الأزمات العالمية لا تقلق أسواق النفط والذهب والدولار

تلفّ الأزمات الأمنية العالم، من روسيا إلى ليبيا والعراق وفلسطين... وبرغم ذلك تراجع سعر النفط من نوع برنت إلى ما دون 108 دولارات للبرميل، اليوم الإثنين، بعدما رجحت كفة ضعف الطلب في أوروبا وآسيا ووفرة المعروض في منطقة حوض الأطلسي، على كفة التوترات السياسية في أوكرانيا والشرق الأوسط. في حين يشهد الدولار ارتفاعات قياسية، مع انخفاض هادئ لأسعار الذهب، وترقب لأداء الاقتصادات العالمية.

ويقول تجار وسماسرة إن أسواق النفط الحاضرة لنفط بحر الشمال وغرب أفريقيا متخمة بالمعروض حتى أن البائعين يقدمون حسماً كبيراً في الأسعار في محاولة لجذب مشترين مثل شركات تكرير النفط.

وانخفض سعر برميل برنت إلى 107.73 دولاراً  للبرميل. وتراجع سعر الخام الأميركي الخفيف في عقود سبتمبر/أيلول 68 سنتا إلى 101.41 دولاراً للبرميل بعد أن أنهى الأسبوع الماضي منخفضا واحدا في المائة. لكن التوترات السياسية العالمية ساعدت في دعم أسعار النفط.

النفط بعيد عن الهزات

ومن المقرر أن تبحث الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية على روسيا، لكن السوق تبدو غير مكترثة باحتمال تعرض إمدادات النفط لأي هزات جراء تلك العقوبات.

وقال كبير محللي أسواق السلع الأولية في البنك الألماني "كومرتس"، يوجين فاينبرج، إن "الشعور السائد في السوق ما زال يستبعد أن تسفر العقوبات عن أي تأثير ملموس على وفرة النفط".

ويتابع المتعاملون عن كثب التطورات في ليبيا حيث وقعت اشتباكات بين القوات الحكومية ومجموعات مسلحة في مطلع الأسبوع أسفرت عن مقتل 36 شخصا على الأقل في مدينة بنغازي شرقي البلاد. وهبط إنتاج النفط الليبي إلى نحو 450 ألف برميل يوميا الأسبوع الماضي بانخفاض بلغ نحو 20 في المائة. 

الدولار في أعلى المستويات

أما الدولار فقد اقترب من تسجيل أعلى مستوياته في ستة أسابيع أمام سلة من العملات الرئيسية، اليوم الإثنين. إذ من المتوقع أن تحدد بيانات وسياسات تعلن هذا الأسبوع ما إذا كان تحقق أقوى أداء أسبوعي للدولار منذ مارس/آذار يمهد لصعود أكبر.

وزاد اليورو قليلا في الجلسة الآسيوية التي سادها التراجع بسبب عطلة في سنغافورة. لكن لا يزال يجري تداول اليورو أعلى قليلا من أضعف مستوياته في ثمانية أشهر. وأي انخفاض ولو بمقدار نصف سنت سيدفعه إلى أقل مستوى منذ سبتمبر/أيلول من العام الماضي.

وقال مدير الصرف لدى سوسيتيه جنرال في طوكيو، كيوسوكي سوزوكي، "هناك حالة من الانتظار والترقب قبل بيانات الوظائف الأميركية واجتماع مجلس الاحتياطي الأميركي".

واستقر مؤشر الدولار عند 81.045 بعد أن بلغ ذروة 81.084 يوم الجمعة الماضي، في أعلى مستوى منذ بداية فبراير/شباط. وارتفع مؤشر الدولار 1.6 في المائة هذا الشهر في طريقه لتحقيق أفضل مكاسب شهرية منذ يناير/كانون الثاني. 

الذهب يسجل انخفاضاً

وانخفض سعر الذهب، اليوم الإثنين، مع اقتراب الدولار من أعلى مستوى في عدة أشهر قبل سلسلة من البيانات الاقتصادية واجتماع لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) لكن الأسعار ظلت فوق 1300 دولار للأوقية مع تصاعد التوتر بين الغرب وروسيا والعدوان الإسرائيلي على غزة..

ويترقب المستثمرون اجتماع مجلس الاحتياطي وبيانات النمو الأميركي في الربع الثاني يوم الأربعاء، وبيانات الوظائف غير الزراعية يوم الجمعة لتقدير قوة الاقتصاد والتعرف على آفاق السياسات النقدية للمجلس.

ونزل السعر الفوري للذهب 0.2 في المائة إلى 1305.2 دولاراً للأوقية، وكان الذهب قد سجل ثاني خسائر أسبوعية يوم الجمعة، بعد صدور بيانات اقتصادية أميركية قوية.