عادت العلاقات بين مصر والمغرب لتسوء من جديد عقب مشاركة وفد صحراوي في المؤتمر البرلماني العربي الأفريقي الذي عقد في شرم الشيخ المصرية. وفي وقت التزم المسؤولون والجهات الرسمية في المغرب الصمت، شنت وسائل الإعلام المغربية هجوماً لاذعاً على هذه الزيارة.
وشارك وفد رسمي من جبهة البوليساريو في احتفال رسمي نظم في مدينة شرم الشيخ بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. كما شارك الوفد في الاجتماع الذي جمع برلمان عموم أفريقيا مع البرلمان العربي. وهو ما اعتبره المغرب استفزازاً، وظهر من خلال الهجوم الذي شنته الصحافة المغربية على خطوة مصر.
ووصف موقع "لو 360" المغربي استقبال الوفد الصحراوي بالمستفز. ونشر قائلاً "بعد هدوء دبلوماسي نسبي امتد لنحو أشهر، واصلت جمهورية مصر العربية استفزازها للمغرب بعدما استقبلت وفداً مما يسمى "البوليزاريو"، والذي وجهت له الدعوة للمشاركة في المؤتمر البرلماني العربي الأفريقي في مدينة شرم الشيخ".
وتساءلت صحيفة الأيام "لماذا عادت مصر لاستفزاز المغرب دبلوماسيا؟" معتبرة بدورها أنه "لم تكد تمر بضعة شهور على الأزمة التي خلقتها زيارة وفد مصري لمخيمات البوليساريو، حتى جاء من مصر استفزاز جديد يتمثل في استقبال وفد يمثل جبهة بوليساريو الانفصالية، للمشاركة في أعمال المؤتمر البرلماني العربي الأفريقي في شرم الشيخ".
ونقلت الصحيفة عن المحلل السياسي والخبير في شؤون الصحراء والقضايا الأفريقية، عبد الفتاح الفاتحي أن ما قامت به مصر "سلوك معادٍ للوحدة الترابية للمملكة المغربية، وصيد في المياه العكرة ورجوع عن تعهدات عدم دعم الجماعة الانفصالية كما فعلت سابقاً".
ونقلت جريدة "هيسبريس" الإلكترونية المغربية عن متتبعين توقعهم بأن ترفع الزيارة من حالة التوتر بين البلدين من جديد. مذكرة بالتغطية التي حظيت بها الزيارة التي تعتبر سابقة، والاستقبال الرسمي الذي حظي به الوفد.
وقالت الصحيفة "عادت جمهورية مصر من جديد إلى التعبير عن موقف معاد للمغرب، يتوقع المتتبعون أن يرفع من درجة التوتر على مستوى العلاقات بين البلدين، بعد ما استقبلت السلطات المصرية نهاية الأسبوع المنصرم وفداً عن جبهة البوليساريو من أجل المشاركة في أشغال المؤتمر البرلماني العربي الأفريقي المنظم في مدينة شرم الشيخ".
كما نقل موقع "الي24" تصريحاً من الباحث المتخصص في قضايا الساحل والصحراء، عبد الفتاح الفاتحي لمدونة "هافينغتون بوست"، توقع فيه منذ البداية أن الاستقبال "سيلقى ردود فعل جدّ غاضبة من الجانب الشعبي والرسمي على حد سواء، وهو ما يضع علاقات البلدين على كفّ عفريت".
وتطالب جبهة البوليساريو باستقلال "الصحراء الغربية" وإجراء استفتاء من أجل "تقرير المصير"، فيما يعتبرها المغرب جمهورية وهمية، وجزءاً لا يتجزأ من ترابها الوطني، ويعرض الحكم الذاتي كحل لإنهاء النزاع الذي ما زال قائماً منذ عقود.