضمنها تلك التي تتحدث عن مواجهات فلسطينية داخلية وعنيفة على خلافة عباس، بعدما بات مؤكداً أن مسألة نهاية ولايته وحكمه باتت مسألة وقت".

مع ذلك يقر هرئيل أنّ وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، صب الزيت على نار الصراعات الداخلية، خلال المقابلة التي منحها لصحيفة "القدس"، إذ جاءت مضامين المقابلة متوافقة مع رسائل ليبرمان السابقة لتعيينه وزيراً للأمن، وفي مقدمتها تكريس مقولة أن عباس، ليس شريكاً للمفاوضات، من جهة، وتهديد "حماس" بأن أي مواجهة عسكرية قادمة معها ستكوم المواجهة الأخيرة، لكن وفي الوقت ذاته، أرسل الوزير الإسرائيلي رسائل لـ"حماس" بإمكانية التوصل إلى معادلة، لإعادة إعمار غزة وإقامة ميناء بحري وربما مطار جوي أيضاً.

وإن كانت "حماس" ردت برفض تهديدات وإغراءات ليبرمان هذه، إلا أن هناك من اعتبر مقابلة ليبرمان رسائل بشأن استعداده للعمل مع مراكز القوة الحقيقية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وليس مع الرموز الوطنية الحالية من القوة، وفق نظرته.

واللافت في تقرير "هآرتس"، وما سبقه من تقارير في الصحف الإسرائيلية في الأيام الأخيرة، أنه في الوقت الذي تحدث فيه تقريران في كل من "يديعوت أحرونوت"، وموقع "والاه"، مطلع الأسبوع عن تراجع خيار دحلان، إلا أن تقرير "هآرتس" يعيد هذا الخيار من خلال هذا التقرير، غداة لقاءات المصالحة الفلسطينية في العاصمة القطرية، أمس الخميس، والتي جمعت الرئيس عباس مع كل من رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل، ونائب رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية.

إلى ذلك، كان لافتاً أيضاً أن تقرير "هآرتس" استهل بالترويج ومحاولة الحديث عن تراجع قوة السلطة الفلسطينية وقرب انهيارها، مع الإشارة إلى "سياسة العصا والجزرة" التي أعلنها ليبرمان مع توليه منصب وزير الأمن قبل ثلاثة أشهر، مقابل تقرير كان هرئيل نشره قبل ثلاثة أشهر جاء فيه أنه في الوقت الذي بدا فيه أن الجهات الإسرائيلية تستعد لانهيار السلطة الفلسطينية، وبتأييد من ليبرمان.

إلا أنه على أثر إعلان حركة "حماس" في حينه عن اعتزامها دخول الانتخابات البلدية الفلسطينية، التي أرجأتها في غضون ذلك المحكمة الإسرائيلية، فقد قررت حكومة الاحتلال في حينه، بفعل سيناريوهات وتقديرات أشارت إلى احتمالات فوز "حماس" في غالبية المواقع الحاسمة في الضفة الغربية، إلى الانتقال لتعزيز مكانة السلطة الفلسطينية، خوفاً من سيطرة الحركة عليها.

ويبدو أن حكومة الاحتلال، تعتزم تشديد هجماتها على السلطة الفلسطينية، وعباس، تحديداً على ضوء ما يبدو أنه تقدم في محادثات الدوحة، على اعتبار أن المصالحة الفلسطينية ستكون نقطة تحول مفصلية في غير صالح إسرائيل، وتضع حداً لتدخلات الاحتلال المتواصلة ومحاولته النفخ في نار الانشقاق من جهة، وتغذية الفتنة الداخلية، خاصة في كل ما يتعلق بالعودة للنفخ في خيار دحلان وتكريسه مرشحاً قادماً لقيادة السلطة، أو على الأقل لعودته للصفوف الأولى في القيادة الفلسطينية.

ومع إشارة "هآرتس" في هذا السياق إلى محاولات "الرباعية العربية" المذكورة أعلاه، الترويج لاسم جديد للرئاسة الفلسطينية، وهو سفير فلسطين السابق لدى الأمم المتحدة، ناصر القدوة، وقد سبق أن ورد اسم القدوة في تقارير لموقع "والاه ويديعوت"، كجزء من بورصة أسماء فلسطينية يتم تداولها، في وسائل إعلام إسرائيلية ومحافل عربية كمرشحة لخلافة الرئيس عباس.

المساهمون