العيد لا يكتمل من دون كعك في عين الحلوة

22 اغسطس 2018
راحت زهيّة تحترف صناعة الحلوى (العربي الجديد)
+ الخط -


الاحتفال بعيد الأضحى غير ممكن من دون كعك العيد، بالنسبة إلى زهيّة وإلى فلسطينيات أخريات يحتفلنَ بالعيد الكبير. وقبل أيام، راحت زهيّة وكثيرات من مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، يعددنَ الكعك. وتؤكّد زهيّة أنّ "كعك العيد طقس من طقوس العوائل الفلسطينية. جدّاتنا علّمنَ أمهاتنا كيفية صناعته، وهؤلاء بدورهنّ قمنَ بتعليمنا".

زهيّة فريجة امرأة فلسطينية تبلغ من العمر سبعة وثلاثين عاماً تعود جذورها إلى بلدة الخالصة في قضاء صفد بفلسطين المحتلة، وهي تقيم اليوم في مخيّم عين الحلوة. تخبر أنّ "في بيتنا، نصنع الكعك بالتمر. وعند حلول المساء، تجتمع النسوة عند التي ترغب في صناعة الكعك، على أن يكون ذلك مداورة بين البيوت على مدى سبعة أيام أو عشرة، بحسب الحاجة". وتشير إلى أنّه "كلّما تصاعدت رائحة السمن البلدي الشهية من أحد البيوت، فإنّ سكان الحارة يعلمون من هي العائلة التي تحضّر كعك العيد".

وتقول زهيّة إنّه "عند إعداد الكعك، تجهّز النسوة كميات كبيرة منه، قبل خبزه في الفرنية الموجودة في البيت. وفي حال لم تتوفّر، فهو يُخبَز في أحد أفران المنطقة بعد موافقة صاحبه. وبعد الانتهاء من خبزه، يُوضَّب في أوعية لتوزّعه ربة المنزل على الجيران والأقارب". تجدر الإشارة إلى أنّ نساء المخيّم يحاولنَ الحفاظ على عادات العيد وتقاليده التي حملها الفلسطينيون الأوائل الذين هجّروا من أرضهم قبل سبعين عاماً. هؤلاء النساء وكذلك الرجال الفلسطينيون ما زالوا يتمسكون بتلك التقاليد التي يتوارثونها حتى لا يضيع تراث الأجداد.

وبحماسة تكمل زهيّة حديثها عن الكعك، وتشرح أنّه "بعد تجهيز مكوّنات الكعك، يوضع الطحين والسميد في وعاء كبير لمدّة محددة حتى يتشرّبا السمن البلدي. ثمّ تُضاف إليها المكوّنات الأخرى من قبيل المحلب والخميرة، وتُعجَن مع بعضها البعض. بعد ذلك، تُحشى وتوضع في قوالب مخصصة لها وتُنقَش على طبليات (طاولات صغيرة) خشبية". تضيف أنّ "ما يميّز الكعك الفلسطيني عن سواه هو خلط التمر بالجوز والسمسم عند حشوه، وكذلك دقة الكعك". وتلفت زهيّة إلى أنّ "في ما خص العائلة التي ينوي أحد أفرادها الحجّ، فإنّها تعدّ الكعك قبل توجّهه إلى الحج، فيأخذ الكعك معه"، مؤكدة أنّ "هذه العادة هي من العادات الفلسطينية التي ما زالت متوارثة حتى اليوم".




وزهيّة كانت قد تعلّمت صناعة الحلوى وهي في التاسعة عشرة من عمرها، بعدما اضطرتها ظروفها إلى العمل، نظراً إلى أنّها لم تتابع تعليمها بسبب زواجها المبكر. وبعد عملها لسنوات في محلات عدّة، تعرّفت على جمعية ناشط، وراحت تتابع فيها دورات لتعلّم إعداد الحلوى على أيدي أشخاص محترفين.