استمع إلى الملخص
- **مصادر التلوث الرئيسية وتأثيرها**: قطاعات النفط والكهرباء والنقل هي المصادر الرئيسية لارتفاع الانبعاثات، مع نسبة 450% من الغازات المصاحبة لحقول النفط. معظم الانبعاثات تأتي من محطات الطاقة والمرافق الصناعية والسيارات والشاحنات.
- **دعوات للحكومة العراقية لاتخاذ إجراءات**: دعا المركز الحكومة إلى إطلاق مبادرات بيئية مثل زراعة الطوق الأخضر ومصدات الرياح، والاستثمار في المناطق الصحراوية. ومع ذلك، أشار الناشط البيئي همام العيسى إلى ضعف الالتزام بالمحددات البيئية والخطط البيئية في العراق.
حذّر مركز حقوقي عراقي، من خطورة ارتفاع نسب التلوث بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون في البلاد، مؤكداً أنه تزايد بنسبة سبعة أضعاف عمّا كان عليه قبل ثلاث سنوات، وسط دعوات للحكومة بمتابعة الملف وإيجاد معالجات له.
ووفقاً لبيان لرئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق، فاضل الغراوي، صدر اليوم السبت، فإن "تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي ارتفع من حوالي 278 جزءاً في المليون في العام 1750 بداية العصر الصناعي إلى 427 جزءاً في المليون في العام 2024"، مبيناً أن "سجل انبعاثات تركيز ثاني أكسيد الكربون في العراق زاد في السنوات الثلاث الماضية لغاية 2024 بنسبة سبعة أضعاف عما كان عليه في العام 2021، وهي الآن تزيد سنوياً بنسبة 4.88%".
العراق: أكثر الدول تلوثاً بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون
وأضاف أن "العراق يحل في المرتبة الخامسة بين أكثر الدول تلوثاً بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ومؤشرات الاحتباس الحراري"، مؤكداً أن "بغداد تأتي في المرتبة الـ 13 لأكثر المدن تلوثاً بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، تحل بعدها أربيل في المرتبة الـ336".
وأشار إلى أن "أكثر مصادر ارتفاع انبعاثات هذا الغاز في العراق هي قطاعات النفط والكهرباء والنقل، حيث تحتل الغازات المصاحبة لحقول النفط المرتبة الأولى بنسبة 450%"، مضيفاً أنه "بحسب تقرير لوكالة ناسا فإن معظم الانبعاثات تأتي من الصين والولايات المتحدة وجنوب آسيا، وقد جاءت من محطات الطاقة والمرافق الصناعية والسيارات والشاحنات، وفي أفريقيا وأميركا الجنوبية كانت الانبعاثات تنبع من الحرائق، وخاصة تلك المتعلقة بإدارة الأراضي والحرائق الزراعية وإزالة الغابات، إلى جانب حرق النفط والفحم فتطلق تلك الحرائق ثاني أكسيد الكربون أثناء احتراقها".
ودعا الحكومة العراقية ووزارتها المعنية، إلى "إطلاق المبادرة الوطنية للغابات وإلزام المحافظات كلها بزراعة الطوق الأخضر ومصدات الرياح"، مشدداً على "ضرورة الاستثمار في المناطق الصحراوية، خصوصاً المشاريع التي تسهم في تعزيز الغطاء الأخضر". كما نبه الحكومة إلى ضرورة "وضع سياسات بيئية ومناخية لتقليل نسبة انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون".
من جهته، قلّل الناشط في المجال البيئي، همام العيسى، من جدوى تلك التحذيرات، في ظل عدم الالتزام بالمحددات البيئية من القطاعات الحكومية والأهلية، وقال العيسى، لـ"العربي الجديد"، إن "الخطط البيئية في العراق ضعيفة، كما أن الالتزام بالضوابط البيئية شبه معدوم في عموم محافظات البلاد، الأمر الذي يجعل من البلاد عرضة لمخاطر التلوث البيئي بشكل عام".
وأكد أنه "سبق أن حذرنا من خطورة المصانع في المدن وقربها والمنشآت النفطية ومحطات توليد الطاقة والأعداد الكبيرة للسيارات داخل المدن، وما إلى ذلك من ارتفاع نسب ثاني أكسيد الكربون والغازات الأخرى، إلا أننا لم نر ولم نتلمس أي حلول ومعالجات"، مشدداً على أنه "في حال استمرت دوائر الدولة ومصانعها والقطاع الخاص بعدم الالتزام بالمحددات البيئية، مع عدم وضع خطط إنشاء أحزمة خضراء، فإننا أمام مخاطر بيئية كبيرة". داعياً الحكومة والجهات المسؤولة إلى "الاهتمام بالملف وإلزام المؤسسات الأهلية والحكومية بالالتزام بالمحددات البيئية".
وسبق أن حذرت وزارة البيئة العراقية من خطورة ارتفاع نسب التلوّث البيئي، لكنها لم تضع علاجاً للملف، وأكدت الوزارة أن التلوّث يشمل الهواء والمياه والتربة، كما أشارت إلى أن تلوّث الهواء ينتج من عمليات استخراج النفط في محافظات عدة، والأعداد الكبيرة للسيارات، وعدم التزام معامل ومصانع قريبة من المدن بإجراءات الحفاظ على البيئة.