باشرت سلطات الاحتلال، ليل الاثنين ــ الثلاثاء، بهدم منازل الشهداء؛ معتز حجازي (الذي حاول اغتيال المتطرف اليهودي يهودا جليك)، في حي الثوري بالقدس، ومحمد جعابيص وغسان أبو جمل في حي جبل المكبر، وذلك بتوجيه من اللجنة الأمنية الوزارية المصّغرة لحكومة الاحتلال (الكابينت).
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر إسرائيلية قولها، إن قوات كبيرة من عناصر حرس الحدود ترافقها مروحيات عسكرية، اقتحمت المنازل الثلاثة وباشرت بعمليات الهدم، وأضافت "يديعوت" أن عمليات الهدم ستستمر حتى صباح اليوم.
وكان الكابينت السياسي والأمني للحكومة الإسرائيلية اجتمع الليلة، وصادق على التوصيات التي رفعتها الجهات الأمنية خلال المشاورات التي أجراها رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، مع كل من وزير الأمن، موشيه يعالون، ورئيس أركان الجيش، غادي أيزنكوت، ورئيس جهاز الشاباك، أمس الأول.
ووفقاً لما نقلته الصحف الإسرائيلية في حينه، فإن هذه التوصيات شملت بالأساس العودة إلى سياسة هدم منازل منفذي العمليات، وتوسيع وتكثيف الاعتقالات الإدارية، وإبعاد المرابطين عن المسجد الأقصى والقدس، والدفع بقوات كبيرة إلى الضفة الغربية، مع إعادة نشر الحواجز ونقاط التفتيش العسكرية.
وقام الاحتلال، منذ الأحد الماضي، بخطوات غير مسبوقة في عزل مدينة القدس، وبخاصة البلدة القديمة داخل الأسوار ومنع الفلسطينيين من دخولها، باستثناء من هم فوق الخمسين عاماً، وإبقائها، في المقابل، مفتوحة أمام السياح والإسرائيليين.
ووفقاً للصحف الإسرائيلية فقد أوكل نتنياهو لوزيرة العدل الإسرائيلية، أيليت شاكيد، تسريع إجراءات استصدار أوامر هدم لمنازل منفذي العملات، واختزال هذه الإجراءات وسد ثغرات قانونية تحول دون تنفيذ أوامر الهدم.
وبحسب "معاريف"، أعلن نتنياهو خلال الجلسة التي امتدت إلى ما بعد منتصف الليلة، أنه "لن تكون هناك أي حصانة لأي أحد في أي مكان".
فيما قالت الصحيفة إن القرارات نصت أيضاً على تكثيف وزيادة انتشار عناصر حرس الحدود في القدس المحتلة، وشن حملات اقتحامات داخل الأحياء الفلسطينية، وتسيير دوريات فيها، كما تقرر أيضاً توسيع نطاق الاعتقال الإداري، وشق طرق التفافية جديدة في الضفة الغربية المحتلة للربط بين المستوطنات.
وطالب نتنياهو الشرطة والأجهزة الأمنية بملاحقة واعتقال من أسماهم "بالمحرضين" وإبعادهم عن القدس واعتقالهم، كما طالب بالتحقيق مع التجار المقدسيين الذي كانوا في محالهم التجارية عند تنفيذ عملية قتل المستوطنين في طريق الواد، داخل البلدة القديمة، بحجة رفضهم تقديم المساعدة للمستوطنين بعد طعنهم، السبت الماضي.
اقرأ أيضاً: تظاهرات الداخل الفلسطيني تتحول إلى مواجهات مع شرطة الاحتلال