تشهد محافظة حضرموت، شرقي اليمن، طفرة في المجال الإعلامي منذ تحريرها من قبضة تنظيم القاعدة، في أبريل/نيسان الماضي، معلنة نهاية حقبة زمنية ساد خلالها الاحتكار الإعلامي لصالح الإعلام الرسمي غير المؤثر والمقيّد بسياسات وتوجهات الدولة.
وعلى خلاف العام الذي حكم خلاله تنظيم القاعدة مدينة المكلا، والذي شهد انحسارا إعلاميا وتعطلت خلاله مؤسسات إعلامية كإذاعة المكلا الحكومية ومؤسسة باكثير للصحافة والنشر، ازدهر الوسط الإعلامي أخيرا بإنشاء جملة من المواقع الإخبارية والإذاعات المحلية، وتوسيع بث إذاعات كانت قائمة.
وبالرغم من أن الانفتاح الإعلامي في اليمن بدأ منذ ثورة 11 فبراير 2011، إلا أن محافظة حضرموت لم تلحق بالركب نتيجة عراقيل في استصدار التراخيص، وبقاء المحافظة تحت قبضة مسؤولين يدينون بالولاء للمخلوع صالح، الأمر الذي حال دون وجود حرية إعلامية.
لكن ومنذ تحرير المدينة من قبضة القاعدة، في أبريل/نيسان الماضي، ومع سرعة تطبيع الحياة في المدينة وعودة مؤسسات الدولة تدريجيا، وتعيين قيادة جديدة للمحافظة، استغل إعلاميو المحافظة هذه الظروف فشرعوا في تأسيس مشاريع إعلامية، ولو بإمكانيات بسيطة، لمواكبة المتغيرات الحاصلة في المدينة.
ورصدت "العربي الجديد" إنشاء ما يزيد عن ستة مواقع إخبارية جديدة، خلال أقل من ثلاثة أشهر، يعمل معظمها من مدينة المكلا، مركز المحافظة، في حين يعتزم إعلاميون إطلاق صحيفة محلية تصدر أيضا من المكلا.
وفي ذات الإطار، أطلق إعلاميون، قبل حوالي شهرين، إذاعة "نما" المحلية، وهي إذاعة مجتمعية غير رسمية تعمل على موجة الـfm.
وتشير مصادر تحدثت لـ"العربي الجديد" إلى أن هناك جهات مختلفة ورجال أعمال يعتزمون إطلاق ثلاث إذاعات أخرى متنوعة قريبا، لتشعل أجواء التنافس بين الإذاعات حديثة التأسيس.
في السياق ذاته، أعلنت إذاعة "سلامتك" التي تُعنى بالتثقيف الصحي، إطلاق بث الإذاعة عبر النت والهاتف النقال، وتقوية البث ليغطي جميع مناطق مدينة المكلا، وسبقها إعادة بث إذاعة المكلا الرسمية التي دمرت إبان سيطرة القاعدة على المدينة بعد إعادة تأهيلها.
وعلى ذات الصعيد عمدت قنوات محلية وأخرى خارجية إلى اعتماد مراسلين لها في مدينة المكلا، بينما أسست قناة حضرموت الوليدة مكتبا لها في المدينة، الأمر الذي ساهم في إيصال صوت المحافظة للفضاء العربي شيئا فشيئا، بعد سنوات من التغييب.
الزخم الإعلامي الذي تشهده المدينة يُرجعه إعلاميون ومتخصصون إلى تسهيل قيادة المحافظة إصدار تراخيص إنشاء الإذاعات المحلية، إضافة إلى عدم وجود مؤسسات خاصة أو رسمية على مستوى عال من الاحترافية تحتضن الشباب الخريجين من قسم الإعلام في جامعة حضرموت، والذي تخرّجت منه أول دفعة قبل عامين.
إضافة إلى ما سبق، يرى مراقبون أيضا أن حالة الاستقطاب السياسي الذي تشهده البلاد عموما والمحافظة خصوصا ودخول أطراف دولية للعب دور في المحافظة، كان له أثر في هذه الطفرة الإعلامية.
وفي هذا السياق، يقول سكرتير التحرير في موقع غولدن نيوز الإخباري، نبيل مطبق، إن سبب هذه الطفرة، هو الفجوة بين الإعلام الرسمي والمتلقّي، والتي ولّدت فراغا كبيرا وأزمة ثقة في مهنية وسائل الإعلام الرسمي التقليدي.
وفي معرض حديثه عن أسباب الطفرة الإعلامية، يقول مطبق إن "الأزمة السياسية وظروف الحرب التي تمر بها البلاد، حتمت تناولاً إعلامياً متعدداً من زوايا مختلفة، لاسيما في ظل استمرار النزاعات المسلحة وطبيعتها في اليمن".
من جهته، يقول أمجد صبيح، رئيس تحرير موقع المندب نيوز، الذي أعيد افتتاحه قبل أسابيع "إن سر الزخم الإعلامي في المحافظة يعود إلى تخرّج الكثير من الإعلاميين والصحافيين من حاملي الشهادات الجامعية، وقلة المؤسسات الإعلامية الكبيرة التي تحتضنهم، مما دفع هؤلاء الشباب إلى التنافس وإظهار أفضل ما لديهم في مجال تخصصهم". ويضيف، في حديث لـ "العربي الجديد"، أن المحافظة ستشهد، خلال الفترة المقبلة، بروز مؤسسات إعلاميه شبابية كبيرة بعيدا عن رأس المال الحضرمي الذي لم يستوعب بعدُ أهمية الإعلام". وأشار إلى أن إطلاق الموقع جاء "لخدمة حضرموت، وإبراز دور قوات النخبة التي حررت المحافظة من القاعدة، والدفاع عن مكتسبات المحافظة، بعد أن تعرضت للكثير من التخريب والتشويه من قبل الجماعات المسلحة التي استولت على المكلا، فضلا عن إبراز دور المدرسة الدينية الحضرمية".
من جهته، يرى الإعلامي مجدي بازياد، مدير إذاعة "نما اف"، أن الطفرة في المجال الإذاعي سببها سهولة استصدار التراخيص من قبل السلطة المحلية في المحافظة، بعد أن كان يتطلب الأمر الحصول على ترخيص من وزارة الإعلام، شاكرا محافظ حضرموت على هذه الخطوة. وبخصوص تمويل مشروعه يقول بازياد إن الإذاعة تعمل بتمويل ذاتي وبإمكانيات بسيطة، لكنها حسب قوله ستضيف للفضاء الإعلامي روحاَ جديدة للعمل الإذاعي من خلال روح الشباب التي تمنحها دفقات من التميز والإبداع بعيداً عن التقليدية والرسميات التي تحاصر الإذاعات الحكومية إلى جانب دورها في التخصص في الاهتمام بالجانب التنموي وخلق أجواء التنافس الشريف>
اقــرأ أيضاً
وعلى خلاف العام الذي حكم خلاله تنظيم القاعدة مدينة المكلا، والذي شهد انحسارا إعلاميا وتعطلت خلاله مؤسسات إعلامية كإذاعة المكلا الحكومية ومؤسسة باكثير للصحافة والنشر، ازدهر الوسط الإعلامي أخيرا بإنشاء جملة من المواقع الإخبارية والإذاعات المحلية، وتوسيع بث إذاعات كانت قائمة.
وبالرغم من أن الانفتاح الإعلامي في اليمن بدأ منذ ثورة 11 فبراير 2011، إلا أن محافظة حضرموت لم تلحق بالركب نتيجة عراقيل في استصدار التراخيص، وبقاء المحافظة تحت قبضة مسؤولين يدينون بالولاء للمخلوع صالح، الأمر الذي حال دون وجود حرية إعلامية.
لكن ومنذ تحرير المدينة من قبضة القاعدة، في أبريل/نيسان الماضي، ومع سرعة تطبيع الحياة في المدينة وعودة مؤسسات الدولة تدريجيا، وتعيين قيادة جديدة للمحافظة، استغل إعلاميو المحافظة هذه الظروف فشرعوا في تأسيس مشاريع إعلامية، ولو بإمكانيات بسيطة، لمواكبة المتغيرات الحاصلة في المدينة.
ورصدت "العربي الجديد" إنشاء ما يزيد عن ستة مواقع إخبارية جديدة، خلال أقل من ثلاثة أشهر، يعمل معظمها من مدينة المكلا، مركز المحافظة، في حين يعتزم إعلاميون إطلاق صحيفة محلية تصدر أيضا من المكلا.
وفي ذات الإطار، أطلق إعلاميون، قبل حوالي شهرين، إذاعة "نما" المحلية، وهي إذاعة مجتمعية غير رسمية تعمل على موجة الـfm.
وتشير مصادر تحدثت لـ"العربي الجديد" إلى أن هناك جهات مختلفة ورجال أعمال يعتزمون إطلاق ثلاث إذاعات أخرى متنوعة قريبا، لتشعل أجواء التنافس بين الإذاعات حديثة التأسيس.
في السياق ذاته، أعلنت إذاعة "سلامتك" التي تُعنى بالتثقيف الصحي، إطلاق بث الإذاعة عبر النت والهاتف النقال، وتقوية البث ليغطي جميع مناطق مدينة المكلا، وسبقها إعادة بث إذاعة المكلا الرسمية التي دمرت إبان سيطرة القاعدة على المدينة بعد إعادة تأهيلها.
وعلى ذات الصعيد عمدت قنوات محلية وأخرى خارجية إلى اعتماد مراسلين لها في مدينة المكلا، بينما أسست قناة حضرموت الوليدة مكتبا لها في المدينة، الأمر الذي ساهم في إيصال صوت المحافظة للفضاء العربي شيئا فشيئا، بعد سنوات من التغييب.
الزخم الإعلامي الذي تشهده المدينة يُرجعه إعلاميون ومتخصصون إلى تسهيل قيادة المحافظة إصدار تراخيص إنشاء الإذاعات المحلية، إضافة إلى عدم وجود مؤسسات خاصة أو رسمية على مستوى عال من الاحترافية تحتضن الشباب الخريجين من قسم الإعلام في جامعة حضرموت، والذي تخرّجت منه أول دفعة قبل عامين.
إضافة إلى ما سبق، يرى مراقبون أيضا أن حالة الاستقطاب السياسي الذي تشهده البلاد عموما والمحافظة خصوصا ودخول أطراف دولية للعب دور في المحافظة، كان له أثر في هذه الطفرة الإعلامية.
وفي هذا السياق، يقول سكرتير التحرير في موقع غولدن نيوز الإخباري، نبيل مطبق، إن سبب هذه الطفرة، هو الفجوة بين الإعلام الرسمي والمتلقّي، والتي ولّدت فراغا كبيرا وأزمة ثقة في مهنية وسائل الإعلام الرسمي التقليدي.
وفي معرض حديثه عن أسباب الطفرة الإعلامية، يقول مطبق إن "الأزمة السياسية وظروف الحرب التي تمر بها البلاد، حتمت تناولاً إعلامياً متعدداً من زوايا مختلفة، لاسيما في ظل استمرار النزاعات المسلحة وطبيعتها في اليمن".
من جهته، يقول أمجد صبيح، رئيس تحرير موقع المندب نيوز، الذي أعيد افتتاحه قبل أسابيع "إن سر الزخم الإعلامي في المحافظة يعود إلى تخرّج الكثير من الإعلاميين والصحافيين من حاملي الشهادات الجامعية، وقلة المؤسسات الإعلامية الكبيرة التي تحتضنهم، مما دفع هؤلاء الشباب إلى التنافس وإظهار أفضل ما لديهم في مجال تخصصهم". ويضيف، في حديث لـ "العربي الجديد"، أن المحافظة ستشهد، خلال الفترة المقبلة، بروز مؤسسات إعلاميه شبابية كبيرة بعيدا عن رأس المال الحضرمي الذي لم يستوعب بعدُ أهمية الإعلام". وأشار إلى أن إطلاق الموقع جاء "لخدمة حضرموت، وإبراز دور قوات النخبة التي حررت المحافظة من القاعدة، والدفاع عن مكتسبات المحافظة، بعد أن تعرضت للكثير من التخريب والتشويه من قبل الجماعات المسلحة التي استولت على المكلا، فضلا عن إبراز دور المدرسة الدينية الحضرمية".
من جهته، يرى الإعلامي مجدي بازياد، مدير إذاعة "نما اف"، أن الطفرة في المجال الإذاعي سببها سهولة استصدار التراخيص من قبل السلطة المحلية في المحافظة، بعد أن كان يتطلب الأمر الحصول على ترخيص من وزارة الإعلام، شاكرا محافظ حضرموت على هذه الخطوة. وبخصوص تمويل مشروعه يقول بازياد إن الإذاعة تعمل بتمويل ذاتي وبإمكانيات بسيطة، لكنها حسب قوله ستضيف للفضاء الإعلامي روحاَ جديدة للعمل الإذاعي من خلال روح الشباب التي تمنحها دفقات من التميز والإبداع بعيداً عن التقليدية والرسميات التي تحاصر الإذاعات الحكومية إلى جانب دورها في التخصص في الاهتمام بالجانب التنموي وخلق أجواء التنافس الشريف>
ولفت إلى أن الاحتكار للعمل الإعلامي موجود في حضرموت إلى حد ما لكنه بدأ ينحسر رويداً رويداً في ظل الدعم الذي يحظى به الشباب في هذه المرحلة ، مطالبا الشباب بفرض أنفسهم من خلال تقديم مشاريع إعلامية منافسة.