14 نوفمبر 2024
اكتبوا... هو أقرب للجدوى
يعاودني سؤال الجدوى من الكتابة، كلما رأيت كتاباتي قاصرة تماما عن الوصول إلى هدفها المبتغى. تمر من دون أن يشعر بها أحد من القراء، وأكتشف أنها مجرد جهد جسدي فائض عن الحاجة إليه. لكن السؤال يختفي تماما، كلما وجدتني بصدد الكتابة، وخصوصا عن قضية من القضايا الملحة. ولعلي أتعمد إهماله في أثناء الاستعداد للكتابة في تلك الحالة، حتى أنتهي منها. يحدث هذا تحديدا بالنسبة للكتابة الصحفية التي غالبا ما تكون مباشرةً في الهدف والمعنى، وفي الشكل والمضمون. وبالتالي في المسار الذي تتجه فيه إلى المتلقي. ويحدث أيضا في التدوين الشخصي ذي الطابع الصحافي، عبر حساباتي الشخصية المختلفة في مواقع التواصل الاجتماعي. أما الكتابات الإبداعية، فلا يمكنني إدراجها في سؤال الجدوى، ذلك أنني لا أسيطر عليها في معظم مراحلها بشكل كامل. وبالتالي، ليس مهما تماما أن أبحث في جدواها، ما دامت قد حققت المعنى الجمالي وحده بالنسبة لي.
هذا فرق كبير، على الرغم من عدم وضوحه أحيانا بالنسبة للقارئ، ما بين الكتابتين، الإبداعية والصحافية ذات النمط التقريري. أما وقد جرّبت النوعين، وما زلت أعيش في خضمهما بشكل متواز، فأستطيع ان أحدّد ذلك الفرق، وأضع يديّ عليه، في كل مرة أجدني أمام لوحة المفاتيح، استعدادا للتعامل مع الكلمات.
وسؤال الجدوى الذي يعتبر السؤال الأصعب، بالنسبة للكاتب الصحافي، ينمو ويتكاثر في ظل الأزمات والقضايا والأحداث التي يجد الكاتب نفسه مضطرا، لسبب أو لآخر، أن يكتب عنها. وكلما كانت تلك الأزمات والقضايا والأحداث كبيرة، كان ذلك السؤال كبيرا أيضا وملحاً أكثر من أي وقت أو ظرفٍ آخر.
ولنأخذ قضية القدس أخيرا، والتي انبثقت إثر قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، نقل سفارة بلاده في الكيان الصهيوني من تل أبيب إلى القدس، تنفيذا لاعترافه بها عاصمة لدولة الكيان، مثالا على سؤال الجدوى من كل كتاباتنا عن هذا الحدث الكبير، صحفية كانت أو تدوينا شخصيا عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، فهل ما كتبناه ونكتبه في هذه القضية تحديدا على سبيل المثال سيفيد شيئا؟
واجهني السؤال، هذه المرة، على شكل سخرية من حماستي في التدوين على "تويتر"، باعتباره مجرد تفريغ نفسي، لا ينبغي الركون إليه، لأنه لا يفيد شيئا على الإطلاق.
واذا كان بعضهم يقول هذا يأسا من الوصول إلى حل حقيقي، أو يقوله تثبيطا للهمم الحقيقية، إلا أنه يبقى هو الخطر الأول الذي يهدّد أي كتابةٍ يمكنها أن تساهم في التغيير، أي تغيير، أما وأن الجدوى المتحصلة فعلا هي تغيير الرأي العام، فإن الخطر يبدو أكبر مما نتوقع سابقا.
سنكتب، إذن، وندعو كل من يستطيع الكتابة أن يكتب، فالكتابة والنشر أهم وسيلة من وسائل تغيير الرأي العام، وبقدر ما نكتب نستطيع أن نساهم في التغيير لصالح هذه القضية أو غيرها من القضايا. وعلينا ألا نستهين بأي جهدٍ يُمكن أن يُبذل على هذا الصعيد، ولو كان مجرد تغريدةٍ صغيرة على "تويتر"، أو عبارة دالة مكتوبة في لافتة، أو حتى رسالة شخصية لأحدهم. كل كتابة نحاول فيها الدفاع عن القضية وأهلها يمكنها أن تنجح فعلا في تحقيق الهدف النهائي. لا مكان لسؤال الجدوى هنا، عندما تكون الجدوى محاولة التغيير عبر تسليط الضوء على أهم قضية عالمية، وهي قضية فلسطين.
اكتبوا إذن ، كلما لاحت أمامكم فرصة للكتابة والنشر في أي مكان. لا تتوقفوا بحجة أن ما نفعله لا يكاد ينجح فعلا. اكتبوا.. هو أقرب للجدوى.
هذا فرق كبير، على الرغم من عدم وضوحه أحيانا بالنسبة للقارئ، ما بين الكتابتين، الإبداعية والصحافية ذات النمط التقريري. أما وقد جرّبت النوعين، وما زلت أعيش في خضمهما بشكل متواز، فأستطيع ان أحدّد ذلك الفرق، وأضع يديّ عليه، في كل مرة أجدني أمام لوحة المفاتيح، استعدادا للتعامل مع الكلمات.
وسؤال الجدوى الذي يعتبر السؤال الأصعب، بالنسبة للكاتب الصحافي، ينمو ويتكاثر في ظل الأزمات والقضايا والأحداث التي يجد الكاتب نفسه مضطرا، لسبب أو لآخر، أن يكتب عنها. وكلما كانت تلك الأزمات والقضايا والأحداث كبيرة، كان ذلك السؤال كبيرا أيضا وملحاً أكثر من أي وقت أو ظرفٍ آخر.
ولنأخذ قضية القدس أخيرا، والتي انبثقت إثر قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، نقل سفارة بلاده في الكيان الصهيوني من تل أبيب إلى القدس، تنفيذا لاعترافه بها عاصمة لدولة الكيان، مثالا على سؤال الجدوى من كل كتاباتنا عن هذا الحدث الكبير، صحفية كانت أو تدوينا شخصيا عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، فهل ما كتبناه ونكتبه في هذه القضية تحديدا على سبيل المثال سيفيد شيئا؟
واجهني السؤال، هذه المرة، على شكل سخرية من حماستي في التدوين على "تويتر"، باعتباره مجرد تفريغ نفسي، لا ينبغي الركون إليه، لأنه لا يفيد شيئا على الإطلاق.
واذا كان بعضهم يقول هذا يأسا من الوصول إلى حل حقيقي، أو يقوله تثبيطا للهمم الحقيقية، إلا أنه يبقى هو الخطر الأول الذي يهدّد أي كتابةٍ يمكنها أن تساهم في التغيير، أي تغيير، أما وأن الجدوى المتحصلة فعلا هي تغيير الرأي العام، فإن الخطر يبدو أكبر مما نتوقع سابقا.
سنكتب، إذن، وندعو كل من يستطيع الكتابة أن يكتب، فالكتابة والنشر أهم وسيلة من وسائل تغيير الرأي العام، وبقدر ما نكتب نستطيع أن نساهم في التغيير لصالح هذه القضية أو غيرها من القضايا. وعلينا ألا نستهين بأي جهدٍ يُمكن أن يُبذل على هذا الصعيد، ولو كان مجرد تغريدةٍ صغيرة على "تويتر"، أو عبارة دالة مكتوبة في لافتة، أو حتى رسالة شخصية لأحدهم. كل كتابة نحاول فيها الدفاع عن القضية وأهلها يمكنها أن تنجح فعلا في تحقيق الهدف النهائي. لا مكان لسؤال الجدوى هنا، عندما تكون الجدوى محاولة التغيير عبر تسليط الضوء على أهم قضية عالمية، وهي قضية فلسطين.
اكتبوا إذن ، كلما لاحت أمامكم فرصة للكتابة والنشر في أي مكان. لا تتوقفوا بحجة أن ما نفعله لا يكاد ينجح فعلا. اكتبوا.. هو أقرب للجدوى.