مع قدوم أيام عيد الأضحى المبارك ارتفعت الأسعار ارتفاعاً غير مسبوق، ومحاولة كل تاجر وصاحب محل تجاري أن يبيع بضائعه وفق الأسعار التي يريدها، في ظل غياب أي نوع من الرقابة من قبل البلديات. في حين يعيش معظم الأفغان تحت خط الفقر المدقع مع استشراء البطالة في أوساطهم.
وزادت أسعار جميع ما يحتاجه المواطن الأفغاني في فترة العيد بنسب ملحوظة، خصوصاً أن تلك المناسبة تأتي في وقت تشهد فيه العملة الأفغانية حالة من عدم الاستقرار أمام الدولار الأميركي، ما يجعل الكثير من التجار يبررون رفع الأسعار، ويربطون ذلك بتراجع سعر صرف العملة أمام الدولار.
ويقول محمد فرحان، صاحب محل للحلويات في سوق شهر نو، الذي يقصده كثير من الأفغان للحصول على احتياجات العيد، لـ"العربي الجديد": "إن السبب الرئيس وراء رفع الأسعار هو وضع العملة الأفغانية أمام الدولار، لأننا نشتري جميع الأغراض بالدولار ثم نبيعها بـ"الأفغانية"، لذلك نحن مضطرون لزيادة الأسعار، لكن المواطن لا يعرف ذلك ويظن أن ارتفاع الأسعار سببه قدوم العيد".
ويعترف فرحان في المقابل ضاحكاً أن هذا هو موسم الربح، وهم ينتظرونه طوال العام لتحقيق المزيد من الربح مقارنة بباقي الأيام. ويقول: "نعمل طوال السنة وندفع إيجار الدكان وندفع أجر العامل، وبالتالي ننتظر كي يأتي هذا الموسم لنحصل على الربح، ومنها نسدد الإيجار وفواتير الكهرباء وغيرها".
وتشدد الحكومة منذ مدة الرقابة على التجار والمحال التجارية لجني الضرائب، وأغلقت عشرات المحال ولم تسمح بإعادة فتحها إلا بعد أن سددت الأخيرة ما يتوجب عليها من ضرائب. ولم تكن جباية الضرائب واردة فيما مضى، غير أن الحكومة وضعت آلية جديدة ومنتظمة لذلك، ما يدفع التاجر لجني ما يمكن جنيه من أرباح بكل حيلة ووسيلة، وإخراج كل ما يترتب عليه دفعه للحكومة من جيب المواطن.
ويقول أحد مندوبي البلدية في سوق شهر نو، جاويد محمد داوود، ويطلق على هؤلاء المندوبين تسمية "وكيل كزر"، "إن هؤلاء التجار يظلمون الشاري ولا يحترمون الشعائر الدينية أيضاً. أما قولهم بأن الضرائب هي السبب الذي يجعلهم يرفعون أسعارهم، نرد بأن من حق الحكومة جني الضرائب من التاجر الذي عليه أن يدفعها من ربحه المشروع، أما حديثهم عن تدني قيمة العملة الأفغانية مقابل الدولار فليس إلا ذريعة للحصول على مال المواطن".
يضيف جاويد "قبل أيام كان سعر كل 73 أفغانية دولاراً واحداً، والأسعار لم ترتفع، أما الآن فقيمتها 72 مقابل الدولار والأسعار ارتفعت ارتفاعاً غير مسبوق. وهذا يعني أن السبب هو العيد وليس حالة العملة الأفغانية مقابل الدولار".
في المحصلة، كان من المفترض أن تنخفض الأسعار في العيد كي يفرح الفقير والغني جميعهم، أو كي يكمل الفقراء فرحتهم بعد الحصول على بعض احتياجات العيد، لكن ارتفاع الأسعار لم يمكنهم من ذلك. وهكذا يُحرم الكثيرون من فرحة العيد بسبب الفقر من جهة، وارتفاع الأسعار من جهة ثانية.