الأيام المعدودة للأسد

09 اغسطس 2015
عاد أوباما للحديث عن الأيام المعدودة للأسد(Getty)
+ الخط -
عاد الرئيس الأميركي باراك أوباما للحديث عن الأيام المعدودة للرئيس السوري بشار الأسد، بعد غياب لأكثر من سنتين عن تلك النغمة وتكرار تلك العبارة المترافقة بالعديد من الخطوط الحمر الأميركية، والتي بنى جمهور الثورة السورية عليها الكثير من الآمال بقرب تحرك أميركي خلال بضعة أيام، يضع حداً لنظام قاتل مستبد يصنع الإرهاب، ويستمد من استمراره أسباب بقائه. لكن سرعان ما اكتشف من صدق أوباما أن المقصود بالأيام المعدودة لم يكن بضعة أيام ولا حتى بضعة شهور، ولكن ربما كان القصد منها أنها أيام قابلة للعد وقد تصل لآلاف الأيام.
الآن وبعد الاتفاق بين الغرب وإيران على الملف النووي الإيراني، وبعد التوافق الروسي الأميركي على وضع رؤية لحل سياسي في المناطق الساخنة في الشرق الأوسط (سورية، والعراق، واليمن) قبيل البدء بتطبيق الاتفاق النووي، يبدو أن هناك تغيراً وشيكاً على المواقف الدولية لجهة تحريك العمل على حل سياسي في تلك المناطق.
وفي ما يخص سورية، يبدو أن إيران ستسعى لإثبات حسن نواياها تجاه الغرب، وبالتالي يمكن أن تحاول تسويق نفسها كطرف في الحل وليس طرفا في المشكلة. وقد قامت بالفعل بطرح مبادرة ولو أنها غير قابلة للتطبيق وتتبنى في معظمها أفكار النظام. كما أن الروس حلفاء إيران الاستراتيجيين قد بدأوا يدركون أن الحل ليس بالتمسك المطلق بالنظام، وإنما بالتنسيق مع جميع الأطراف في المنطقة، ولا سيما الأطراف الداعمة للمعارضة السورية. ضمن هذا المنظور، بدأوا بالتنسيق مع السعودية، من خلال ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ومن ثم مع تركيا، والتي أكد رئيسها رجب طيب أردوغان أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتجه للتخلي عن الأسد. وقد ترجم التغير بالموقف الروسي بموافقة موسكو على قرار مجلس الامن المتعلق بالخاص بإنشاء آلية لتحديد هوية مرتكبي هجمات الأسلحة الكيميائية في سورية، وهي المرة الأولى التي لا تستخدم فيها روسيا الفيتو على قرار قد يدين النظام.
فهل عودة الرئيس باراك أوباما إلى نغمة أيام الأسد المعدودة تستند إلى المتغيرات الدولية التي حصلت، وبالتالي قد تكون أيام الرئيس الأسد بالفعل معدودة، أم هي مجرد تصريحات يطلقها بين الحين والأخر، هذا ما قد تحمل جوابه الأيام المعدودة المقبلة.
المساهمون