الإيبولا يقتل 729.. وخطّة لمواجهته بمئة مليون دولار

فرانس برس

avata
فرانس برس

رويترز

31 يوليو 2014
CFB04A2F-C0A5-48EC-A42C-198AA4D1D688
+ الخط -


أعلنت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالميّة مارغريت تشان أنها ستطلق غداً الجمعة في غينيا مع رؤساء دول غرب أفريقيا التي انتشر فيها فيروس الإيبولا، خطة لمكافحة هذا الوباء تبلغ تكلفتها مئة مليون دولار أميركي (75 مليون يورو)، وذلك في إطار حملة وطنيّة وإقليميّة ودوليّة معزّزة تهدف إلى السيطرة على الوباء. وقالت تشان في بيان أصدرته المنظمة في جنيف إن "حجم وباء إيبولا والخطر الدائم الذي يطرحه يتطلبان من منظمة الصحة العالميّة وغينيا وليبيريا وسيراليون رداً على مستوى جديد، ما يستدعي زيادة الموارد". ولفتت إلى أن "الدول حدّدت حاجاتها".

وأوضحت المنظمة في بيانها أن الدول المتأثرة تحتاج إلى مزيد من الطواقم الإنسانيّة يقدّر عددها بالمئات، علماً أن مئات من العاملين كانوا قد انتشروا على الأرض ومن بينهم 120 من المنظمة.

وشدّدت على ضرورة تعزيز عمليات الوقاية والرصد والإبلاغ عن الحالات المشتبه بها، فضلاً عن مراقبة الخطر عند الحدود وحماية المعالجين بشكل أفضل.

وكانت منظمة الصحة العالميّة قد أعلنت اليوم الخميس، أن حصيلة وباء الحمّى النزفيّة، الناجم إلى حدّ كبير عن فيروس الإيبولا في أفريقيا الغربيّة، تزداد تفاقماً. وقد سجّل ما يفوق 1300 إصابة منها 729 وفاة حتى 27 يوليو/تموز، مع الإشارة إلى أن 57 وفاة بالمرض حصلت خلال أربعة أيام فقط، بين الخميس 24 يوليو/تموز والأحد 27 منه، في غينيا وليبيريا ونيجيريا وسيراليون.

وأوضحت منظمة الصحة العالميّة في بيان نقلته وكالة "فرانس برس"، أنه تمّ الكشف بالإجمال بين 23 و 27 يوليو/تموز عن 122 حالة جديدة، ليرتفع عدد الإصابات المؤكدة والمرجحة إلى 1323 حالة.

وأعلنت السلطات في غينيا عن وفاة 20 شخصاً نتيجة إصابتهم بفيروس الإيبولا خلال الأيام الأربعة المذكورة، لترتفع الحصيلة إلى 339 وفاة. وتعتبر غينيا أكثر البلاد التي تعاني من انتشار الفيروس الذي يؤدي إلى نزيف دموي قاتل ليس له أي عقار علاجي حتى الآن.

من جهتها، سجّلت في ليبيريا 27 حالة وفاة، لترفع حصيلتها إلى 156 وفاة، أما سيراليون فسجلت تسع وفيات ليصل العدد الإجمالي إلى 233 وفاة.

وأعلنت نيجيريا عن أول حالة وفاة من جرّاء فيروس الإيبولا خلال الفترة ذاتها. وهي حالة واردة من الخارج، لأميركي من أصل ليبيري أصيب ثم طار إلى لاغوس في نيجيريا هذا الأسبوع. وستضطرّ السلطات إلى اقتفاء أثر كلّ ركاب الطائرة وأي شخص آخر ربما اتصل به لتجنّب انتشار المرض، مثلما حدث لدول أخرى في المنطقة، بحسب ما أفادت وكالة "رويترز".

وأوضحت منظمة الصحة العالميّة أن العيّنة التي أخذت من المريض الذي توفي في نيجيريا لم ترسل بعد إلى خبرائها في دكار، لأن شركات البريد ترفض نقلها.


إجراءات احترازيّة

وعلى خلفيّة المستجدات الأخيرة، اتخذت ليبيريا وسيراليون إجراءات قاسية للحدّ من انتشار الوباء. فقد أعلنت الرئيسة الليبيريّة إيلين جونسون سيرليف أمس الأربعاء إغلاق "المدارس كافة"، فضلاً عن الأسواق في المناطق الحدوديّة مع جاراتها الثلاث، بالإضافة إلى إجراءات للحجر الصحي في بعض المدن.

كذلك أعلن نظيرها السيراليوني إرنست باي كوروما، اليوم الخميس، حالة الطوارئ وسلسلة إجراءات تشمل فرض الحجر الصحي في مناطق انتشار المرض، ونشر قوات أمنيّة لحماية الطواقم الطبيّة. وحدّد كوروما يوم الاثنين المقبل الرابع من أغسطس/آب، "يوماً وطنياً لملازمة المنازل"، من أجل الحدّ من انتشار المرض.


وقد ألغى القياديان رحلة كانت مقرّرة للمشاركة في القمة الأميركيّة-الإفريقيّة الأسبوع المقبل.

إلى ذلك، اتخذت كينيا وإثيوبيا إجراءات احترازيّة لتفادي أي إصابات بفيروس الإيبولا، وأعلنت إدارة الكوارث في كينيا أن الأجهزة الطبيّة في حالة استنفار مع تشديد التفتيش على المعابر الحدوديّة. وتتحدّث إثيوبيا عن إجراءات استثنائيّة ستشمل جميع الرحلات المقبلة من إفريقيا الغربيّة في مطار أديس أبابا. إلى ذلك صرّحت أوغندا أن مسؤولي وزارة الصحة في حالة استنفار. من جهتها، أعلنت سلطات الطيران المدني في تنزانيا عن إجراءات احترازيّة.

وأشارت منظمة الصحة العالميّة إلى أنها لا توصي بفرض أي قيود على السفر والتجارة في غينيا وليبيريا ونيجيريا وسيراليون. كذلك وحتى الآن، لم تتّخذ السلطات أي خطوات للحدّ من السفر بين دول المنطقة، وقال الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، اليوم الخميس، إن منظمة الصحة العالميّة لم توصِ بفرض أي قيود من هذا النوع ولا بإغلاق الحدود.


خبراء يطمئنون.. ويحذّرون

ويقول خبراء الأمراض إن خطر انتشار الفيروس ليبلغ قارات أخرى محدود. لكن اقتفاء أثر كل من يتصل بمن أصابته العدوى هو أمر حيوي للسيطرة على انتشار المرض في غرب إفريقيا.

ويشبّه خبير الفيروسات في جامعة لانكستر البريطانيّة ديريك جاذرر، والذي يسعى إلى اقتفاء أثر المرض في غرب إفريقيا، "هذا الوضع بالرجل الذي ركب الطائرة إلى لاغوس ومات فيها".

ويشير جاذرر إلى أن الإيبولا لا ينتشر عن طريق الجوّ ولا يعدّ من الأمراض شديدة العدوى، لكن السفر بين الدول يمكن أن يساعد في انتشاره بكل سهولة.

ويقول خبراء الأمراض المعدية إن خطر انتقال الإيبولا من إفريقيا إلى أوروبا وآسيا وأميركا محدود للغاية، لأسباب منها شدّة المرض وطبيعته القاتلة.


ويكون المرضى أشد خطورة في المراحل النهائيّة من الحمى، التي تترافق بنزيف داخلي وخارجي والقيء الشديد والإسهال.

ويلفت خبير الأمراض المعدية في مستشفى جامعة نورث شور في الولايات المتحدة بروس هيرش، إلى أن المريض في هذه المرحلة يشارف على الموت، وربما لا يستطيع السفر.

يضيف هيرش في حديث إلى وكالة "رويترز" أنه "من الممكن بالطبع أن يحسب الإنسان أنه مصاب بإنفلونزا، وأن يركب وسيلة نقل معيّنة، ثم تظهر عليه أعراض أشدّ خطورة. وهذه من الأمور التي تقلقنا".

من جهته يقول أستاذ الأمراض المعدية ورئيس قسم الأمن الصحي العالمي في المعهد الملكي للشؤون الدوليّة في بريطانيا ديفيد هيمان إن "أهمّ شيء هو المراقبة الجيّدة لكلّ من كان على اتصالٍ بمريضٍ أو عرضة للإصابة".

ويقول هيمان إن الحالة الوحيدة المعروفة حول خروج مرض الإيبولا من أفريقيا ووصوله إلى أوروبا، كانت عن طريق السفر جواً في العام 1994، عندما أصيبت خبيرة سويسريّة في علم الحيوان بالفيروس بعد أن قامت بتشريح شمبانزي في ساحل العاج. وقد عزلت المرأة في مستشفى سويسري، ثم سمح لها بالمغادرة بعد أسبوعَين من دون إصابة أحد بالعدوى.


الحالة الأصليّة؟

وانتشر المرض الذي ظهر في غينيا في فبراير/شباط الماضي في ليبيريا وسيراليون. ويوضح انتشار المرض من غينيا إلى ليبيريا في مارس/آذار، مدى أهميّة متابعة كل الجوانب العادية في حياة الناس وعلاقاتهم.

ويعتقد خبراء الأمراض الوبائيّة والفيروسات أن الحالة الأصليّة كانت لامرأة ذهبت إلى أحد الأسواق في غينيا قبل أن تعود إلى قريتها في شمال ليبيريا المجاورة للمنطقة، وتمرض.

وقد اعتنت شقيقة المرأة بها، وأصيبت هي نفسها بالمرض قبل أن يموت أحد أطفالها من جرّاء الحمى والنزيف اللذَين يتسبب فيهما الفيروس. وعندما شعرت الأخت بأعراض المرض أرادت أن ترى زوجها الذي يعمل في مزرعة للمطّاط على الجانب الآخر من الحدود الليبيريّة. فأخذت سيّارة أجرة من منروفيا عاصمة ليبيريا وعرّضت خمسة أشخاص آخرين للإصابة بالإيبولا، وقد ماتوا جميعهم في ما بعد. وفي منروفيا ركبت دراجة ناريّة خلف شاب وافق على توصيلها إلى المزرعة، وحاولت السلطات الصحيّة في ما بعد الوصول إليه بشتى الطرق.

ويعدّ تفشي المرض هذا العام أوسع انتشاراً من أي مرّة سابقة منذ اكتشافه قبل نحو 40 عاماً، إذ تمّ اكتشاف 1200 حالة توفي منها 672 مصاباً.

ذات صلة

الصورة
أطفال غزة وجوع في قطاع غزة (عبد زقوت/ الأناضول)

مجتمع

أفادت منظمة يونيسف بأنّ أكثر من 80 في المائة من أطفال غزة "يعانون من فقر غذائي حاد". ويأتي ذلك وسط الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة المحاصر.
الصورة
نازحون فلسطينيون في مخيم أونروا في خان يونس في غزة (مصطفى حسونة/ الأناضول)

مجتمع

أفادت منظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، بأنّها تشعر بقلق بالغ إزاء انتشار الأمراض في قطاع غزة، وذلك في اليوم الثاني والأربعين من الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع وأهله.
الصورة
جزيء الأسبرتام المحلي الصناعي (Getty)

مجتمع

أفادت منظمة الصحة العالمية بأنّ الأسبرتام، المُحَلّي الصناعي غير السكّريّ الذي يُستخدَم في المشروبات الغازيّة، "من المحتمل أن يكون مسرطِناً للبشر"، لكنّ الجرعة اليومية التي تُعَدّ آمنة لم تتغيّر.
الصورة
فلسطينيون في مستشفى في قطاع غزة (مجدي فتحي/ Getty)

مجتمع

أفادت منظمة الصحة العالمية بأنّ إسرائيل تواصل وضع "العقبات" أمام المرضى الفلسطينيين، وطالبتها في تقرير بـ"إنهاء التأخير التعسّفي ورفض منح التصاريح للمرضى" في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.
المساهمون