الأمن الفلسطيني يقمع احتجاجات في جنين

11 يوليو 2014
اصطدم شبان جنين مع الأمن لثلث ساعة (العربي الجديد)
+ الخط -
دفعت حرارة الدم وقوة الغضب من مجازر الاحتلال في غزة، شباناً من محافظة جنين، ومخيمها، إلى ترك المهرجان الخطابي الذي نظمته "القوى الوطنية والإسلامية" في مركز مدينة جنين، ليل الخميس، والتوجّه في اتجاه حاجز "الجلمة" العسكري، شمالي جنين، على بعد 8 كيلومترات، للاشتباك مع قوات الاحتلال هناك.
لكن، وقبل الوصول الى الحاجز، اصطدم الشبان بقوات الأمن الفلسطينية، التي أغلقت الشارع وصدّت المتظاهرين الغاضبين بإطلاق القنابل المسيّلة للدموع، حسبما أكد نشطاء من مخيم جنين.
ولفت ناشط من مخيم جنين، رفض الكشف عن هويته، لـ"العربي الجديد"، الى أنه "قبل أن نصل الى نقطة الاحتكاك، على بعد 700 متر من حاجز الجلمة، أطلقت قوات الأمن الفلسطيني قنابل الغاز علينا، فألقينا الحجارة عليهم. كنّا على بعد 50 متراً منهم. بقينا هناك لثلث ساعة، قبل أن يتمكن بعض الشباب من سلوك طرق التفافية للوصول إلى الحاجز".
وكانت حركة "فتح" في جنين، قد دعت إلى هبّة جماهرية لنصرة غزة والتنديد بجرائم الاحتلال فيها، فانطلقت مسيرتان بعد صلاة العشاء، واحدة من مخيم جنين والثانية من المدينة، والتقتا في مركز جنين، وقُدّر عدد المشاركين بنحو ألفي متظاهر.

وأكد أمين سر حركة "فتح" في جنين، عطا أبو رميلة، لـ"العربي الجديد"، أن الحركة "دعت الى النفير العام، باسم حركة فتح وكافة الفصائل للتنديد بجرائم الاحتلال، والتصدي للمستوطنين. فوجئت بعدد المشاركين في الاعتصام. الشارع كله يغلي. الأمور ستنفجر في أية لحظة، ليس فقط في جنين بل بكل الضفة".

وأضاف أن "الوضع اليوم مختلف. أتصوّر أن مواجهة الاحتلال، ستكون عنيفة في أي دخول الى جنين، ولن يستطيع أحد وقف الأحداث، ولن نسمح بالاستفراد بغزة. يجب فتح كل الجبهات في الضفة الغربية لتخفيف الضغط عن غزة. يجب أن لا نتفرج".

وأطلق مسلحون النار بكثافة في مدينة جنين ومخيمها ومناطق عدة، احتجاجاً على صدّ الأجهزة الأمنية للمحتجين، واستعداداً لمواجهة الاحتلال، إذ تبدو الأمور وكأن الجميع ينتظر اقتحام الجيش لمواجهته بالسلاح.

وتفاقم الغضب في جنين بسبب بُعدها عن المستوطنات وعن مناطق الاحتكاك، الأمر الذي لخّصه أحد النشطاء، لـ"العربي الجديد"، بالآتي: "نشاهد أشلاء الأطفال في غزة، نحترق دون أن ندري ماذا سنفعل. نحن محتارون ولا مستوطنات لنهاجمها في منطقتنا، لذلك سرنا 8 كيلومترات للمواجهة مع أقرب نقطة للاحتلال".
وذكر المتحدث باسم "فتح" في جنين، منصور السعدي، لـ"العربي الجديد"، أن "الشباب متحمسون وغاضبون. الحرقة تملأ صدر كل إنسان شريف. قلوب الناس تقطعت من صور أطفال غزة".
وعلّق منصور على صد الأجهزة الأمنية للمحتجين بالقول: "قوات الأمن حاولت تخفيف حدة الاشتباك، كي لا يصل الشباب إلى الحاجز ويسقط شهداء. الضفة ليست غزة، لا يوجد للضفة عمق عربي يمكّنها من مواجهة مسلحة، لا نملك أكثر من الاحتجاج".

وتساءل الشبان الذين اشتبكوا مع قوات الأمن الفلسطيني: "ما الذي يريده الأمن منّا؟ بإمكان كل شخص الادعاء بأنه سيحافظ على الشعب، لكن الشعب عندما يقرر المواجهة فهذا خياره. على الأمن احترام ذلك. نحن لسنا مجانين وطائشين. كنا أكثر من ألفي شخص، قمعونا بقنابل الغاز، مع أن كل الفصائل هجمت باتجاه الحاجز، فتح وحماس والجهاد الإسلامي، والذين لا ينتمون لأحزاب، نزلوا لمواجهة الاحتلال، فواجههم الأمن الفلسطيني، كيف يحصل ذلك؟".
دلالات