لم يتوقف الإعلام الرسمي السوري، منذ أن انتشرت صورة الطفل عيلان عبد الله الكردي عن جعل البرامج الاجتماعية والسياسة تدور بفلك الهجرة من سورية والخروج منها. النظام بطريقته الإعلامية لا يُحب أن يكون بمنأى عن أي حدث، ولكنه يبذل جهداً كبيراً لكي يُعيد ترتيب الحدث برؤية متجردة عما يقتضيه أي شعور بديهي لصورة طفلٍ ينغرس وجهه في الرمل.
لا معنى لأن يكون عيلان سورياً أو أن تقع وفاته في مسؤولية السلطة الحاكمة ونتائج تصرفاتها الكارثية، فهو "رهين والدين استجابا لشهواتهما التي تُثيرها الرأسمالية العالمية، ووقوعهما في فخ طرقها الوحشية لجذب المهاجرين". هذا الاستنتاج يُسهل فهمه بعد قراءة ما عنونته الجرائد الرسمية السورية كتعليق على الصور الوافدة من تركيا للغرقى، فكتبت جريدة تشرين: "أزمة اللاجئين ووحشية الرأسمالية الأوروبية". وكأن سورية اليوم هي أحد بلدان المُعسكر الاشتراكي، التي يهرب منها المواطنون لإعادة اكتشاف الرفاه الغربي، وفتح باب الشهوات على مصراعيه. وكُل يوم تقتبس الجرائد الحكومية السورية مقالاً غربياً من مواقع رديئة السُمعة وغير معروفة بالأصل يُهاجم فيها كُتابها المُجتمع الأوروبي، والرأسمالية العالمية. وبالكاد إعلام النظام يذكر "داعش" كأحد الأسباب التي جعلت الناس تهرب من البلاد كورقة رابحة له للاستخدام الإعلامي ليغسل يده من دم عيلان أو غيره. وكأنه يبرئه ليبرئ نفسه أيضاً. بمعنى ما، لا حرب في سورية وكُل أهوال هذه الحرب قد اختفت. وأوروبا الشهوانية الرغبوية هي السبب لا أكثر!
اقرأ أيضاً: الأطفال في سورية يموتون... حقاً؟
أما البرامج المتلفزة فاستقبلت عشرات الضيوف الذين تحدثوا عن فضائل البقاء في سورية، وهاجمت الدور التركي الذي يؤدي بالسوريين للموت، واستعرضوا بعضاً من صور السوريين وعذاباتهم في الغابات وجنبات الحدود. وأرفقوا المشاهد بأغان (وطنية درامية) ترفع وتيرة المشاهد لكي يُعاقب من وراء الشاشة السوريون الهاربون إلى أوروبا، ويُعاقب خيارهم الخلاصي بالخروج من البلد، على حساب الأمان الذي يؤمنه نظام الأسد لمحكوميه! وقبل أيام استطاع إعلام النظام جمع كُل مقاطع التعذيب الذي يعاني منه النازحون إلى أوروبا في مقطع واحد، ويُعيده مراراً وتكراراً على مسامع مواليه الذين يتابعون التلفزيون السوري بكثافة. ويليه مباشرة مقاطع عن التفجيرات الإرهابية، خاصة التفجير الأخير الذي أصاب مدينة اللاذقية، ويستعرض صور الأطفال الذين قُتِلوا فيه، ولا يتجاوز فحوى الرسالة التي يُريدها سوى أن أوروبا تضربكم بالعُصي، والإرهاب في الداخل، ويكون الحلُ مشهدياً بأن يوضع مقطعاً طويلاً لاستعراضات الجيش السوري بوصفه نهاية المشهد وحسن ختامهِ. لا حل سوى العسكرة والقتال لحماية الوطن! البارودة وإلا غرق تركيا وعصي أوروبا.
الصفحات الاجتماعية على "فيسبوك" (التابعة للنظام أو تواليه) قد وجهت حربها ضد العالم أيضاً لكن من منطلق آخر، أن صورة عيلان ترافقت مع صورة طفلة جميلة فقدت حياتها داخل مدينة اللاذقية في تفجير سيارة مفخخة منذ حوالي العشرة أيام، في منطقة غالبيتها من العلويين. واحتجت الصفحات الموالية على التركيز على عيلان وعدم ذكر طفلة اللاذقية بشكل هستيري، وحجبت صورة عيلان بالمُطلق عن صفحات الموالاة، ذلك لحجب قضيته نهائياً، خاصة بعد انتشار قصة عن والد عيلان وقضية اعتقاله لفترة في المخابرات الجوية. واستغلت الصفحات قضية طفلة اللاذقية بشكل أداتي حربي بوجه صورة عيلان.
اقرأ أيضاً: الإعلام يستيقظ: أرواح اللاجئين برقبتنا
لا معنى لأن يكون عيلان سورياً أو أن تقع وفاته في مسؤولية السلطة الحاكمة ونتائج تصرفاتها الكارثية، فهو "رهين والدين استجابا لشهواتهما التي تُثيرها الرأسمالية العالمية، ووقوعهما في فخ طرقها الوحشية لجذب المهاجرين". هذا الاستنتاج يُسهل فهمه بعد قراءة ما عنونته الجرائد الرسمية السورية كتعليق على الصور الوافدة من تركيا للغرقى، فكتبت جريدة تشرين: "أزمة اللاجئين ووحشية الرأسمالية الأوروبية". وكأن سورية اليوم هي أحد بلدان المُعسكر الاشتراكي، التي يهرب منها المواطنون لإعادة اكتشاف الرفاه الغربي، وفتح باب الشهوات على مصراعيه. وكُل يوم تقتبس الجرائد الحكومية السورية مقالاً غربياً من مواقع رديئة السُمعة وغير معروفة بالأصل يُهاجم فيها كُتابها المُجتمع الأوروبي، والرأسمالية العالمية. وبالكاد إعلام النظام يذكر "داعش" كأحد الأسباب التي جعلت الناس تهرب من البلاد كورقة رابحة له للاستخدام الإعلامي ليغسل يده من دم عيلان أو غيره. وكأنه يبرئه ليبرئ نفسه أيضاً. بمعنى ما، لا حرب في سورية وكُل أهوال هذه الحرب قد اختفت. وأوروبا الشهوانية الرغبوية هي السبب لا أكثر!
اقرأ أيضاً: الأطفال في سورية يموتون... حقاً؟
أما البرامج المتلفزة فاستقبلت عشرات الضيوف الذين تحدثوا عن فضائل البقاء في سورية، وهاجمت الدور التركي الذي يؤدي بالسوريين للموت، واستعرضوا بعضاً من صور السوريين وعذاباتهم في الغابات وجنبات الحدود. وأرفقوا المشاهد بأغان (وطنية درامية) ترفع وتيرة المشاهد لكي يُعاقب من وراء الشاشة السوريون الهاربون إلى أوروبا، ويُعاقب خيارهم الخلاصي بالخروج من البلد، على حساب الأمان الذي يؤمنه نظام الأسد لمحكوميه! وقبل أيام استطاع إعلام النظام جمع كُل مقاطع التعذيب الذي يعاني منه النازحون إلى أوروبا في مقطع واحد، ويُعيده مراراً وتكراراً على مسامع مواليه الذين يتابعون التلفزيون السوري بكثافة. ويليه مباشرة مقاطع عن التفجيرات الإرهابية، خاصة التفجير الأخير الذي أصاب مدينة اللاذقية، ويستعرض صور الأطفال الذين قُتِلوا فيه، ولا يتجاوز فحوى الرسالة التي يُريدها سوى أن أوروبا تضربكم بالعُصي، والإرهاب في الداخل، ويكون الحلُ مشهدياً بأن يوضع مقطعاً طويلاً لاستعراضات الجيش السوري بوصفه نهاية المشهد وحسن ختامهِ. لا حل سوى العسكرة والقتال لحماية الوطن! البارودة وإلا غرق تركيا وعصي أوروبا.
الصفحات الاجتماعية على "فيسبوك" (التابعة للنظام أو تواليه) قد وجهت حربها ضد العالم أيضاً لكن من منطلق آخر، أن صورة عيلان ترافقت مع صورة طفلة جميلة فقدت حياتها داخل مدينة اللاذقية في تفجير سيارة مفخخة منذ حوالي العشرة أيام، في منطقة غالبيتها من العلويين. واحتجت الصفحات الموالية على التركيز على عيلان وعدم ذكر طفلة اللاذقية بشكل هستيري، وحجبت صورة عيلان بالمُطلق عن صفحات الموالاة، ذلك لحجب قضيته نهائياً، خاصة بعد انتشار قصة عن والد عيلان وقضية اعتقاله لفترة في المخابرات الجوية. واستغلت الصفحات قضية طفلة اللاذقية بشكل أداتي حربي بوجه صورة عيلان.
اقرأ أيضاً: الإعلام يستيقظ: أرواح اللاجئين برقبتنا