الاحتلال يستهدف منازل قادة المقاومة وإمطار تل أبيب بالصواريخ

أمطرت المقاومة الفلسطينية، اليوم الأربعاء، وسط فلسطين المحتلة، المعروفة باسم "غوش دان" أو (متروبولين) تل أبيب، بوابل من الصواريخ، أصاب بعضها منازل سكنية، وأسفر عن وقوع إصابات في صفوف الإسرائيليين، بموازاة تصعيد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، واستهداف منازل مسؤولين في حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي".

وأقرّ موقع "يديعوت أحرونوت" بأنّ المقاومة أطلقت على الأراضي المحتلة وابلاً غير مسبوق من الصواريخ على منطقة "غوش دان" لم تشهد له مثيلاً من قبل. وطالت الصواريخ كلاً من تل أبيب، و"رمات جان" و"بات يام" (جنوبي يافا)، و"بيتح تكفا" (ملبس) و"هرتسليا" و"رعنانا" (غربي قلقيلية)، و"كفار شمارياهو" و"كفار شاليم" (قرية سلمة الفلسطينية جنوبي تل أبيب)، بحسب الموقع الإسرائيلي.

كما تبنّت كتائب "عزّ الدين القسّام" قصف المجدل المحتلة بخمسة صواريخ "غراد"، وبئيري بثلاثة صواريخ "قسّام"، و"كريات ملاحي" بتسعة صواريخ "غراد"، وقاعدة "تسيلم" العسكرية بثلاثة صواريخ "قسّام"، فيما قصفت تل أبيب بأربعة صواريخ من طراز "أم 75"، وقصفت كذلك قاعدة "حتسريم" العسكرية بعشرة صواريخ. فيما أعلنت "سرايا القدس"، الجناح العسكري للجهاد الإسلامي، أنها أطلقت 846 صاروخاً من بينها 273 صاروخ "غراد"، و32 صاروخ "براق" وخمسة صواريخ "فجر 5"، وصاروخ "كورنيت".

وأشارت مصادر إسرائيلية إلى وقوع ستة إصابات عادية، فيما قال موقع "يديعوت أحرونوت" إنّ طواقم الإسعاف الإسرائيلية قدّمت، صباح اليوم، علاجات أوّليّة لمصابين بـ"الصدمة".

واستهدفت صواريخ المقاومة، على نحو خاص، مدينتي أسدود وعسقلان والمستوطنات الصغيرة القريبة منها، فيما واصل طيران الاحتلال غاراته، الليلة، على قطاع غزة.

وأشارت الصحف الإسرائيلية إلى أنه، على الرغم من الإنذار الإسرائيلي، غير أن حركة "حماس" نجحت في إقناع الفلسطينيين بعدم مغادرة بيوتهم وعدم الانصياع للإنذار الإسرائيلي.

وفي قطاع غزة، عاش الأهالي، الليلة الماضية وفجر اليوم، واحدة من أعنف ساعات العدوان الإسرائيلي المتواصل. إذ شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي عشرات الغارات على منازل مدنية ومنازل لقيادات من الصف الأول في حركة "حماس"، كذلك وسّع عمليات التهديد ضد الآمنين في بيوتهم لإجبارهم على إخلائها.

وإضافة إلى منزل عضو المكتب السياسي لـ"حماس" محمود الزهار، بمدينة غزة، قصف الطيران الحربي منازل كل من عضو المكتب السياسي للحركة، فتحي حماد، ببلدة بيت لاهيا، والنائب عن الحركة في المجلس التشريعي، إسماعيل الأشقر، في حيّ الفالوجا، غرب مخيم جباليا، ومنزل النائبة جميلة الشنطي، فيما قصف منازل لمسؤولين في حركة "الجهاد الإسلامي"، منهم محمد الحرازين وتحسين الوادية.

وقال مصدر أمني، لـ"العربي الجديد"، إن طيران الاحتلال الحربي عاد مجدداً، اليوم الأربعاء، لاستخدام الصواريخ الارتجاجية، لافتاً إلى أنها "بلا صوت لكنها تحرك المنازل وتشعرك بأنك في منطقة زلزال".

في هذه الأثناء، أبرزت المواقع الإسرائيلية أن الفلسطينيين في بيت لاهيا وأحياء الزيتون والشجاعية في قطاع غزّة لم يتأثروا بالإنذارات والمنشورات التي ألقاها طيران الاحتلال، الليلة، وطالبت الفلسطينيين بمغادرة منازلهم وبيوتهم.

وجاءت الإنذارات الإسرائيلية في إطار الحرب النفسية وتحميل حركة "حماس" مسؤولية استمرار العدوان الإسرائيلي. وجاء في المنشورات التي ألقاها جيش الاحتلال، أنّه على ضوء رفض "حماس وباقي المنظمات لوقف إطلاق النار، سيعمل الجيش الإسرائيلي بقوة وعزم للضرب من الجو العناصر الإرهابية والبنى التحتية التابعة (لها) في بيت لاهيا. عليكم إخلاء بيوتكم حالاً وفوراً والاتجاه إلى جنوب جباليا".

إلى ذلك، أعلن متحدث باسم وزارة الصحة في غزة، الطبيب أشرف القدرة، أن حصيلة العدوان المستمر على القطاع بلغت 208 شهداء، و1550 جريحاً.

واستشهد ثلاثة فلسطينيين في بلدة بني سهيلا، جنوبي القطاع، بعدما قصف الاحتلال سيارة كانوا يستقلونها عائدين من عيادة أحد أبنائهم في المستشفى. وقال مصدر طبي إن الشهداء هم إبراهيم وعمر أبو دقة، والمسنّة خضرة أبو دقة.

وفي وقت سابق، استُشهد محمد عبد الله الزاحوق ومحمد إسماعيل أبو عودة بعد استهدافهما من طيران الاستطلاع الإسرائيلي في منطقة العزبة غربي رفح، جنوب القطاع.