الأدوار الدرامية سجن الممثلين على مدار الزمن

12 أكتوبر 2016
ناجي جبر في مسلسل "أهل الراية" (فرانس برس)
+ الخط -
أحياناً، عندما نتحدث عن بعض الممثلين، يصعب علينا الحديث عنهم بمعزل عن الشخصيات التي أدوها، بسبب اقترانهم في مخيلتنا بهذه الشخصية، لدرجة يصعب فيها الفصل بين شخصية الفنان، والشخصية التي يؤديها، ومن أشهر هذه الشخصيات:

غوار الطوشة (دريد لحام)
جسد الفنان، دريد لحام، شخصية "غوار الطوشة" لأول مرة في فيلم "عقد اللولو" سنة 1964، واستطاع من خلال الطربوش الأحمر والنظارات السميكة والقبقاب، أن يشكل نمطاً شعبياً حاز على محبة الجماهير. ورافقت شخصية "غوار الطوشة" معظم أعمال اللحام التلفزيونية والسينمائية والمسرحية على مدار ما يقارب ثلاثين عاماً. إلا أن دريد لحام حاول أن يتحرر من تلك الشخصية التي انطبع بها في مخيلة المشاهدين في نهاية التسعينيات، فقدم شخصية "أبو الهنا" عام 1996 في مسلسل "أحلام أبو الهنا"، ولكن الجمهور لم يستطع فصل اللحام عن شخصيته الشعبية، فلم يتقبلوا شخصيته الجديدة، مما حفز اللحام على تجسيد الشخصية من جديد سنة 1999، في مسلسل "عودة غوار"، قبل أن يهجر شخصيته الشعبية إلى غير رجعة.

حسني البورظان (نهاد قلعي)
اشتهر الفنان الراحل، نهاد قلعي، بشخصيته "حسني البورظان"، وشكل مع دريد لحام بشخصية "غوار الطوشة" ثنائيا أغنى الذاكرة الفنية السورية، وحازا على لقب "لوري وهاردي" الشرق الأوسط. ويعود الفضل لقلعي بتكوين الشخصيات وتأليف الأفلام والمسلسلات التي جمعتهما، وأهمها: "صح النوم"، "حمام الهنا"، "مقالب غوار"، وغيرها. ولم يجسد قلعي أي شخصية ثانية طيلة حياته الفنية التي لم تدم طويلاً بسبب تعرض قلعي لحادث أليم أدى إلى شلله في نهاية الثنانينات، قبل أن يغادر العالم سنة 1993.

أبو عنتر (ناجي جبر)
جسد الراحل، ناجي جبر، شخصية "أبو عنتر" لأول مرة سنة 1971، في فيلم "عودة حميدو"، إلا أن شهرته الجماهرية لم تأت إلا بعد مشاركته في مسلسل "صح النوم" عام 1974، وبعد النجاح الذي حققته شخصية "أبو عنتر" رافق جبر الثنائي لحام وقلعي في جميع أعمالهم بالشخصية ذاتها، وشخصية "أبو عنتر"، هي نمط الشاب الدمشقي الأزعر، صاحب العضلات والشنب. وقدم جبر شخصيات عديدة بعد وفاة قلعي، إلا أن الجمهور لم يتقبله بها، مما جعله يغيب عن الأضواء لفترة زمنية طويلة، ولكنه عاد قبل وفاته من خلال أعمال البيئة الدمشيقة بشخصيات مشابهة.

إسماعيل ياسين (إسماعيل ياسين)
فنان مصري راحل، يُعد أحد أهم رواد فن "المونولوج" في مصر منذ منتصف الثلاثينيات، شهد عام 1949 أول بطولة مطلقة له في عالم السينما. ليقدم فيما بعد العديد من أفلامه بشخصية سماها على اسمه "اسماعيل ياسين"، وتتميز هذه الشخصية بالمبالغة في الحركة والطرافة التي جذبت الجماهير، ليصبح نجم شباك التذاكر الأول في عصره. وخطا خطوه الممثل السوري الراحل، ياسين بقوش، والذي عرف أيضاً بشخصية "ياسينو".

أم أحمد (سامية الجزائري)
امرأة بخيلة تتمتع بشخصية قوية وتحب السيطرة، تفتعل المشاكل باستمرار. بهذه الصفات انطبعت صورة سامية الجزائري في أذهاننا من خلال شخصية "أم أحمد" أو "خيرات بلليش" في مسلسل "عائلة خمس نجوم" عام 1994، ولاقت الشخصية نجاحاً كبيراً. واستطاعت من خلالها أن تترك الجزاري بصمة خاصة لها في الكوميديا بالتسعينات. وتابعت الجزائري أداء الشخصية في سلسلة "عائلة النجوم" ولكن بأسماء مختلفة، حيث أصبح اسمها بالجزء الثاني "فردوس"، وفي الجزء الثالث "بوران"، وفي الجزء الرابع "عفراء". كما نقلت الشخصية ذاتها إلى مسلسل "جميل وهناء"، وأعطتها اسم "أم محمود"، إلا أن الجمهور لم يقع في فخ الأسماء، واستطاع أن يدرك أن جميع هذه الأسماء تختصرها "خيرات بلالييش".

معتز (وائل شرف)
العديد من الناس يجهل اسم الممثل، وائل شرف، ويلقبونه باسم "معتز"، نسبةً للشخصية التي لعبها في "باب الحارة"، رغم أنه قدم العديد من الأعمال التلفزيونية، إلا أن شهرته لم تأت إلا بعدما جسد شخصية "معتز" قبل عشرة أعوام. لاقت شخصية الفتى الدمشقي، القبضاي والحمش، ضجة واسعة، واستمر شرف بتقدمها في الأجزاء السبعة الأولى من المسلسل الشهير، مما جعله يقع في فخ التنميط، وبات من الصعب على الجمهور أن يتقبله بشخصية أخرى.

كسمو(محمد أوسو)
في ظهوره الأول، استطاع أوسو أن يحقق الشهرة وأن يغزو قلوب المشاهدين بشخصية "كسمو" في مسلسل "بكرا أحلى" عام 2005، وهي شخصية الفتى الطائش الغبي، والذي يتمتع بحس كبير من الفكاهية والسخرية. قدم فيما بعد عملين استندا إلى هذه الشخصية، وهما "كسر الخواطر"، ومسلسل "كثير من الحب كثير من العنف"، ليختفي بعدهما عن الأضواء تماماً.

النمس (مصطفى الخاني)
عندما دخلت شخصية "النمس" إلى سلسلة "باب الحارة"، استطاعت أن تضفي المزيد من الحيوية على المسلسل الذي انسحب منه نجومه، بسبب الشخصية النمطية التي قدمها الخاني، والتي تتميز بخساستها وضعفها ومشكلتها بالنطق، تجعل من الشرير يبدو مضحكاً. وارتبط الخاني بالشخصية لدرجة أنه قدم أغنية فيها مستقلة عن "باب الحارة"، في حين أنه لم يحقق نجاحاً موازياً بأي دورٍ آخر.

المساهمون