واستشهد الشابان أبو مريم وأبو الوفا، صباح اليوم، برصاص قوات الاحتلال على حاجز الحمرا العسكري في منطقة الأغوار الشمالية، شرقي الضفة الغربية، أثناء مرورهما من هناك للوصول إلى عملهما، حيث يعمل أبو مريم عاملا في مجال الأعشاب الطبية، وأبو الوفا موزعا على سيارته للمواد التموينية.
وقال حسام أبو مريم، أحد أقرباء الشهيد علي، لـ"العربي الجديد"، إن "الشهيد علي كان ذاهبًا إلى عمله كالمعتاد كأي يوم، وأوقف جنود الاحتلال العديد من العمال الفلسطينيين المتوجهين إلى عملهم على الحاجز، وأخذوا علي من بينهم إلى مكان بجانب الحاجز وأطلقوا الرصاص عليه من مسافة صفر، حيث أصيب بسبع رصاصات في وجهه وصدره وقدميه، وهو ما يفنّد ادعاءات الاحتلال بأنه حاول تنفيذ عملية طعن، والتي تحاول (سلطات الاحتلال) دائما أن تلصق التهم الجاهزة بحق الفلسطينيين".
وبعد أن سلّمت قوات الاحتلال جثماني الشهيدين، نقلا إلى مستشفى طوباس التركي الحكومي في مدينة طوباس، شرقي الضفة الغربية، ثم انطلق موكب تشييع جثماني الشهيدين من أمام المستشفى في طوباس، حيث أجريت جنازة عسكرية من قوى الأمن الفلسطيني.
جثمان الشهيد أبو مريم نقل إلى مسقط رأسه في بلدة الجديدة، بينما نقل جثمان الشهيد أبو الوفا إلى مستشفى الدكتور خليل سليمان الحكومي في مدينة جنين ومن ثم نقل جثمانه إلى مسقط رأسه في قرية الزاوية.
وبمشاركة من أهالي بلدة الجديدة والقرى المجاورة شيّع آلاف الفلسطينيين جثمان الشهيد أبو مريم، بعد أن ألقت عائلته نظرة الوداع عليه، ومن ثم جابت مسيرة حاشدة شوارع البلدة، وهم يحملون الأعلام الفلسطينية ورايات الفصائل الوطنية، وهتفوا بهتفات غاضبة تمجّد الشهيد وتدعو للانتقام له، ومن ثم اقيمت صلاة الجنازة على جثمان الشهيد، ليوارى بعدها الثرى في مقبرة الجديدة.
وإلى الجنوب من جنين، شيّع نحو خمسة آلاف فلسطيني، بعد صلاة العصر من هذا اليوم، جثمان الشهيد أبو الوفا، في مسقط رأسه في قرية الزاوية، حيث سبق ذلك إلقاء نظرة الوداع عليه من قبل عائلته.
ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية ورايات الفصائل الوطنية، وهم يهتفون للشهيد ويدعون للانتقام له، ومن ثم جاب المشاركون شوارع القرية باتجاه مقبرة الزاوية، حيث ووري جثمان الشهيد الثرى هناك.
وفي حديث لـ"العربي الجديد"، قال جمال أبو الوفا، أحد أقرباء الشهيد سعيد، لـ"العربي الجديد"، إننا "لا نعرف بعد أية تفاصيل حول ظروف وطبيعة استشهاد سعيد، حيث أطلقت قوات الاحتلال الرصاص باتجاهه ما أدى إلى إصابته بجروح في وجهه وصدره استشهد على أثرها مباشرة، بعد أن اخترقت 15 رصاصة جسده".
اقرأ أيضا: تشييع أربعة شهداء بالخليل.. وحملة لإعادة بناء منزل الحلبي